تفريغ مقطع : الاعتداء على المتمسكين بالهدي الظاهر وعلى المجبات في الشوارع والطرقات


{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]، فَمَا أَصَابَ الأُمةَ مِن شيءٍ إلَّا بِسَبَبِ الذنوبِ، ولا يُرْفَعُ عنها ما أَصَابَهَا إلَّا بالتوبةِ والأَوْبَةِ والإنابةِ والاستغفارِ، فَاستجْلَى وَجْهَ العِبَرِ.
فهذه الأمورُ التي تَقعُ تؤدي إلى وقوعِ السُّخْطِ بالناسِ، ويقعُ فيهم مِن الفسادِ ما اللهُ به عليم، ويؤدي هذا كلُّهُ إلى ضِيقٍ في المعيشةِ، وإلى تَحَلُّلٍ مِن الدين كما هو الواقعُ المُشَاهَدُ، فإنَّ الناسَ عندما ينظرونَ إلى ما آلت إليه الأمورُ؛ يَجِدونَ رِقَّةً في الدين، ويَجِدونَ تَهَجُّمًا على الشريعةِ. 
كثيرٌ مِمَّن كان لا يستطيعُ أنْ يرفعَ صوتَهُ؛ صارَ الآن عالي الصوتِ، يُهاجمُ الشريعةَ، ويُهاجمُ النبيَّ –صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلم-، ويطعنُ في الإسلامِ، ويَصِفُ المتمسكينَ بالدينِ بأنهم كالوحوشِ الهائجةِ، كالوحوشِ المَسْعُورةِ، وكلُّ ذلك بسببِ الذنوب التي أدَّت إلى ما آلَ إليه الأمرُ، وبسببِ ذنوبِ القومِ الذين ما زالوا مُصِرِّينَ على الذنبِ، يُنَفِّرونَ الناسَ مِن الشريعةِ، حتى صارَ كثيرٌ مِمن يتمسكُ بظاهرِ الهَدي النبويِّ يُعْتَدَى عليه في الطُّرُقاتِ، وَمَا له مِن جَريرةٍ، ولكنْ يُحَمِّلونَهُم الخرابَ والدَّمَارَ، يقولون: قد خرَّبْتُم البلادَ وأفسدتُم العبادَ، ويَعْتَدِي عليهم العَوامُ، وصِرنَ المُحصنات الغافلات المُحجَّبات يُؤذيْنَ في الطُّرُقات، لا لشيءٍ إلَّا لأنها قد أخذَت بما أَمَرَ اللهُ ربُّ العالمين به ورسولُهُ، فبَغَّضُوا الدينَ للناسِ، وكَرَّهُوا الناسَ في الدينِ، وكلُّ ذلك بسببِ الذنوب، وما يتوقفُ عاقلٌ منهم -إنْ كان فيهم عاقل- مِن أجلِ أنْ يقول: لا بُدَّ مِن مراجعةِ هذا الأمرُ الكبير؛ لماذا أُلْنَا إلى مَا صِرنَا إليه؟!!  

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  كُلُّ الْجَمَاعَاتِ مُنْحَرِفَةٌ مُبْتَدِعَةٌ
  هل يلزم لكل يوم نية؟ وما حكم مَن نوى الإفطار ولم يأكل؟ وما هي المشقة التي يجوز من أجلها الفطر؟
  دَفْعُ الْبُهْتَانِ حَوْلَ قَوْلِ الْأَفَّاكِينَ فِي ادِّعَاءِ تَكْفِيرِ أَبْنَاءِ الْمُسِلِمِينَ
  صيغ التكبير الواردة عن السلف
  لحظة تراجع الرسلان عن خطأ أخطأه
  إعلام النفاق إعلام الخزى والعار هم من يصنعون التطرف والإرهاب ..!
  حَذَارِ أخي أنْ يُؤتَى الإسلامُ مِن قِبَلِكَ!!
  الدفاع عن الشيخ المُجَدِّد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في مسألة التكفير بلا مُوجِب
  ((6)) هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ...
  رسائل الشيخ رسلان إلى الحاضرين والمستمعين
  شيخ الإسلام بن تيمية المفترى عليه في القديم والحديث
  حقيقة الإيمان
  فكرة وآلية
  شُبْهَةٌ وَجَوَابُهَا حَوْلَ الطَّعْنِ فِي أَيُّوبَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-
  متى تعود إلينا فلسطين؟ الإجابة في أقل من دقيقه
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان