تفريغ مقطع : لاتضحك إلا بقدر ولا تبتسم إلا بقدر ولا تتكلم إلا بقدر

لاتضحك إلا بقدر ولا تبتسم إلا بقدر ولا تتكلم إلا بقدر

وَقَد قَالَ لَنَا نَبِيُّنَا ﷺ : ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ عَنكُم حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)).

أُمَّةٌ تَنِيفُ عَلَى مِليَارٍ وَخَمسِمِئَةٍ مِنَ المَلَايِين مِنَ البَشَرِ، هُم فِي جُلمَتِهِم كُلٌّ مِنهُم يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، وَعِدَّةُ مَلَايِينَ لَا تَتَجَاوَزُ أَصَابِعَ اليَدِ الوَاحِدَةِ مِنَ اليَهُودِ المَلَاعِين الَّذِينَ غَضِبَ اللهُ -تَبَارَك وَتَعَالَى- عَلَيهِم...

لَا تَستَطِيعُ أُمَّةٌ تَجَاوَزَت المِليَار, وَتَمتَلِكُ مِنَ الثَّرَواتِ مَا لَا تَمتَلِكُهُ أُمَّةٌ عَلَى ظَهرِ الأَرضِ؛ أَجسَام وَهَيئَات وَلَا حَقِيقَة, غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيل!!

اخْرُج مِنَ الاسْتِخفَاف، اخَرُج مِنَ اللَامُبَالَاةِ؛ لِأنَّهَا هِيَ التِّي ضَيَّعَت الأُمَّة، فَأَكثَرُ أَهلِ الأُمَّة وَأَكثَرُ أَبنَائِهَا عِندَهُم استِخفَافٌ!!

يَأخُذُونَ كُلَّ شَيءٍ بِاستِخفَافٍ لَا جِدِّيَّة!!

وَهَذَا أَمرٌ لَيسَ مِن دِينِ الإسْلَامِ العَظِيم...

لَاتَضحَك إِلَّا بِقَدَر... لَا تَبتَسِم إِلَّا بَقَدَر... لَا تَتَكَلَّم إِلَّا بِقَدَر... فَكَذَلِكَ كَانَ نَبِيُّكَ ﷺ

وَأَمَّا هَذَا الانفِلَات فَعَاقِبَتُه أَنْ يُسَلِّطَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ أَهْلَ الكُفرِ عَلَى دِيَارِ الإِسلَامِ كَمَا هُوَ وَاقِعٌ فِي كَثِيرٍ مِنَ الدُّوَلِ المُسلِمَةِ، حَتَّى يَسُومُوا المُسلِمِينَ سُوءَ العَذاب، لَا تَنفَعُهُم كَثرَة، وَلَا تَنفَعُهُم ثَروَة، وَلَا يَنفَعُهُم شَيءٌ يَلُوذُونَ بِهِ، لِأنَّهُم لَا يَلُوذُونَ بِكَنَفِ اللهِ رَبِّ العَالمِين, وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبيُّ الكَرِيمُ ﷺ : ((سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ عَنكُم حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)).

لمَّا وَقَعَ نَقضٌ لِلعَهدِ مِنَ كَبِيرِ الرُّومِ وَعَظِيمِهَا أَرسَلَ إِلَيهِ الرَّشِيدُ خِطَابًا فِي سَطرِينِ:

((مِن عَبدِ اللهِ هَارَون الرَّشِيد إِلَى نِقفُور كَلبِ الرُّومِ؛ إِذَا جَاءَكَ خِطَابِي هَذَا فَاعْلَم أَنِّي مُسَيِّرٌ إِلَيكَ جُندًا أَوَّلَهُم عِندَكَ وَآخِرَهُم عِندِي, وَالأَمرُ مَا تَرَى لَا مَا تَسمَع)). وَقَد كَانَ؛ أَذَلَّهُ وَدَوَّخَهُ.

المُعتَصِم وَفِي يَدِهِ كَأسُ مِن مَاءٍ...

لِأنَّ عِندَهُ رِجَالًا لَا يَستَطِيعُ حَاكِمٌ مَهمَا بَلَغَ مِن قُوَّتِهِ أَنْ يَفعَلَ شَيئًا إِلَّا بِرِجِالِهِ, بِشَعبِهِ، بِأَفرَادِ أُمَّتِهِ, فَإِذَا كَانُوا مُنحَلِّينَ وَلَا يَتَمَسَّكُونَ بِدِينِ رَبِّ العَالمِينَ؛ فَمَاذَا يُمكِنُ أَنْ يَصنَعَ هَذَا أَوْ هَذَا؟!

لمَّا كَانَ الكَأسُ فِي يَدِهِ وَجَاءَهُ مَا جَاءَه؛ أَقسَمَ لَا يَشرَبُ هَذَا الكَأسُ حَتَّى يَرُدَّ الكَرَامَةَ المَسلُوبَةَ, وَأَمَرَ أَنْ يُجعَلَ فِي خِزَانَتِهِ حَتَّى رَدَّ الكَرَامَةَ وَأَعَادَ العِزَّةَ المَسلُوبَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَشَرِبَ المَاء.

كَانُوا رِجَالًا لَم يَكُونُوا يَملِكُونَ شَيئًا، كَانَ الوَاحِدُ مِنهُم لَا يَملِكُ ثَوبًا وَاحِدًا، وَإِذَا مَلَكَهُ فَإِنَّهُ لَا يَستُرُ العَورَةَ إِلَّا بِالكَادِ!!

إَذَا سَجَدَ يُمسِكُ عَلَيهِ حَتَّى لَا تَبدُو عَورَتُهُ، وَكَذَلِكَ إِذَا رَكَعَ!!

وَلَكِنَّهُم كَانُوا رِجَالًا وَكَانَ الوَاحِدُ مِنهُم بِأَلفٍ، بَل بِأَكثَر مِنَ الرِّجَالِ؛ لِأنَّهُم لَيسُوا مِن أَهلِ الطَرَاوَة وَلَا مِن أَهلِ اللَامُبَالَاة، وَإِنَّمَا كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِهِم، فَأَعَزَّهُم اللهُ رَبُّ العَالمِينَ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  هام جدا لكل من أراد الحج أو العمرة
  لَا يُمَكَّنُ لِأَهْلِ الْبِدَعِ أَبَدًا
  الشِّرْكُ
  أين دُفن هؤلاء الصحابة -رضي الله عنهم-
  قذف وولوغ فى الأعراض وكذب وبهت ونميمة وقول زور... لو سكتوا؟!
  المعنى الصحيح للآية: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
  أهم الأخطاء التي يقع فيها المؤذنون
  شَهْرُ رَجَبٍ لَا تَظْلِمْ فِيهِ نَفْسَكَ!
  التعليق على التفجيرات التى تقع فى السعودية ومن الذى يقوم بها؟ وما الهدف منها؟
  عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ
  كَمْ مَضَى مِنْ عُمُرِك؟
  قاعدة الإسلام الذهبية... مَن بيده السلطان ينبغي أن يُطاع في غيرمعصية
  شُبْهَةٌ وَجَوَابُهَا حَوْلَ الطَّعْنِ فِي أَيُّوبَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-
  حقق عقيدتك أوَّلًا حتى تعرف ربك وتعرف دينك وتعرف عقيدتك
  الناس في حيرة يتلددون
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان