تفريغ مقطع : فوائد ذكر الله عز وجل (60 فائدة)

وَقَد ذَكَرَ الإِمَامُ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ العَظِيم ((الوَابِلُ الصَّيِّبُ)) كَثِيرًا مِنَ فَوائِدِ الذِّكرِ مِنهَا:
الأُولَى: أَنَّ الذِّكرَ يَطرُدُ الشَّيطَانَ وَيَقمَعُهُ وَيَكسَرُهُ.
الثَّانِيَةُ: أَنَ الذِّكرَ يُرضِي الرَّحمَنَ -عَزَّ وَجَلَّ-.
الثَّالِثَةُ: أَنَّ الذِّكرَ يُزِيلُ الهَمَّ وَالغَمَّ عَن القَلب, وَيَجلِبُ لِلقَلبِ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَالنَّشَاطَ.
الرَّابِعَةُ: أَنَّهُ يُقَوِّي القَلبَ وَالبَدَنَ.
الخَامِسَةُ: أَنَّهُ يُنَوِّرُ الوَجهَ وَالقَلبَ.
السَّادِسَةُ: أَنَّ الذِّكرَ يَجلِبُ الرِّزقَ.
السَّابِعَةُ: أَنَّهُ يَكسُو الذَّاكِرَ المَهَابَةَ وَالحَلَاوَةَ وَالنَّضرَةَ.
الثَّامِنَةُ: أَنَّهُ يُورِثُ المَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رُوحُ الإِسلَامِ, وَقُطبُ رَحَى الدِّين, وَمَدَارُ السَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ.
التَّاسِعَةُ: أَنَّ الذِّكرَ يُورِثُ المُرَاقَبَةَ حَتَّى يَدخُلَ فِي بَابِ الإِحسَان، فَيَعبُدَ اللَّهَ كَأَنَّهُ يَرَاهُ، وَلَا سَبِيلَ لِلغَافِلِ عَن الذِّكرِ إِلَى مَقَامِ الإِحسَان.
العَاشِرَةُ مِن فَوَائدِ الذِّكرِ-: أَنَّهُ يُورِثُ الإِنَابَةَ وَالرُّجُوعَ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا-.
الحَادِيَةَ عَشرَةَ: أَنَّ الذِّكرَ يُورِثُ القُربَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَعَلَى قَدرِ ذِكرِ اللَّهِ تَعَالَى يَكُونُ القُربُ مِنهُ، وَعَلَى قَدرِ الغَفلَةِ عَن الذِّكرِ يَكُونُ بُعْدُ العَبدِ عَن رَبِّهِ.
الثَّانِيَةَ عَشرَةَ: أَنَّهُ يَفتَحُ لَهُ بَابًا عَظِيمًا مِن أَبوَابِ المَعرِفَة، وَكُلَّمَا أَكثَرَ مِنَ الذِّكرِ؛ ازدَادَ مِنَ المَعرِفَةِ.
الثَّالِثَةَ عَشرَةَ: أَنَّهُ يُورِثُ الهَيبَةَ لِرَبِّهِ وَإِجلَالَهِ، لِشِدَّةِ استِيلَاءِ الذِّكرِ عَلَى قَلبِهِ وَحُضُورِ العَبْدِ مَعَ رَبِّهِ، بِخِلَافِ الغَافِل فَإِنَّ حِجَابَ الهَيبَةِ رَقِيقٌ فِي قَلبِهِ.
الرَّابِعَةَ عَشرَةَ مِن فَوَائدِ الذِّكرِ-: أَنَّهُ يُورِثُ الذَّاكِرَ ذِكرَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا- {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}, وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الذِّكرِ إِلَّا هَذِهِ لَكَفَى بِالذِّكرِ فَضلًا وَشَرَفًا.
الخَامِسَةَ عَشرَةَ: أَنَّهُ يُورِثُ حَيَاةَ القَلب.
قَالَ شَيخُ الإِسلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ-: ((الذِّكرُ لِلقَلبِ مِثلُ المَاءِ لِلسَّمَكَةِ, فَكَيفُ يَكُونُ حَالُ السَّمَكِ إِذَا فَارَقَ المَاء؟)).
السَّادِسَةَ عَشرَةَ: أَنَّ الذِّكرَ قُوتُ القُلُوبِ وَرُوحُهَا.
السَّابِعَةَ عَشرَةَ: أَنَّهُ يُورِثُ جِلَاءَ القَلبِ مِن صَدَئِه، وَلَا رَيبَ أَنَّ القَلبَ يَصدَأُ كَمَا يَصدَأُ النُّحَاسُ وَالفِضَّةُ وَغَيرُهُمَا، وَجِلَاؤُهُ بِالذِّكرِ، فَإِنَّهُ يَجلُو القَلبَ حَتَّى يَدَعَهُ كَالمِرآةِ البَيضَاءِ، فَإِذَا تَرَكَ العَبدُ الذِّكرَ صَدِئَ قَلبُه، فَإِذَا ذَكَرَ جَلَاهُ.
وَصَدَأُ القَلبِ بِأَمرَين: بِالغَفلَةِ، وَالذَّنبِ؛ وَجِلَاؤُهُ بِشَيئَين: بِالاستِغفَارِ وَالذِّكرِ.
فَمَن كَانَت الغَفلَةُ أَغلَبَ أَوقَاتِهِ كَانَ الصَّدَأُ مُتَرَاكِمًا علَى قَلبِهِ، وَصَدَؤُهُ بِحَسَبِ غَفلَتِهِ.
وَإِذَا صَدِىءَ القَلبُ لَم تَنطَبِع فِيهِ صُوَرُ المَعلُومَات علَى مَا هِيَ فِيهِ؛ فَيَرَى البَاطِلَ فِي صُورَةِ الحَقِّ، وَالحَقَّ فِي صُورَةِ البَاطِل، لِأَنَّهُ لمَّا تَرَاكَمَ عَلَيهِ الصَّدَأُ أَظلَمَ فَلَمْ تَظهَر فِيهِ صُوَرُ الحَقائقِ كَمَا هِيَ عَلَيهِ.
فَإِذَا تَرَاكَمَ عَلَيهِ الصَّدَأُ إِسوَدَّ، وَرَكِبَهُ الرَّانُ فَفَسَدَ تَصَوُّرُهُ وَإِدرَاكُهُ فَلَا يَقبَلُ حَقًّا، وَلَا يُنكِرُ بَاطِلًا، وَهَذا أَعظَمُ عُقُوبَاتِ القَلب.
الثَّامِنَةَ عَشرَةَ: أَنَّهُ يُحِطُّ الخَطَايَا وَيُذهِبُهَا, فَإنَّهُ مِن أَعظَمِ الحَسَنَات، وَالحَسَنَاتُ يُذهِبنَ السَّيِّئَات.
التَّاسِعَةَ عَشرَةَ مِن فَوائِدِ الذِّكرِ-: أَنَّهُ يُزِيلُ الوَحشَةَ بَينَ العَبدِ وَرَبِّه، فَإِنَّ الغَافِلَ بَينَهُ وَبَينَ اللَّهِ تَعَالَى وَحشَة لَا تَزُول إِلَّا بِالذِّكرِ.
العِشرُون: أَنَّ مَا يَذكُر بِهِ العَبدُ رَبَّهُ مِن جَلَالِه وَتَسبِيحِه وَتَهلِيلِهِ وَتَحمِيدِهِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا عِندَ الشِّدَّة.
الحَادِيَةُ وَالعِشرُون: أَنَّ العَبدَ إِذَا تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِذِكرِهِ فِي الرَّخَاءِ؛ عَرَفَهُ اللهُ تَعَالَى فِي الشِّدَّة.
الثَّانِيَةُ وَالعِشرُون: أَنَّ الذِّكرَ مَنجَاةٌ مِن عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى.
الثَّالِثَةُ وَالعِشرُون: أَنَّ الذِّكرَ سَبَبُ تَنَزُّلِ السَّكِينَة، وَغِشَيَانِ الرَّحمَة، وَحُفُوفِ المَلائكَةِ بِالذَّاكِرِ كَمَا أَخبَرَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
الرَّابعَةُ وَالعِشرُون: أَنَّهُ سَبَبُ انشِغَالِ اللِّسَانِ عَن الغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالكَذِبِ وَالفُحشِ وَالبَّاطِلِ.
الخَامِسَةُ وَالعِشرُون: مَجَالِسُ الذِّكرِ مَجَالِسُ المَلائكَةِ، وَمَجَالِسُ اللَّغو وَالغَفلَة مَجَالِسُ الشَّيَاطِين.
السَّادِسَةُ وَالعِشرُون: أَنَّ الذِّكرَ يَسعَدُ الذَّاكِرُ بِهِ وَيَسعَدُ بِهِ جَلِيسُه، وَهَذا هُوَ المُبَارَكُ أَينَ مَا كَان, وَالغَافِلُ يَشقَى بِلَغوِهِ وَغَفلَتِهِ وَيَشقَى بِهِ مُجَالِسُهُ.
السَّابِعَةُ وَالعِشرُون: أَنَّ الذَّكِرَ يُؤَمِّنُ العَبدَ مِنَ الحَسرَةِ يَومَ القِيَامَة.
فَكُلُّ مَجلِسٍ لَا يَذكُرُ العَبدُ فِيهِ رَبَّهَ تَعَالَى؛ يَكُونُ عَلَيهِ حَسرَةً وَتِرَةً وَنَدَامَةً يَومَ القِيَامَة.
الثَّامِنَةُ وَالعِشرُون: أَنَّهُ مَعَ البُكَاءِ فِي الخَلوَةِ سَبَبٌ لِإِظلَالِ اللهِ تَعَالَى العَبدَ يَومَ الحَشرِ الأَكبَرِ فِي ظَلِّ عَرشِهِ، وَالنَّاسُ فِي حَرِّ الشَّمسِ قَد صَهَرَتهُم فِي المَوقِفِ, وَهَذَا الذَّاكِر مُستَظِلٌّ بِظِلِّ عَرشِ الرَّحمَن جَلَّ وَعَلَا-.
التَّاسِعَةُ وَالعِشرُون: أَنَّ الاشتِغَالَ بِالذِّكرِ سَبَبُ إعَطَاءِ اللهِ تَعَالَى الذَّاكِر أَفضَلَ مَا يُعطِي السَّائلِينَ.
الثَّلاثُون: أَنَّهُ أَيسَرُ العِبَادَاتِ، وَهُوَ مِن أَحلَاهَا وَأَفضَلِهَا، فَإِنَّ حَرَكَةَ اللِّسَانِ أَخَفُّ حَرَكَاتِ الجَوَارِح وَأَيسَرُهَا، وَلَوْ تَحَرَّكَ عُضوٌ مِن أَعضَاءِ الإِنسَانِ فِي اليَّومِ وَاللَّيلَةِ مِقدَارَ حَرَكَةِ اللِّسَان لَشَقَّ عَلَيهِ غَايَةَ المَشَقَّة بَلْ لَا يُمكِنُ ذَلِك.
الحَادِيَةُ وَالثَّلاثُون: أَنَّ الذِّكرَ غَرسُ الجَنَّة.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ)). أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ بِإِسنَادٍ صَحِيحٍ.
الثَّانِيَةُ وَالثَّلاثُون: أَنَّ العَطَاءَ وَالفَضلَ الذِي رُتِّبَ عَلَى الذِّكرِ لَمْ يُرَتَّبَ عَلَى غَيرِهِ مِنَ الأَعمَالِ.
الثَّالِثَةُ وَالثَّلاثُون: أَنَّ دَوَامَ ذِكرِ اللهِ تَعَالَى يُوجِبُ الأَمَانَ مِن لِسَانِهِ الذِي هُوَ سَبَبُ شَقَاءِ العَبدِ فِي مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ، فَإِنَّ نِسيَانَ الرَّبّ يُوجِبُ نِسيَانَ نَفسِهِ وَمَصَالِحِهَا. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19].
الرَّابِعَةُ وَالثَّلاثُون: أَنَّ الذِّكرَ يُسَيِّرُ العَبدَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ وَفِي سُوقِهِ, وَفِي حَالِ صِحَّتِهِ وَسَقَمِهِ، وَفِي حَالِ نَعِيمِهِ وَلَذَّتِهِ، وَمَعَاشِهِ وَقِيَامِهِ وَقُعُودِهِ وَاضِّجَاعِهِ, وَسَفَرِهِ وَإِقَامَتِهِ, فَلَيسَ فِي الأَوقَاتِ شَيءٌ يَعُمُّ الأَوقَاتَ وَالأَحوَالَ مِثلُهُ.
الخَامِسَةُ وَالثَّلاثُون: أَنَّ الذِّكرَ نُورٌ لِلذَّاكِرِ فِي الدُّنيَا، نُورٌ لَهُ فِي قَبرِهِ، وَنُورٌ لَهُ فِي مَعَادِهِ يَسعَى بَينَ يَدَيهِ عَلَى الصِّرَاطِ.
وَلِأَجلِ ذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُبَالِغُ فِي سُؤالِهِ رَبَّهُ مِنَ النُّورِ حَتَّى سَأَلَهُ جَلَّ وَعَلَا- أَنْ يَجعَلَ النُّورَ فِي لَحمِهِ وَعِظَامِهِ, وَعَصَبِهِ وَشَعرِهِ, وَسَمعِهِ وَبَصَرِه, وَمِن فَوقِهِ وَمِن تَحتِهِ, وَعَن يَمِينِهِ وَعَن شِمَالِهِ, وَمِن خَلفِهِ وَمِن أَمَامِهِ، حَتَّى قَالَ: ((وَاجعَلنِي نُورًا)).
فَسَأَلَ رَبَّهُ تَعَالَى أَنْ يَجعَلَ النُّورَ فِي ذَاتِهِ الظَّاهِرَة وَالبَّاطِنَة، وَأَنْ يَجعَلَهُ مُحِيطًا بِهِ مِن جِهَاتِهِ، فَدِينُ اللهِ نُور، وَكِتَابُهُ نُور، وَرَسُولُهُ نُور، وَدَارُهُ التِي أَعَدَّهَا لِأَولِيَائِهِ نُورٌ يَتَلَألَأ، وَاللهُ تَعَالَى نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض، وَمِن أَسمَائِهِ النُّور -سُبحَانَهُ وَتَعَالَى-.
السَّادِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ: أَنَّ الذِّكرَ رَأسُ الأُصُولِ، وَطَرِيقُ عَامَّةِ السَّالِكِينَ وَمَنشُودُ الوِلَايَةِ, فَمَن فُتِحَ لَهُ؛ فِيهِ فَقَدْ فُتِحَ لَهُ بَابُ الدُّخُولِ عَلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَلَيَتَطَهَّر وَلَيَدخُل عَلَى رَبِّهِ يَجِد عِندَهُ كُلَّ مَا يُرِيد، فَإِنْ وَجَدَ رَبَّهُ تَعَالَى وَجَدَ كُلَّ شَيء، وَإِنْ فَاتَهُ رَبُّهُ جَلَّ وَعَلَا- فَاتَهُ كُلُّ شَيء.
نَسأَلُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ أَنْ يَمُنَّ عَلَينَا بِذِكرِهِ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِنَا, 
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَمَن وَلَاهُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-, صَلَاةً وَسَلَامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَى يَومِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ:
فَالسَّابِعَةُ وَالثَّلاثُونَ مِن فَوائِدِ الذِّكرِ كَمَا ذَكَرَهَا الإِمَامُ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ العَظِيم ((الوَابِلُ الصَّيِّبُ))-: أَنَّ الذِّكرَ يَجمَعُ المُتَفَرِّقَ وَيُفَرِّقَ المُجتَمِع، وَيُقَرِّبُ البَعِيدَ وَيُبعِدُ القَرِيبَ، فَيَجمَعُ مَا تَفَرَّقَ عَلَى العَبدِ مِن قَلبِهِ وَإِرَادَتِهِ, وَيُفَرِّقُ مَا اجتَمَعَ عَلَيهِ مِنَ الهُمُومِ وَالغُمُومِ وَالأَحزَانِ وَالحَسَرَاتِ.
وَيُفَرِّقُ أَيضًا مَا اجتَمَعَ عِندَهُ مِن جُندِ الشَّيطَان، فَإِنَّ إِبلِيسَ عَلَيهِ لَعَائِنُ اللَّهِ- لَا يَزَال يَبعَثُ لِلعَبدِ سَرِيَّةً بَعدَ سَرِيَّة, وَالذِّكرُ يُقَرِّبُ الآخِرَةَ وَيَعَظِّمُهَا فِي قَلبِ الذَّاكِر, وَيُصَغِّرُ الدُّنيَا فِي عَينَيْهِ وَيُبعِدُهَا عَن قَلبِهِ وَلِسَانِهِ.
الثَّامِنَةُ وَالثَّلاثُونَ: أَنَّ الذِّكرَ يُنَبِّهُ القَلبَ مِن نَومِه، وَيُوقِظُهُ مِن سَنَتِه, وَالقَلبُ إِذَا كَانَ نَائِمًا فَاتَتْهُ الأَربَاحُ وَالمَتَاجِرُ, وَكَانَ الغَالِبُ عَلَيهِ الخُسرَان.
التَّاسِعَةُ وَالثَّلاثُون: أَنَّ الذِّكرَ شَجَرَةٌ تُثمِرُ المَعَارِف.
الأَربَعُون: أَنَّ الذَّاكِرَ قَرِيبٌ مِن مَذكُورِهِ, وَمَذكُورُهُ مَعَهُ, وَهَذِهِ المَعِيَّةُ مَعِيَّةُ الوِلَايَةِ وَالمَحَبَّةِ وَالنُصرَةِ وَالتَّوفِيقِ، كَقَولِهِ تعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: 128].
{وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]. وَلِلذَّاكِرِ مِن هَذِهِ المَعِيَّةِ الخَاصَّةِ نَصِيبٌ وَافِرٌ كَمَا فِي الحَدِيثِ القُدُسِيّ الذِي رَوَاهُ أَحمَدُ بِإِسنَادٍ صَحِيحٍ: ((أَنَا مَعَ عَبدِي مَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَت بِي شَفَتَاه)).

الحَادِيَةُ وَالأَربَعُون مِن فَوائِدِ الذِّكرِ-: أَنَّ الذِّكرَ يَعدِلُ الضَّربَ بِالسَّيفِ فِي سَبيلِ اللهِ تَعَالَى, بَعدَ نَفَقَةِ الأَموالِ, وَالحَملِ علَى الخَيلِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى.
الثَّانِيَةُ وَالأَربَعُون: أَنَّ الذِّكرَ رَأسُ الشُّكرِ، فَمَا شَكَرَ اللهُ تَعَالَى مَن لَمْ يَذكُرَه.
الثَّالِثَةُ وَالأَربَعُون: أَنَّ أَكرَمَ الخَلقِ علَى اللهِ تَعَالَى مِن المُؤمِنِينَ؛ مَن لَا يَزَالُ لِسَانُهُ رَطبًا مِن ذِكرِهِ، فَإِنَّهُ أبقَاهُ فِي أَمرِهِ وَنَهيِهِ, وَجَعَلَ ذِكرَهُ شِعَارَهُ, وَالتَّقوَى أَوجَبَت لَهُ دُخُولَ الجَنَّة وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.
الرَّابِعَةُ وَالأَربَعُون: أَنَّ فِي القَلبِ قَسْوَة لَا يُذهِبُهَا وَلَا يُذِيبُهَا إِلَّا ذِكرُ اللهِ جَلَّ وَعَلَا-.
قَالَ رَجُلٌ لِلحَسَنِ البَصرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ-: يَا أَبَا سَعِيد؛ أَشكُو إِلَيكَ قَسوَةَ قَلبيِ.
قَالَ: ((أَذِبهَا بِالذِّكرِ)).
الخَامِسَةُ وَالأَربَعُون: أَنَّ الذِّكرَ شِفَاءٌ لِلقَلبِ وَدَوَاءٌ لَهُ، وَأَمَّا الغَفلَةُ فَمَرَضُهُ، وَالقُلُوبُ مَرِيضَةٌ وَشِفَاؤُهَا وَدَوَاؤهَا فِي ذِكرِ اللهِ تَعَالَى.
السَّادِسَةُ وَالأَربَعُون: أَنَّ الذِّكرَ أَصلُ مُوالَاةِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَأَمَّا الغَفلَةُ فَأَصلُ مُعَادَاتِهِ، وَالعَبدُ لَا يَزالُ يَذكُرُ رَبَّهُ حَتَّى يُحِبَّهُ فَيُوالِيَهُ، وَلَا يَزَالُ يَغفُلُ عَن ذِكرِ رَبِّهِ حَتَّى يُبغِضَهُ فَيُعَادِيهِ.
السَّابِعَةُ وَالأَربَعُون: أَنَّهُ مَا استُجلِبَت نِعَمُ اللهِ تَعَالَى وَاستُدفِعَت نِقَمُهُ بِمِثلِ ذِكرِهِ, فَالذِّكرُ جَلَّابٌ لِلنِّعَمِ، دَفَّاعٌ لِلنِّقَمِ.
قَالَ بَعضُ السَّلَف: ((مَا أَقبَحَ الغَفلَةَ عَن ذِكرِ مَن لَا يَغفُلُ عَن بِرِّك)).
الثَّامِنَةُ وَالأَربَعُون: الذِّكرُ يُوجِبُ صَلَاةَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَمَلائكَتِهِ عَلَى الذَّاكِرِ، وَمَن صَلَّى عَلَيهِ اللهُ وَمَلائكَتُهُ فَقَد أَفلَحَ وَفَازَ كُلَّ الفَوز {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 41-43].
التَّاسِعَةُ وَالأَربَعُون: إِنَّ مَن شَاءَ أَنْ يَسكُنَ رِيَاضَ الجَنَّة؛ فَلْيَستَوْطِن مَجَالِسَ الذِّكرِ فَإِنَّهَا رِيَاضُ الجَنَّة.
الخَمسُون: إِنَّ مَجَالِسَ الذِّكرِ مَجَالِسُ المَلائكَة، فَلَيسَ مِن مَجَالِسِ الدُّنيَا مِن مَجلِسٍ إِلَّا هَذَا الذِي ذُكِر, وَهِيَ مَجَالِسُ الذِّكرِ؛ مَجلِسٌ يُذكَرُ اللهُ تَعَالَى فِيهِ كَمَا فِي قَولِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ للَّهِ مَلائكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ؛ يَلتَمِسُونَ أَهلَ الذِّكر)) الحَدِيث, وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
الحَادِيَةُ وَالخَمسُون: أَنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُبَاهِي مَلائِكَتَهُ بِالذَّاكِرِينَ، كَمَا جَاءَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي المَسجِدِ فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟
قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى.
قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟
قَالُوا: آللَّهِ مَا أَجْلَسْنَا إِلَّا ذَلِكَ.
قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ
قَالَ: وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنزِلَتِي مِن رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقَلَّ عَنهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ((مَا أَجْلَسَكُمْ هَاهُنَا؟))
قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا بِكَ.
قَالَ: ((آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟))
قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسْنَا إِلَّا ذَلِكَ.
قَالَ: ((أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ- فَأَخْبَرَنِي: أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ المَلَائِكَة)). رَوَاهُ مُسلِمٌ.
فَهَذِهِ المُبَاهَاةُ مِنَ الرَّبِّ تَعَالَى دَلِيلٌ عَلَى شَرَفِ الذِّكرِ عِندَهُ وَمَحَبَّتِهُ لَهُ, وَأَنَّ لَهُ مَزِيَّةً عَلَى غَيرِهِ مِنَ الأَعمَالِ.
الثَّانِيَةُ وَالخَمسُون: أَنَّ جَمِيعَ الأَعمَال إِنَّمَا شُرِعَت إِقَامَةً لِذِكرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ-، فَالمَقصُودُ بِهَا تَحصِيلُ ذِكرِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا-، قَالَ تَعَالَى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14].
وَذُكِرَ عَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا- أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفضَل؟
قَالَ: ((ذِكرُ اللَّهِ أَكبَر)).
الثَّالِثَةُ وَالخَمسُون: أَنَّ أَفضَلَ أَهلِ كُلِّ عَمَلٍ؛ أَكثَرُهُم فِيهِ ذِكرًا للَّهِ تَعَالَى، فَأَفضَلُ الصُّوَّامِ أَكثَرُهُم ذِكرًا للَّهِ فِي صَومِهِم، وَأَفضَلُ الحُجَّاجِ أَكثَرُهُم ذِكرًا للَّهِ فِي حَجِّهِم, وَأَفضَلُ المُتَصَدِّقِينَ أَكثَرُهُم ذِكرًا للَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَهَكَذَا سَائِرُ الأَعمَال.
الرَّابِعَةُ وَالخَمسُونَ: أَنَّ إِدَامَةَ الذِّكر تَنُوبُ عَن التَّطَوُّعَات, وَتَقُومُ مَقَامَهَا سَواءٌ كَانَت بَدَنِيَّةً أَوْ مَالِيَّةً أَوْ بَدَنِيَّةً مَالِيَّةً كَحَجِّ التَّطَوُّع.
وَقَد جَاءَ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ-: ((أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ رَبِّ العَالَمِين -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ يَعنِي: أَهلَ الأَموَال- بِالدَّرَجَاتِ العُلَى, وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي, وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُم فَضلُ أَموَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا, وَيَعتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ.
فَقَالَ: ((أَلَا أُعَلِّمُكُم شَيئًا تُدرِكُونَ بِهِ مَن سَبَقَكُم، وَتَسبِقُونَ بِهِ مَن بَعدَكُم، وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفضَلَ مِنكُم إِلَّا مَن صَنَع مَا صَنَعتُم؟))
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!!
قَالَ: ((تُسَبِّحُونَ وَتَحمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلفَ كُلِّ صَلَاةٍ)) الحَدِيث, وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
فَجَعَلَ الذِّكرَ عِوَضًا عَمَّا فَاتَهُم مِنَ الحَجِّ وَالعُمرَةِ وَالجِهَادِ، وَأَخبَرَ أَنَّهُم يَسبِقُونَهُم بِهَذَا الذِّكرِ.
الخَامِسَةُ وَالخَمسُون مِن فَضَائلِ الذِّكرِ وَفَوائدِهِ-: أَنَّ ذِكرَ اللَّهِ تَعَالَى مِن أَكبَرِ العَونِ عَلَى طَاعَتِهِ، فَإِنَّهُ يُحَبِّبُهَا إِلَى العَبدِ, وَيُسَهِّلُهَا عَلَيهِ, وَيُلَذِّذُهَا لَهُ, وَيَجعَل قُرَّةَ عَينِهِ فِيهَا.
السَّادِسَةُ وَالخَمسُونَ: أَنَّ ذِكرَ اللَّهِ تَعَالَى يُسَهِّلُ الصَّعب، وَيُيَسِّرُ العَسِير, وَيُخَفِّفُ المَشَاق.
السَّابِعَةُ وَالخَمسُون: أَنَّ ذِكرَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- يُذهِبُ عَن القَلبِ مَخَاوِفَهُ كُلَّهَا، وَلَهُ أَي: لِلذِّكرِ- تَأثِيرٌ عَجِيبٌ فِي حُصُولِ الأَمْن، فَلَيسَ لِلخَائفِ الذِي قَد اشتَدَّ خَوفُه أَنفَعُ مِن ذِكرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا-.
الثَّامِنَةُ وَالخَمسُون: أَنَّ الذِّكرَ يُعطِي الذَّاكِرَ قُوَّة، حَتَّى إِنَّهُ لَيَفعَلُ مَع الذِّكرِ مَا لَمْ يُطِقْ فِعلُهُ بِدُونِهِ، أَلَا تَرَى كَيفَ عَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابنَتَهُ فَاطِمَة وَعَلِيًّا -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- أَنْ يُسَبِّحَا كُلَّ لَيلَةٍ إِذَا أَخَذَا مَضَاجِعَهُمَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَيَحمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَيُكَبِّرَا أَربَعًا وَثَلَاثِينَ؛ لمَّا سَأَلَتهُ الخَادِمَة, وَشَكَت إِلَيهِ مَا تُقَاسِيهِ مِن الطَّحنِ وَالسَّقْيِ وَالخِدمَةِ، فَعَلَّمَهَا ذَلِكَ وَقَالَ: ((إِنَّهُ خَيرٌ لَكُمَا مِن خَادِمٍ)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
قِيلَ: إِنَّ مَن دَاوَمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْ: عَلَى هَذَا الذِّكرِ عِندَ النَّوم- وَجَدَ قُوَّة فِي يَومِهِ مُغنِيَةً عَن خَادِم.
التَّاسِعَةُ وَالخَمسُون: أَنَّ أَعمَالَ الآخِرَةِ كُلَّهَا فِي مِضمَارِ السِّبَاق، وَالذَّاكِرُونَ هُم أَسبَقُهُم فِي ذَلِكَ المِضمَار.
السِّتُّونَ مِن فَضَائلِ وَفَوائدِ الذِّكر-: كَثرَةُ ذِكرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا- أَمَانٌ مِنَ النِّفَاقِ، فَإِنَّ المُنَافِقَ قَلِيلُو الذِّكرِ للَّهِ تَعَالَى، قَالَ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَا- فِي المُنَافِقِينَ: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142].
قَالَ كَعبٌ: ((مَن أَكثَرَ ذِكرَ اللَّهِ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ)).

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  المفاسد والآثار المترتبة على تفجيرات بروكسل وأمثالها
  الرد على العقلانيين -الرد على من أدخل العقل في العبادات
  شيخ الحدادية المصرية يصف علماء الممكلة بأنهم لا يحسنون قراءة القرآن !
  تطور فكر الخوارج في العصر الحديث
  أَوَ كُلُّ مَن قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عَليهِ وَسلَّم- تَسمَعُ مِنهُ؟!
  كُلُّ الْجَمَاعَاتِ مُنْحَرِفَةٌ مُبْتَدِعَةٌ
  كَيْفِيَّةُ الصَّلَاةِ
  الانحراف في منهج الاستدلال عند الخوارج
  أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ما الذي يمنعكم عن اتباع نبيكم؟
  مَاذَا يَنْوِي الْإِنْسَانُ إِذَا أَرَادَ الزَّوَاجَ؟
  جاهِدْ نفسكَ وﻻ تَغتر
  مَا حُكْمُ الِابْتِهَالَاتِ الدِّينِيَّةِ وَالْأَنَاشِيدِ الْإِسْلَامِيَّةِ
  من الذي يفجر المساجد...؟! خوارج العصر
  جانب من حياء الرسول صلى الله عليه وسلم
  الحلقة الخامسة: تتمة بيان بعض أساليب الملحدين الماكرة
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان