تفريغ مقطع : اصمتوا رحمكم الله... ألا تبصرون؟!

وأمَّا طُلابُ العِلمِ الصِّغَارُ فمَا أَقولُ لَك؟!

عِندَمَا لَا يُحْكِمُونَ التَّربِيةَ علَى المَنهَجِ النَّبويِّ مِن جَانِبٍ, وَيَتَزبَّبُونَ وَهُم مُتحَصْرِمُونَ مِن جَانبٍ آخَر فَلِكُلٍّ رَأي!! وَكُلٌّ إِمَام!!

وَلَا كَبِيرَ وَلَا صَغِير؛ وإِنَّمَا صَارَت الأُمَّةُ بعُلمَائِها عِرْضًا مُستبَاحًا, وَلَم أَدْرِ قَبلُ أنَّ الطَّاعَةَ يُتوَصَّلُ إلَيهَا بأكْبَرِ المَعَاصِي إلَّا فِي هَذِه الأيَّام!!

وَلم أَدْرِ قَبلُ أنَّ الجِهادَ في سَبيلِ اللهِ ربِّ العَالمِين يُمكِنُ أنْ يَكونَ بِالوُلُوغِ فِي الأَعْرَاضِ إلَى حَدِّ استِيجَابِ حِدُودٍ كَالقَذفِ!!

لَم أَدْرِ أنَّ ذَلكَ يَكونُ فِي هَذهِ الأُمَّة؛ حَتَّى رَأينَاهُ وَسَمِعنَاهُ فِي هَذهِ الأيَّام, فَأيُّ بَلَاء؟!

لمَاذَا لَا يَنزِلُ كُلُّ إنسَانٍ مَنزِلَه؟ ولمَاذَا لَا يَقِفُ كُلُّ إِنسَانٍ عِندَ حَدِّهِ وَيَعرِفُ قَدْرَهُ وَلَا يتَجَاوَز؟!

أَعَبَثٌ هُو بِأَمرٍ شَخْصِيٍّ تَأتِي بِهِ؟!

وَبَالُهُ علَى نَفسِكَ وَأَمرُنَا إِلَى اللهِ

وَأَمَّا أَمرُ الأُمَّة فَكَيفَ يُخَلَّى؟! أَمرُ الأُمَّة وَهِي الأُمَّةُ المَرحُومَةُ لِمِثلِ هَذَا؟!

تَنزِيلُ النُّصُوص...

الجُويْنِيُّ فِي ((الغِيَاثِيِّ))؛ وَكَلامُ الجُويْنِي بَعِيدٌ تمَامًا عَن وَاقِع النَّاسِ اليَوم؛ مُتَغَلِّبٌ لَا تَرَى لَهُ عَقدًا.

وَيَشهدُ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ فَي عَليَائهِ، ومِن فَوقِ عَرْشِهِ، أَنَّا لَا نُوَالِي كَافِرًا، وَلَا نُوَالِي فَاسِقًا، وَلَا نُوالِي ظَالِمًا، وَلَا نُوَالِي فَاسِدًا، وَلَا نُوالِي مُجرِمًا، وَإنَمَا هُوَ دِينُ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِيِن؛ وَإنْ استَبَاحَ العِرضَ باللَّمْزِ وَالشَّتْمِ مَن استَبَاحَ مِنَ الأَغرَارِ الأغمَارِ، فَمَا نَملِكُ لَهُم إلَّا أَن نَقُول: لَا تُبْصِرُون، فَيَا لَيْتَ قَومِي يَعلَمُون.

اصمُتُوا رَحِمَكُم اللَّهُ، اصمُتُوا، سَتَضِيعُ الأُمَّةُ بِسَبِبِكُم...

اصْمُتُوا، لَم يُكَلِّفكُم اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ بِكَلَامٍ؛ لأنَّ المَرْحَلَةَ الَّتِي يَنبَغِي عَلَيكُم أَنْ تَتَكَلَّمُوا فِيهَا لَم تَصِلُوا إلِيهَا بَعْد، اصْمُتُوا

وأَخِيِرًا؛ وَلقدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي *** فَأَمُرُّ ثُمَّتَ قُلْتُ لَا يَعْنِينِي

نَعَم؛ الجُويْنِيُّ يَفتَرِض انهِيَارَ السُّلطَةِ المَركَزيَّةِ فِي عَاصِمَةِ دَولَة, وَحِينَئذٍ فَلَا قَانونَ وَلَا زِمَامَ, لَا يَصلُح النَّاس فَوضَى؛ فَافتَرَضَ الرَّجُل شَيئًا, فَإِذَا وُجِدَت سُلطَةٌ وَلَو كَانَت ظَالِمَة, وَلَوْ كَانَت خَارِجَة وَلَكِنَّهَا حَاكِمَة, إِنْ خَرَجْتَ فَهُوَ الصِّدَام, مَن سَمَحَ لكَ بذَلِكَ مِن العُلَمَاءِ الأَعلَام؟!

لمَّا تَجَاوَزَ الفِتيَةُ الصِّبيَةُ فِي الجَزائرِ حُدُودَ فَتَاوَى أَهلِ العِلمِ مِن الأثْبَاتِ مِن أَهلِ الاستِنبَاط كَانَ مَا كَانَ؛ اقرَؤوا... لَا تَقرَؤونَ!!

لَم تَقرَؤوا عَن فِتنَةِ ابنِ الأشْعَث, وَلَا عَن ثَورَةِ الزَّنْج, لَم تَقرَؤوا عَن شَيء!!

مَاذَا أَصنَعُ لَكُم؟!

تَأتُونَ إِلَيَّ وَأَكوَابُكُم مَلْأَى فَمَهمَا وَضَعتُ لَكُم فِيهَا مِن رَحِيقِ الكِتَابِ وَالسُّنَّة وَقَعَ خَارِجًا!!

مَاذَا أَصنَعُ لَكُم؟!

اللَّهُمَّ هَل بَلَّغت اللَّهُمَّ فَاشهَد.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  مَن عَرف ربه وعرف نفسه برِئ من الرياء والسمعة والهَوى ظاهرًا وباطنًا
  فَلَقَد قَالَت لِي رُوحِي...
  هل الإنسان مسيَّر أم مخير؟
  المعركة بين المسلمين والغرب
  سَلِّم لرَبِّكَ تَسْلَم
  فوائد ذكر الله عز وجل (60 فائدة)
  تَعَلُّمُ دِينِ اللهِ فِيهِ خَيْرٌ كَبِيرٌ
  توحيد الربوبية لا ينكره أحد
  رسالةُ حَسَن البنَّا للإخوان المسلمين اليوم
  فَسَلُوا أَبَا الْأَلْبَانِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْجِرِيسِيِّ!!
  لا تَعْمَل لتُذكر
  يريد أن يطلق زوجته لانه لم يعد يحبها،، فماذا قال له الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟؟
  الرد المفحم على من يقول لماذا كذا وما الحكمة من كذا
  المُبتدعُ أَشَدُّ خَطَرًا
  تأمل في نفسك قبل نهاية رمضان
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان