تفريغ مقطع : ((الحلقة الأُولَى)) ((الإلحاد وبداية نشأته))

برنامج ((الرد على الملحدين))

((الحلقة الأُولَى))

((الإلحاد وبداية نشأته))

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّم.

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فهذه بعضُ المَبَاحِثِ المجموعةِ عَنْ هذا الأمرِ الكبيرِ والظاهرةِ الخطيرةِ التي انْتَشَرَتْ فِي الأمةِ، واسْتَشْرَتْ فِيها كالنارِ فِي الهَشِيمِ، وهي ((ظاهرة الْإِلْحَاد)).

وهذه مقدمةٌ عَن الْإِلْحَاد تُعَرِّفُ به، وبالأَسْبَاب التي دعت إِلَى انتشاره وَفُشُوِّهِ، كما وَرَدَ نَحْوُ ذَلِكَ فِي الموسوعَتَيْنِ: المُفَصَّلَةِ والمُيَسَّرَةِ.

الإِلْحَاد: هو مَذْهَبٌ فَلْسَفِيٌّ يقومُ على فكرةٍ عَدَمِيَّةٍ أساسُها إنكارُ وُجُود اللهِ الخَالِق -سبحانه وتعالى-.

فيَدَّعِي الْمُلْحِدُونَ بأنَّ الكونَ وُجِدَ بِلَا خالقٍ، وأنَّ المادَّةَ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ، وهِيَ الخَالِق والمخلوقُ فِي نفسِ الوقت.

وهُنَاكَ معنى ثَانٍ للإِلْحَاد يُعَدُّ مِنْ إضافاتِ أَفْلَاطُون، وهو: إثباتُ وُجُود خالقٍ أو صانعٍ؛ ولَكِنها لا تُعْنَى بشيءٍ مِن حياةِ الخلقِ، فَهِيَ مُوجِدَةٌ للخلقِ؛ لَكِنها تَرَكَتِ التَّصَرُّفَ فِي الكونِ، وَتَفَرَّغَتْ لحياتِها المِثَالِيَّةِ.

وقد كَانَ يَقُول بهذا القولِ مِنَ الْفَلَاسِفَة ((أَبِيطُور)).

 ومما لا شَكَّ فِيه: أنَّ كثيرًا مِن دُوَلِ العالَمِ الغربِيِّ والشرقِيِّ تُعَانِي مِن نَزْعَةٍ إِلْحَاديةٍ عَارِمَةٍ، جَسَّدَتْهَا الشُّيُوعِيَّةُ المُنْهَارَةُ، وَتُجَسِّدُها الْعَلْمانِيَّةُ المُخَادِعَةُ.

والإِلْحَادُ بدعةٌ جديدةٌ لم توجَدْ فِي القديمِ إلا فِي النادِرِ فِي بعضِ الأممِ والأفرادِ، وكانت الْكَنِيسَةُ الأُورُوبِّيَّةُ المسئولَ الأولَ عَنْ ظهورِ الْإِلْحَاد،  فَحَمَاقَاتُها هِيَ الَّتِي أَدَّتْ إِلَى جَعْلِ الْعِلْمِ بَدِيلًا عَنْ الدِّينِ، وَجَعْلِ الصِّدَامِ الَّذِي وَقَعَ بينَ الْعِلْمِ المَادِّيِّ وأفكارِ الكَنِيسَةِ المُتَحَجِّرَةِ مما ليس بِدِينٍ أَصْلًا؛ سَبَبًَا لِتَحَلُّلِ الناسِ مِن الدينِ.

فَالسَّبَبُ الظاهرُ جُعِلَ بَدِيلًا عَن السببِ الْحَقيقيِّ، وتَوَقَّفَ الناسُ عَنْدَ حُدُودِ ما تُثْبِتُهُ وتُدْرِكُهُ حَوَاسُّهُمْ، وَجُعِلَتِ الطبيعةُ خالقةً بَدِيلًا عَنِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وذَلِكَ حينَ حَارَبَتْ الْكَنِيسَةُ الغَرْبِيَّةُ الْعِلْمَ وَالْعلماءَ، وَخَيَّرَتِ الناسَ بينَ اتِّبَاعِ الخُرَافَةِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّينِ -على دِينِهَا الَّذِي ابْتَدَعَتْهُ وَشَكَّلَتْهُ على حَسَبِ أَهْوَائِهَا-، خَيَّرَتِ الناسَ بينَ اتِّبَاعِ الخُرَافَةِ واتباعِ الْعِلْمِ وَالخُرُوجِ مِنَ الدِّينِ. وقد اختار الْعُلَماءُ المَادِّيُّونَ لمِاَ وَصَلُوا إِلَيْهِ من الْحَقَائق الْعِلْمية الثابتة؛ اخْتَارُوا اتباعَ الْعِلْمِ؛ لِأَنَّهُم يَعْرِفُون قَدْرَهُ، ويَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَحَقُّ بالاتباعِ مِنَ الخُرَافَةِ التي تَمَسَّكَتْ بها الكَنيسَةُ الغربيةُ، فلَمَّا طَرَدَتِ الكنيسَةُ الْعُلَماءَ مِنَ الدِّينِ؛ كَانَ الْعِلْمُ بالنسبةِ إِلَيْهِم البَدِيلَ عَنْ الدِّينِ، لَا لِأَنَّهُ فِي الْحَقِيقةِ بَدِيلٌ عَنْه، وَلَا لِأَنَّهُ بِطَبِيعَتِهِ يُغْنِي عَنْ الدِّينِ؛ وَلَكِنْ لأنَّ حَمَاقَةَ الْكَنِيسَةِ الغَرْبِيَّةِ وَضَعَتِ الأمورَ فِي هذا الوضعِ.

والسببُ الظَّاهِرُ ليسَ بَدِيلًا عَن السببِ الحَقِيقِيِّ؛ لِأَنَّ السببَ الظاهرَ يُفَسِّرُ فَقَطْ: كيفَ تَحْدُثُ الأشياءُ على النَّحْوِ الَّذِي تَحْدُثُ به؟ ولَكِنهُ لا يُفَسِّرُ: لماذا كَانَت الأشياءُ على هذا النحوِ؟

وحِينَ جَعَلَتْ أُورُوبَّا الطبيعةَ بَدِيلًا عَنِ اللهِ عز وجل؛ لم يَكُنْ ذَلِكَ إلا مَهْرَبًا مِنْ إِلَهِ الْكَنِيسَةِ الَّذِي تَسْتَعْبِدُ الناسَ بِاسْمِهِ، وَتَفْرِضُ عليهِمُ الإِتَاوَاتِ والعُشُورَ بِاسْمِهِ، وتُخْضِعُهُمْ وَتُذِلُّهُمْ لِرِجَالِ الدِّينِ مَعَ مُحَارَبَةِ الْعِلْم، والحَجْرِ على حُرِّيَّةِ النَّظَرِ فِي أسرارِ اللهِ فِي الكونِ، وَمَعَ الوُقُوفِ الظالمِ مَعَ رِجَالِ الإِقْطَاعِ ضِدَّ الَّذِينَ كَانُوا يُطَالِبُونَ بالإصلاحِ، لم يَكُنِ الأمْرُ قَطُّ حقيقةً عِلْمِيَّةً، وكان هذا كلُّه إِلْحَادَ العلماءِ والفلاسفةِ والمُفَكِّرِينَ.

أَمَّا الجَمَاهِيرُ؛ فكانت ما تَزَالُ تُؤْمِنُ بالدِّينِ علَى ما به مِنْ تَحْرِيفٍ وَتَشْوِيهٍ وَخُرَافَةٍ، فَيُعَدُّ أتباعُ الْعَلْمَانِيَّةِ المُؤَسِّسِينَ الْحَقِيقِيِّينَ للإِلْحَاد، ومِنْ هَؤُلَاءِ: أَتْبَاعُ الشُّيُوعِيَّةِ والوُجُودِيَّةِ والدَّارْوِينِيَّةِ والعَقْلَانِيَّةِ.

وقد اسْتَغَلَّت الحركةُ الصُّهيونيةُ كُلَّ هذا، فَعَمِلَتْ عَلَى نَشْرِ الْإِلْحَاد فِي الْأَرْض، فَنَشَرَت الْعَلْمَانِيَّةَ لِإِفسادِ أُمَمِ الْأَرْض بالْإِلْحَاد والمَادِّيَّةِ المُفْرِطَةِ، والاِنْسِلَاخِ مِن كُلِّ الضَّوَابِطِ التشريعيةِ والأَخلاقيةِ؛ كَيْ تَهْدِمَ هذه الأُمَمُ نَفْسَها بِنَفْسِهَا، وَعنْدَها يَخْلُو الجَوُّ لليهودِ؛ حتى يستطيعَ اليهودُ حُكْمَ العَالَمِ كُلِّه.

وقد نَشَرَ اليهودُ نَظَرِيَّاتِ ((مَارْكِسْ)) فِي الاقتصادِ والتفسيرِ المادِّيِّ للتاريخِ، وَنَشَرُوا نَظَرِيَّاتِ ((فْرُويِدْ)) فِي عِلْمِ النَّفْسِ، وكذَلِكَ نَشَرُوا ((نَظَرِيَّةَ دَارْوِنْ)) فِي أصلِ الأنواعِ، وَنَشَرُوا نَظَرِيَّاتِ ((دُورْ كَايِنْ)) فِي عِلْمِ الاجتماعِ، وكُلُّ هذه النظرياتِ مِنْ أُسُسِ الْإِلْحَاد فِي العَالَمِ. 

وأَوَّلُ كتابٍ مُصَرِّحٍ بالإِلْحَاد ودَاعٍ له:

ظَهَرَ فِي أُورُوبَّا سَنَةَ سَبْعِينَ وسَبْعِمِائَةٍ وأَلْفٍ مِنَ التاريخِ الصَّلِيبيِّ ((1770)).

أمَّا حَرَكَاتُ الْإِلْحَاد المُنَظَّمَةُ فِي العالَمِ العَرَبِيِّ، وَأَمَّا المُجَاهَرَةُ بالإِلْحَاد فِي العالَمِ الإسلاميِّ وإعلانِهِ على المَلَأِ:

فقد نَشَأَ بعدَ مُنْتَصَفِ القَرْنِ التاسِعَ عَشَرَ، حِينَمَا بَدَأَ العالَمُ الإِسلاميُّ والعَرَبِيُّ يَتَّصِلُ بالعالَمِ الغَرْبِيِّ عَنْ طريقِ إِرْسَالِيَّاتِ الدِّرَاسَةِ أوِ التدريبِ، وتَسَبَّبَ ذَلِكَ فِي رُجُوعِ مجموعةٍ من الطُّلَّابِ مُتَأَثِّرِينَ بالفِكْرِ الأُورُوبِّيِّ المَادِّيِّ الَّذِي كَانَ يَقُومُ على أساسِ تَعْظِيمِ علومِ الطبيعةِ، وَرَفْعِ شَأْنِ العقلِ، وكذَلِكَ كَانَ يَقُومُ على تَنْحِيَةِ الدِّينِ والشرعِ عَنْ حُكْمِ الحياةِ والناسِ، وإدارةِ شُؤُونِهِم.

وفي بِدَايةِ الأمرِ لم يَكُنْ ثَمَّ دعوةٌ صَرِيحَةٌ لِلْإِلْحَادِ فِي العالَمِ الإِسلامِيِّ والعربِيِّ، وإنما كَانَت هُنَاكَ دَعَوَاتٌ للتَّحَرُّرِ، أوِ للتَّغْرِيبِ، أوْ لِفَتْحِ المَجَالِ أَمَامَ العقلِ، أو إِلَى مُحَاكَمَةِ بَعْضِ النُّصوصِ الشرعيةِ إِلَى العَقْلِ أو الحِسِّ أوِ الواقعِ، أوْ إِلَى مُحَاوَلَةِ إِنْشَاءِ خِلَافٍ وَهْمِيٍّ وَصِرَاعٍ مُفْتَعَلٍ بَيْنَ العقلِ والشرعِ، وَمَعَ مُرُورِ الوقتِ، وَزِيَادَةِ الاتصالِ بالغَرْبِ وتُرَاثِهِ، وَانْتِشَارِ مَوْجَةِ التَّغْرِيبِ بينَ الناسِ؛ ظَهَرَتْ بعضُ الدَّعَوَاتِ الصَّرِيحَةِ للإِلْحَادِ، وَفُتِحَ بابُ الرِّدَّةِ بِاسْمِ الحُرِّيَّةِ الفَرْدِيَّةِ.

وحينما نَشَطَ اليَهودُ فِي تُرْكِيَا، وَدَعَوْا إِلَى إقامةِ قَوْمِيَّةٍ تُرْكِيَّةٍ تَحُلُّ مَحَلَّ الرابِطَةِ الدينيةِ؛ ظَهَرَتْ مَظَاهِرُ عِدَّةٌ فِي الواقعِ تدعو إِلَى نَبْذِ الدِّينِ، وتُظْهِرُ العَدَاءَ لِبَعْضِ شَعَائِرِهِ، وَمَعَ مُرُورِ الوقتِ تَطَوَّرَتْ هذه الحركةُ، حَتَّى جَاءَ مصطفى كَمَالْ أَتَاتُورْكْ، وَقَامَ بِإِلْغَاءِ الخِلافةِ، وَأَنْشَأَ الدولةَ التُّرْكِيَّةَ الْعَلْمانِيَّةَ، وَحَارَبَ جميعَ الْعُلَماءِ وَسَجَنَهُمْ، وَرَاجَ على إِثْرِ ذَلِكَ الْكُفْرُ والإِلْحَادُ، وَظَهَرَتْ عِدَّةُ كُتُبٍ تَدْعُو إِلَى الْإِلْحَاد، وَتَطْعَنُ فِي الأديانِ، ومنها:

كتابٌ بِعُنْوَان: ((مُصْطَفَى كَمَالْ)) لِكَاتِبٍ اسْمُهُ: ((قَابِيلْ آَدَم)).

يَتَضَمَّنُ مَطَاعِنَ قَبِيحَةً فِي الأديانِ، وَبِخَاصَّةٍ الدِّينَ الإسلاميَّ، وفي ذَلِكَ الكتابِ دَعْوَةٌ صَرِيحَةٌ لِلْإِلْحَادِ بالدينِ، وإِشَادَةٌ صريحةٌ بالعَقْلِيَّةِ الأُورُوبِّيَّةِ.

هذه الجَرْأَةُ فِي تُرْكِيَا قَابَلَهَا جَرَاءَةٌ مُمَاثِلَةٌ فِي مصر، سُمِّيَتْ ظُلْمًا وَزُورًا: ((عَصْرَ النَّهْضَةِ الأَدَبِيَّةِ والفِكْرِيَّةِ)).

بينما هي فِي حقيقتِها حَرَكَةٌ تَغْرِيبِيَّةٌ تَهْدُفُ إِلَى إِلْحَاقِ مصرَ بالعالَمِ الغَرْبِيِّ، والتَّخَلُّقِ بأخلاقِهِ، واحْتِذَائِهَا فِي ذَلِكَ حَذْوَ تُرْكِيَا التي خَلَعَتْ جِلْبَابَ الحَيَاءِ والدِّينِ، وَصَبَغَتْ حَيَاتَهَا بالطَّابَعِ الْعلمانِيِّ، وبِالسُّفُورِ والتَّمَرُّدِ.

في تلك الْحِقْبَةِ ظَهَرَ فِي مصرَ العَدِيدُ مِن المُفَكِّرِينَ والأُدَباءِ يَدْعُونَ إِلَى التَّغْرِيبِ والإِلْحَاد، وفَتْحِ بابِ الرِّدَّةِ باسمِ التنويرِ تارةً، وباسْمِ النهضةِ الأدبيةِ تارةً أخرى، ومرةً باسمِ الحُرِّيَّاتِ الفِكْرِيةِ، وتَلَقَّفَتْ مصرُ فِي تلك الفترةِ دُونَ تَمْيِيزٍ جميعَ أمراضِ المجتمعِ الأوروبيِّ، وكذَلِكَ تَلَقَّتْ أخلاقَه المُنْحَلَّةَ، وحاولت جاهدةً بِفِعْلِ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَادُوا لها التَّغْرِيبَ، حاولت أنْ تُصْبِحَ قِطْعَةً مِن أُورُوبَّا، ومِنْ فَرَنْسَا تحديدًا، وعَاثَ فِي أرضِ مصرَ بعضُ المستشرقينَ فسادًا وإفسادًا، ثُمَّ سَلَّمُوا دَفَّةَ الإفسادِ إِلَى بعضِ المِصرِيينَ مِمَّنْ لم يَتَوَانَوْا فِي نَشْرِ الْكُفْر والإِلْحَاد، وسَعَوْا سَعْيًا حَثِيثًا إِلَى إلغاءِ الفَضِيلةِ والأخلاقِ الإسلاميةِ، وإِحْلَالِ النَّفْعِيَّةِ والمَادِّيَّةِ مَحَلَّها، حتى أَصْبَحَ دُعَاةُ الإسلامِ والمحافظةِ غرباءَ على المجتمعِ، دُخَلَاءَ عليهِ، يُوصَفُونَ بِالجُمُودِ والتَّخَلُّفِ والرَّجْعِيَّةِ والعَدَاءِ للحضارةِ!!

ومِنْ مصرَ انْتَقَلَتْ حُمَّى الرِّدَّةِ والإِلْحَادِ إِلَى جميعِ دُوَلِ الجِوَارِ، ابتداءً مِن الشامِ، ومُرُورًا بالعراقِ والخليجِ - بِمَا فِيهَا: السعودية، وانتهاءً ببلادِ اليمنِ.

 

 

وأَمَّا أَعْلَامُ الْإِلْحَادِ فِي أُورُوبَّا:

*فَهُمْ أَتْبَاعُ الشُّيُوعِيَّةِ، ويَتَقَدَّمُهُم:

((كَارْلْ مَارْكِسْ))، وقد هَلَكَ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وثمانِمِائةٍ وألفٍ ((1883))، وهو يهوديٌّ ألمانيٌّ.

فأَعْلَامُ الْإِلْحَادِ فِي أُورُوبَّا:

 ((أَنْجِلْزْ)): وهو رفيقُ دَرْبِهِ، الْتَقَى به فِي إنجلترا، وأَصْدَرَا معًا: ((المَنِيفِيسْتُو))، أو ((البيانَ الشُّيُوعِيَّ)) سنةَ ثمانٍ وأربعينَ وثمانِمِائةٍ وألفٍ ((1848))، وقد هَلَكَ أَنْجِلْزْ سنةَ خمسٍ وتسعينَ وثمانِمِائةٍ وألفٍ ((1895)).

*أتباعُ الشيوعيةِ:

وعلى رأسهم: مَارْكِسْ وأَنْجِلْزْ.

*أَتْبَاعُ الوُجُودِيَّةِ أَيْضًا مِن أَعْلَامِ الْإِلْحَادِ فِي أُورُوبَّا:

وعلى رأسِهِم: ((جَاْمْبُولْ سَارْتَرْ))، و((سِيمُونْ دِبِفْوَارْ))، وَ((أَلْبِيرْ كَامِي)).

*وكذَلِكَ أتباعُ الداروينية.

*وكذَلِكَ من أعلام الْإِلْحَاد فِي أُورُوبَّا من الْفَلَاسِفَة والأدباء:

((نِيتْشَا)): وهو فَيْلَسُوفٌ ألماني، وهو من أكبر الْمُلْحِدِينَ فِي العصر؛ بل فِي التاريخ.

وكذَلِكَ ((بِيرْتِرَانْدْرَاسِلْ)): وهو فَيْلسوفٌ إنجليزيٌّ.

و((هِيجِلْ)): وهو فَيْلسوفٌ ألماني، قامت فلسفته على دراسة التاريخ.

وكذَلِكَ ((هِرْبِرْتْ سْبِنْسَرْ)): وهو إنجليزيٌّ، كَتَبَ فِي الفلسفةِ وعِلْمِ النفسِ والأخلاقِ.

و((بُلْتِيرْ)): وهو أديبٌ فرنسيٌّ.

فهَؤُلَاءِ من رؤوس الْإِلْحَاد فِي أُورُوبَّا، وهم من الْفَلَاسِفَة والأدباء.

وأما أعلام الْإِلْحَاد فِي العالم الإسلامي:

فعلى رأسهم: ((إسماعيل أحمد أدهم)): الَّذِي هَلَكَ سنة أربعين وتسعمائة وألف ((1940))، كَانَ من دعاة الشعوبية، وحاول نشر الْإِلْحَاد فِي مصر، وألف رسالة بعنوان: ((لماذا هو ملحد؟))، وهو جعل مكانها ((أنا))؛ لِأَنَّهُ يتكلم عَنْ نفسه، لَكِن لا يَجْمُل أن نعيد ذَلِكَ كما قيل،

كما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ الشيطان: ((إِذَا سجد ابْنُ آدَمَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ ناحيةً يَبْكِي، يَقُول: يَا وَيْلَهُ)). 

والشيطان يدعو بالويل على نفسه، ولَكِن أتى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ بضمير الغائب؛ حتى لا يحكي ما قَالَه الشيطان، كما فِي هذا النص.

فكتب ((إسماعيل أحمد أدهم)) رسالة بعنوان: ((لماذا هو ملحد؟))، وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية، حَوَالَيْ سنة ست وعشرين وتسعمائة وألف ((1926م)).

من أعلام الْإِلْحَاد أَيْضًا فِي العالم الإسلامي:

((إسماعيل مظهر)): الَّذِي هَلَكَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وألف ((1381)) من التاريخ الهجري، وهو أحد دعاة الشعوبية والداروينية، أصدر فِي سنة ثمان وعشرين وتسعمائة وألف ((1928م)) ((مجلةَ العصورِ)) فِي مصر، وكانت مجلة العصور تدعو للإِلْحَاد والطعن فِي العرب والعروبة طعنًا قبيحًا، معيدًا تاريخ الشعوبية، تمامًا كما فعل إسماعيل أدهم؛ فإنه كَانَ من دعاة الشعوبية.

وكذَلِكَ ((إسماعيل مظهر)) أصدر هذه المجلة وهي ((مجلة العصور)) - تدعو للإِلْحَاد والطعن فِي العرب والعروبة طعنًا قبيحًا، معيدًا تاريخ الشعوبية، ومتهمًا العقلية العربية بالجمود والانحطاط، ومُشِيدًا بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم، وقد تاب إسماعيل مظهر إِلَى الله بعد أن تعدى مرحلة الشباب، وأصبح يكتب بعد ذَلِكَ عَنْ مزايا الإسلام، وأَلَّفَ كتابًا أسماه: ((الإسلام لا الشيوعية)).

 

وقد أُسِّسَتْ فِي مصر سنة ثمان وعشرين وتسعمائة وألف ((1928)) جماعةٌ لِنَشْرِ الْإِلْحَاد تحت شعار الأدب، واتخذت دار العصور مَقَرًّا لها، واسمها: ((رابطةُ الأدبِ الجديد))، وكان أمينَ سِرِّها ((كَامِلْ كِيلَانِي))، وقد تاب كَامِلْ كِيلَانِي إِلَى الله بعد ذَلِكَ.

 

ومن الشعراء الملاحدة الَّذِينَ كَانَوا ينشرون فِي مجلة العصور الداعية إِلَى الْإِلْحَاد فِي مصر؛ كَانَ من الشعراء الناشرين فِيها:

((الشاعر عبد اللطيف ثابت)): الَّذِي كَانَ يشكك فِي الأديان فِي شعره، و((الشاعر جميل صِدْقِي بن محمدِ بنِ فيضِي الزَّهَاوِي-جميل صدقي الزهاوي-:  )) وهو شاعر عراقيٌّ يُعَدُّ عميدَ الشعراءِ المشكِّكِينَ فِي عصره.

 

وكذَلِكَ ((صادق جلال العَظْم)): وهو أحد أساطين الفكر الشيوعي المادي ممن أخذ يجاهر بالإِلْحَاد، ويدعو إِلَيْهِ، وأَلَّفَ كتابًا يقرر فِيه الْإِلْحَاد، أسماه: ((نَقْدَ الفِكْرِ الدِّينِيّ))، زعم أَنَّهُ أقام فِيه براهين تثبت عدم وُجُود الله، وأن كل ذَلِكَ ـ يعني: ما عليه المؤمنون من إثبات وُجُود الله تعالى والرسالة والوحي والبعث والقيامة ـ أن كل ذَلِكَ من الأوهام والأساطير، وقد رد على هذا الرجل الكثيرون.

كذَلِكَ من أعلام الْإِلْحَاد فِي العالم الإسلامي:

((عبد الله بن عليٍّ القصيمي)): وهو أحد أشهر الملاحدة المعاصرين، له كتب عَنْ الإسلام، وكان الْعُلَماء يَسْتَمْلِحُونَهَا ويُثْنُون عليها، ثم أعلن بعد ذَلِكَ ردته و إِلْحَاده، وجاهر بدعوته الجديدة إِلَى الْإِلْحَاد، وألَّفَ مجموعة كبيرة من الكتب الداعية للتحرر من سلطة الدين والفضيلة والأخلاق، منها:

((هذه الأغلال))، ومنها: ((أيها العقلُ مَن رَآك))، ومنها: ((الإنسانُ يَعْصِي لهذا يَصْنَعُ الحَضَاراتِ))، وهو من دعاة الصهيونية العرب، وله مقالات وعبارات بَشِعَةٌ فِي حق الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وحق رسله، وممن رَدَّ عليه - كما هو معلوم -: ((العلامة السعدي -رحمه الله تعالى-))، فإن كتابه فِي قَطْعِ وإبطالِ أصولِ الْمُلْحِدِينَ؛ إنما كَانَ مُوَجَّهًا إِلَى هذا الرجل، وإِلَى  دعوته، وقد أَبْطَلَ اللهُ رب العالمين دعوتَه، وَأْخَمَلَ ذِكْرَهُ، كما هو معلوم فِي كل مَن حَادَّ دينَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ فإن الله -عز وجل- يُخْمِلُه، ويَجْعَلُ آثارَه بعد ذَلِكَ فِي مزبلة التاريخ؛ لِأَنَّهُ لا يَبْقَى إلا الْحَقُّ، ولا يَبْقَى إلا الخيرُ، والله جَلَّ وَعَلَا لا يُصْلِح عمل المفسدين.

كذَلِكَ من أعلامِ الْإِلْحَاد فِي العالم الإسلامي:

((فهدُ بنُ صالحِ بنِ محمدٍ العَسْكَرُ)): وهو شاعرٌ كُوَيْتِيٌّ مَاجِنٌ، وداعيةٌ إِلَى التمردِ على الأخلاق والفضيلة، ومِن كبارِ المُتَشَكِّكِينَ والساخرينَ بالأديانِ فِي شِعْرِه، وقد هلك سنة سبعين وثلاثمائة وألف ((1370)) من التاريخ الهجري.

ومنهم أَيْضًا:

((أحمد لطفي السيد))، و((طه حسين))، و((زكي نجيب محمود))، و((علي أحمد سعيد)) -المعروفُ بِ((أَدُونِيسْ)) الذي يقالُ عَنْه أَنَّهُ شاعرٌ!!

فهَؤُلَاءِ بعض أعلامِ الْإِلْحَادِ فِي العالم الإسلامي.

وأما أفكار الْإِلْحَاد:

*فهي إنكار وُجُود الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، الخَالِق البارئِ المصوِّرِ، تعالَى اللهُ عمّا يَقُولون علوًا كبيرًا.

*مِن أفكارِ الْإِلْحَاد: أنَّ الكون والإنسان والحيوان والنباتَ وُجِدَ صدفةً، وسينتهي كما بدأ، ولا توجد حياة بعد الموت.

وهذا كله تَفْرِيعٌ على الأصل الَّذِي أنكروه، على أصل الأصول وكُبْرَى اليَقِينِيَّاتِ، وهو وُجُود الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، فإن الإنسان إِذَا أنكر وُجُود الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ فإنه حينئذٍ يَقُول: إنَّ الخَلْقَ الَّذِي لا بد له من خالق؛ إنما خَلَقَتْهُ الصُّدْفَةُ، أو أَوْجَدَتْهُ الطبيعةُ، أو أَوْجَدَ نفسَه!!

فلا بد أنْ يُجِيبَ عَنْ أسئلةٍ؛ فتأتي هذه الأسئلةُ مؤسَّسَةً على الأصل الَّذِي أنكره، وهو وُجُود الرب -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ ولِذَلِكَ تَجِدُ مِن أفكارِهم:

*أنَّ المادَّةَ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ، وأنَّ المادَّةَ هي الخَالِقُ والمخلوقُ فِي الوقتِ نفسِه.

*وهم يَنْظُرُونَ نَظْرَةً غَائِيَّةً للكونِ، وكذَلِكَ لِلْمَفَاهيمِ الأخلاقيةِ، تُعِيقُ تَقَدُّمَ الْعِلْمِ.

*وأيضًا يُنكِرون معجزاتِ الأنبياء؛ لأنَّ تلك المعجزاتِ لا يَقْبَلُها الْعِلْمُ كما يزعمون، ولَكِن هم يُنكِرونَها ابتداءً؛ لِأَنَّهُم يُنكِرونَ مَنْ أَرْسَلَهُمْ، وهم ينكرون وُجُود اللهِ الَّذِي أَرْسَلَ الرسل، ونَبَّأَ الأنبياءَ، وَأَنْزَلَ الكتب، والذي كَانَ منه الوحيُ المعصوم.

*مِن العَجَبِ: أنَّ الْمُلْحِدِينَ المادِّيِّينَ يَقْبَلُونَ معجزاتِ الطَّفْرَةِ الوحيدةِ التي تقولُ بها ((الدَّارْوِينِيَّةُ))، ولا سَنَدَ لها إلا الهَوَسُ والخَيَاُل؛ لأنَّ الدَّارْوِينِيَّةَ ليس عَنْدها تفسيرٌ للتطور، ثم إنَّ دَارْوِنُ - كما سيأتي إن شاء الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- النقلُ عَنْه مِن كتابِه فِي طبعتِهِ الثانيةِ- هو لم يَقُلْ فِي نَظَرِيَّتِهِ: إنَّ التَّطَوُّرَ خالقٌ، وإنما هو يريدُ أنْ يُفَسِّرَ شيئًا، فجَعَلَ التطورَ مُفَسِّرًَا، لا خالقًا، فَيَبْقَى السؤالُ على حالِه؛ فمَن الَّذِي خَلَقَ؟!!

 إِذَن؛ ((دَارْوِنْ)) حتى فِي أصلِ نظريته لم يقل إنَّ التطورَ الَّذِي زعمه وجاء به فِي أصل الأنواع هو الَّذِي أَحْدَثَ الخلقَ، وهو الَّذِي أنشأه، وإنما هو يفسِّر به أمرًا على حَسَبِ نظريتِه التي ابتدعها.

 فهَؤُلَاءِ الملاحدة يَقْبَلُونَ معجزاتِ الطَّفْرَةِ الوحيدةِ: أن الإنسان كَانَ قردًا، فجاءت طَفْرَةٌ، فنَقَلَتْهُ مِن القِرْدِيَّةِ إِلَى الإنسانية!

 

فإذا قيل لهم: كيف جاء ذَلِكَ؟

 قَالَوا: هذا يأتي بالطفرة، فمن الحيوان الأول، من الخلية الوحيدة، ثم بعد ذَلِكَ إِلَى ما ارتقى إِلَيْهِ الإنسان حتى صار قردًا، ثم ارتقى بعد ذَلِكَ حتى كَانَ إنسانًا !!

يقولون: إن هذا الانتقال من هذه الأنواع، إنما يَحْدُثُ بما يسمى بالطفرة الوحيدة!

فيقال لهم: وهذه الطفرة فِي كل مرة تحدث على هذا النحو من أجل أن تنشئ شيئًا أحكم؟!

من أجل أنْ تُنشئ شيئًا أتقن؟!

فلماذا تقبلون هذا؟!

 

وهذا فِي حدِّ ذاته مخالف لمقرَّرات العقل، مخالف للبدهيات الفطرية، ولَكِنْ هَمُّهم وقَصدهم: أن ينكروا وُجُود الخَالِق الْعَظِيم، فهم من أجل ذَلِكَ لا يعترفون بالمفاهيم الأخلاقية، ولا بالحق، ولا بالعدل، ولا بالأهداف السامية، ولا بالرُّوح، ولا بالجمال فِي الكون؛ ولِذَلِكَ كنتَ تجد فِي فترةِ استحواذِ الاتحادِ السوفييتيِّ على الدول الإسلامية التي ابْتَلَعَها فَلَمْ يَهْضِمْهَا، حتى خَلَّصَها الله رب العالمين مِن نِيرِه؛ كنتَ تجد الصناعة الروسية على الضد من الصناعة الغربية.

فالصناعة الروسية لا جمال فِيها من حيث الشكلُ الظاهر؛ لِأَنَّهُم لا يعترفون بالروح، ولا بالجمال، ولا يعترفون بالمفاهيم الأخلاقية، ولماذا يعترفون بالمفاهيم الأخلاقية والماديون يَعْتَقِدُونَ أن الحياة هي نهاية كل كائن حي، وأنه بعد ذَلِكَ لا بعث ولا قيامة؟!!

فإذا كَانَ الإنسان فِي هذه الحياة يَحْيَا، حتى إِذَا ما مات لم يُبْعَثْ، ولم يُحَاسَبْ على شيء؛ فلماذا يتمسك بالأخلاق؟!

بل لماذا توجَدُ الأخلاقُ أصلًا؟!

وحينئذ يَحْيَا الإنسانُ فِي الحياة أَحَطَّ مِن الحيوان البَهيم، يُحَصِّلُ اللذَّات، ويستحوذُ على الملذَّاتِ والشهوات، وليس له ارْتِقَاءٌ فِي خُلُقٍ، ولا نَظْرَةٌ إِلَى هدفٍ سامٍ!!

*وينظر الملاحدة تبعًا للأصل الَّذِي قرروه فِي أصل الوجود والخلق؛ ينظرون للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل، ويقولون: إن قصة التاريخ لا تَعْنِي شيئًا.

*وأما المعرفة الدينية فِي رأي الملاحدة؛ فتختلف اختلافًا جِذْريًّا وكليًّا عَن المعرفة بمعناها العقلي أو الْعِلْمي؛ لِأَنَّهُم لا يَخْضَعون للعقل، ولا يخضعون للعلم، وَبَدَاهَةً هم لا يخضعون للنقل والشرع.

*والإنسان عَنْد الْمُلْحِدِينَ الماديين: مادَّةٌ، تنطبق على الإنسان عَنْدهم قوانين الطبيعة التي اكتشفتها العلوم، كما تنطبق على غيره من الأشياء المادية.

فالكائن الإنساني عَنْدهم لا ميزة فِيه، هو مثل الحيوان البهيم؛ بل هو مثل الحجارة، مثل الجماد، تنطبق على هذا الإنسان قوانينُ الطبيعة التي اكتشفتها العلومُ، كما تنطبق على غيره من الأشياء المادية.

فنسأل الله أنْ يَحْفَظَ علينا وعلى المسلمين دِينَنَا، وأنْ يُثَبِّتَنَا على الْحَقِّ الَّذِي هَدَانَا إِلَيْهِ.

وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

 

 

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  ((1)) سبحانه هو الغنيُّ
  حُكْمُ الحَلِفِ بِالأَمَانَةِ, وَالحَلِفِ بِالنَّبِيِّ, وَالحَلِفِ بِرَأْسِ فُلَانٍ, وَالحَلِفِ بِحَيَاةِ فُلَانٍ, وَالحَلِفِ بِالكَعْبَةِ!!
  يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
  حافظوا على شباب الأمة فهم صمام الأمان
  تأمل في نفسك قبل نهاية رمضان
  الرد المفحم على من يقول لماذا كذا وما الحكمة من كذا
  سنُّ الأُضحِيَّةِ
  لم يحدث قط أن عم العري والتبرج ديار المسلمين كما هو في هذا العصر
  حول الصحابي المسيء في صلاته رضي الله عنه
  عليكَ أن تَتَحمَّلَ أذاها
  هذه هي المسألة وهذه هى القضية ...
  لا تتكلم فيما لا يعنيك
  ((الحلقة الثانية))((أعلام الإلحاد والقواسم المشتركة بينهم))
  إنما يطول الليل علي المستهين المستهتر
  رسالة الى الذين يفسفسون على الفيس بوك ...
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان