مطوية : فَضْلُ شَهْرِ المُحَرَّمِ وَيَوْمِ عَاشُورَاء والتَّنْبِيهُ عَلَى بِدَعٍ فِيه
التصنيف :
الأشهر الحرم
رابط التحميل :
اضغط هنا
«فَضْلُ شَهْرِ المُحَرَّمِ وَيَوْمِ عَاشُورَاء والتَّنْبِيهُ عَلَى بِدَعٍ فِيه»
1*بِدَايَةُ التَّأرِيخِ العَرَبيِّ الإِسْلَامِيِّ الهِجْريِّ.
2*فَضْلُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّم.
3*فَضْلُ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاء.
4*وُجُوبُ التَّوْبَةِ مِنَ الكَبَائِرِ وَرَدِّ حُقُوقِ العِبَادِ.
5*مُخالَفَةُ النبيِّ –صلى الله عليه وسلم- لليَهُودِ فِي صِيامِ عَاشُورَاء.
6*بِدَعٌ وَمُخَالَفَاتٌ فِي يَوْمِ عَاشُورَاء.
7*خُرَافَاتُ الشِّيعَةِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاء وَخَطَرُهُم عَلَى الإِسْلَامِ.
8* الإِخوَانُ المُسْلِمُونَ وَالتَّقْرِيبُ مَعَ الشِّيعَةِ.
9*أَهْلُ السُّنَّةِ وَسَطٌ فِي هذَا اليَوْمِ والتَّمَسُّك بِالسُّنَّةِ.
إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ له، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ -صلي الله عليه وعلى آله وسلم-.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ:
«بِدَايَةُ التَّأرِيخِ العَرَبيِّ الإِسْلَامِيِّ الهِجْريِّ»
ففي السنةِ الثالثةِ أو الرابعةِ مِن خِلافَةِ عُمَرَ -رضي اللهُ عنه- كَتَبَ إليه أبو موسى الأشعريُّ -رضي الله عنه-: «أنه يَأتينَا مِنْكَ كُتُبٌ ليس لَهَا تَأريخ»، فَجَمَعَ عُمَرُ -رضي الله عنه- الصَّحابةَ -رضي اللهُ عنهم- فاسْتَشَارَهُم.
فقالَ بَعْضُهُم: «أَرِّخُوا كَمَا تُؤَرِّخُ الفُرْسُ بِمُلوكِهَا؛ كُلَّمَا هَلَكَ مَلِكٌ أَرَّخُوا بولايةِ مَنْ بَعْدَهُ»، فَكَرِهَ الصَّحَابَةُ ذلك، فقالَ بعضُهُم: «أَرِّخُوا بتاريخ الرُّومِ»، فَكَرِهُوا ذلك أيضًا، فقال بَعْضُهُم: «أَرِّخُوا مِن مَوْلِدِ النبيِّ -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم»، وقال آخرون: «مِنْ مَبْعَثِهِ»، وقال آخرون: «مِنْ هِجْرَتِهِ».
فقالَ عُمر -رضي الله عنه-: «الهِجرةُ فَرَّقَت بينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، فَأَرِّخُوا بِهَا»، فَأَرَّخُوا مِنَ الهجرةِ، واتَّفَقُوا على ذلك ثُمَّ تَشَاوَرُوا مِن أيِّ شَهْرٍ يَكُونُ ابتداءُ السَّنَةِ، فقال بعضهم: «مِن رَمَضَان؛ لأنه الشَّهْرُ الذي أُنْزِلَ فيه القرآن»، وقالَ بعضُهُم: «مِن ربيعٍ الأول؛ لأنه الشَّهْر الذي قَدِمَ فيه النبيُّ ﷺ مُهَاجِرًا»، واختارَ عُمَرُ وعُثمانُ وعليٌّ -رضي اللهُ عنهم- أنْ يكونَ مِنَ «المُحَرَّمِ»؛ لأنه شَهْرٌ حَرَامٌ يَلي شَهْرَ ذِي الحَجَّةِ الذي يُؤدِّي المُسلمونَ فيه حَجَّهُم، الذي به تَمَامُ أركانِ دينِهِم، وكانت فيه بَيْعَةُ الأنْصَارِ -رضيَ اللهُ عنهم- للنبيِّ ﷺ والعزيمةُ على الهِجْرَةِ، فَكَانَ ابتداءُ السَّنَةِ الإسلاميةِ الهجريةِ مِنَ الشَّهْرِ الحرامِ المُحَرَّمِ.
«مِنْ خُطْبَةِ: عَاشُورَاء وَالإخْوَان»
«فَضْلُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّم»
الأشهرُ الحُرُمُ أَرْبَعَةٌ منها ثلاثةٌ مُتوالياتٌ هي: «ذو القعْدَةِ وذو الحجَّةِ والمُحَرَّمُ، وشَهْرٌ مُفْرَدٌ هو رَجَبُ الذي بين جُمَادَى وشَعْبَان».
ومِن الأُشْهُرِ الحُرُمِ شَهْرُ اللهِ «المُحَرَّمُ»، وقد شَرَّفَهُ اللهُ تعالى وفَضَّلَهُ وأضافَهُ النبيُّ ﷺ إلى اللهِ وعَظَّمَهُ، فَقَد أَخْرَجَ مُسْلِمٌ في «صَحيحِهِ» بِسَنَدِهِ عن أبي هُرَيْرَةَ -رَضيَ اللهُ تَعَالَى عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ».
وقَد نَهَى اللهُ تَعَالَى عَنْ الظُّلْمِ عَامَّةً وَخَصَّ الأَشْهُرَ الحُرُمَ بالنَّهي عن ظُلْمِ النَّفْسِ فيها خاصة، فقالَ -جَلَّ وَعَلَا-: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36]؛ أي بارتكابِ المَعَاصي وَغِشْيَانِ مَا حَرَّمَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قال قتادة: «اعلموا أنَّ الظُّلمَ في الأَشْهُرِ الحُرُمِ أَعْظَمُ خطيئةٍ ووِزْرًا مِنَ الظُّلمِ فيما سِواهَا، وإنْ كان الظُّلْمُ على كلِّ حالٍ عظيمًا». «عاشوراء والإخوان».
«فَضْلُ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاء»
وَقَد رَغَّبَ النبيُّ ﷺ في صيامِ يومِ عَاشُورَاء، رَغَّبَ في صيامِهِ كَمَا ثَبَتَ في عِدَّةِ أحاديث مِنْهَا مَا رواهُ مُسْلِمٌ عن أبي قَتَادَة -رضي اللَّه عنه-، أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ عَن صيامِ يَومِ عَاشُورَاء فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضيةَ»، ولَفْظُهُ عند ابن مَاجَه بِسَندٍ صحيحٍ: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاء إنِّي أَحْتَسِبُ على اللَّهِ أنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ».
وفي «الصحيحين» مِن روايةِ ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاء وأَمَرَ بِصِيَامِهِ».
رَوَى مُسْلِمٌ عن ابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «لَئِن بَقيتُ إلى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»، فَمَاتَ قَبْلَ ذلك -صلى الله عليه وآله وسلم-.
إذن هُمَا مَرْتَبَتَان:
الأولى: أنْ يقتصرَ على صيامِ اليومِ العَاشِرِ.
والثانيةُ: أنْ يصومَ التَّاسِعَ والعَاشِرَ.
والمرتبةُ الثانيةُ أَفْضَلُ، وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ ومِنْهُم الإمامُ ابنُ القَيِّمِ -رحمهُ اللهُ- صيامَ اليومِ الحادي عَشَر مع التَّاسِعِ والعَاشِرِ.
«وُجُوبُ التَّوْبَةِ مِنَ الكَبَائِرِ وَرَدِّ حُقُوقِ العِبَادِ»
إنَّ الذنوبَ التي تُغْفَرُ وَتُكَفَّرُ بِمِثْلِ هذه الأعمالِ الصالحةِ مِن الصيامِ وغيرِهِ إنَّمَا هي التي تَقْبَلُ التَّكفيرَ كاللَّمَمِ وكالصَّغَائِرِ دُونَ الكَبَائِرِ، وَدُونَ حُقوق العِبَادِ، فِإنَّ الكبائرَ لا بُدَّ لَهَا مِن تَوْبَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ، وكذلك حُقوقُ العبادِ مِن شروطِ التَوبةِ فيها أنْ تُرَدَّ إلى أَصْحَابِهَا، فَمَهْمَا قالَ المَرْءُ أنه تَائِبٌ ولَم يَرُدَّ الحَقَّ إلى صَاحِبِهِ؛ مَا صَحَّت له تَوْبَةٌ ولا تَصِحُّ حَتَّى يُؤدِّيَ الحَقَّ إلى صَاحِبِهِ.
وعليه فإنَّ الإنسانَ عليه ألَّا يَتَوَرَّطَ فِي الظُّلمِ وألَّا يَظْلِمَ نَفْسَهُ بِفِعْلِ مُحَرَّمٍ أو بِتَرْكِ وَاجِبٍ.
«مُخالَفَةُ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- لليَهُودِ فِي صِيامِ عَاشُورَاء»
كانَ النبيُّ ﷺ حَريصًا على مُخَالفةِ اليَهودِ، فالنبيُّ ﷺ لَمَّا نَزَلَ المَدينةَ وَافَقَهُم في صيامِ يَوْمِ عَاشُورَاء، وَلَكِنْ أَرَادَ في آخرِ عُمُرِهِ أنْ يُخَالِفَهُم بِصِيَامِ اليَوْمِ التَّاسِعِ مَعَ اليومِ العَاشِرِ. النبيُّ ﷺ في آخرِ عُمُرِهِ عَزَمَ ألَّا يَصومَهُ وَحْدَهُ بَلْ يَضُمَّ إليه اليومَ التَّاسِعِ كَمَا في حديثِ ابنِ عبَّاس -رضي الله عنهما-: «لئن بَقيتُ إلى قَابِلٍ لأَصُومنَّ التَّاسِعَ»؛ يعني مع يومِ عَاشُورَاء.
«عاشوراء والإخوان»
«بِدَعٌ وَمُخَالَفَاتٌ فِي يَوْمِ عَاشُورَاء»
مِن البِدَعِ في هذا اليَوْمِ: دُعَاءُ يَوْمِ عَاشُورَاء هو دُعَاءٌ مُختَرَعٌ مَصْنُوعٌ.
وَهَذِهِ الخُزَعْبَلَاتُ التي يَأتِي بِهَا مَنْ يَأتِي مِنْ أَمْثَالِ أولئكَ الذينَ يَدُورُونَ في الشَّوَارِعِ مِنْ أَجْلِ أنْ يَسْتَحْلِبُوا أَمْوَالَ البُلَهَاءِ وَالسُّذَّجِ فِي هَذَا اليَوْمِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُؤتُوهُم مَا يُؤتُونَهُم مِنْ تِلْكَ الخُزَعْبَلَاتِ وَالخُرَافَاتِ وَالبِدَعِ، كُلُّ هَذَا لَيْسَ مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ ﷺ.
وَمَا وَرَدَ مِن التَّوسِعَةِ عَلَى العِيَالِ يَوْمَ عَاشُورَاء, وأنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَسَّعَ اللهُ عَليْه عَامَّةَ سَنَتِهِ -يَعْنِي: بَقيَّةَ سَنَتِهِ-؛ فَهَذَا غَيْرُ ثَابِتٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ, بَلْ هُو مَوْضُوعٌ مَكْذُوبٌ عَليْه ﷺ. فَعَليْنَا أَنْ نَجْتَهِدَ فِي صِيَامِهِ، وَعَليْنَا أَنْ نَخْرُجَ عَنِ الابْتِدَاعِ فِيهِ, فَلَا تَوْسِعَةَ عَلَى العِيَالِ فِيهِ. «إنهم قتلة الحسين»
وَكَذَلِكَ مَا رُوِيَ في فَضْلِ الاكْتِحَالِ فيه والاخْتِضَابِ والاغْتِسَالِ فَمَوضوعٌ مَكذوبٌ عَلَى رسولِ اللهِ ﷺ. «عاشوراء والإخوان»
«خُرَافَاتُ الشِّيعَةِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاء وَخَطَرُهُم عَلَى الإِسْلَامِ»
والناسُ في عَاشُوراء: أَضَلَّ الشيْطَانُ قِسْمَيْن كبيريْن مِنْهُم, وَعَصَمَ اللهُ ربُّ العَالَمِينَ أَهْلَ السُّنَّةِ مِنَ الوقوعِ فيما يُخَالِفُ مَا جَاءَ به النبيُّ ﷺ:
*فَقِسمٌ مِنَ النَّاسِ يَنُوحُونَ ويُحيونَ النَّوحَ والبُكاءَ في هذا اليومِ -وَهُم أولئك الروافضُ-، يَأتونَ بِمَا لا يَأتِي به عاقلٌ, فَيَخْرجونَ وَقَد عَرَّوا الصُّدُورَ, وأمَّا النساءُ فَقَد نَشَرْنَ الشُّعورَ يَلطمْنَ ويَضْرِبْنَ الصُّدورَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ فإنهم يخرجونَ وَقَد عَرُّوا صُدُورَهُم, وَيَأتونَ بِالسَّلاسِلِ -وَقَد جَعَلُوا في أَطْرَافِهَا الشَّفْرَات الدِّقَاق-، ويَضربونَ بِتِلكَ السَّلَاسِل صُدُورَهُم وظُهُورَهُم, وَبَعْضُهُم يأتي بِسيوفٍ وَخَنَاجِرَ ويَجْرَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُم ورُؤوسَهُم ويُسيلُونَ الدِّمَاءَ, ويُحيونَ النَّوْحَ والبُكَاءَ في هَذَا اليَوْمِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ النِّيَاحَةَ مِن أَمْرِ الجَاهِليَّةِ, وَأَنَّ مِنْ أَكْبَرِ الذُّنُوبِ التي يُبَارَزُ بِهَا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ النِّيَاحَةَ -يَعْلَمُونَ ذَلِكَ أَو لَا يَعْلَمُونَهُ!-.
والإسلامُ بريءٌ مِن هذا الذي يصنعونَهُ، ومِن هذا الذي يفعلونَهُ, وَهُم حَرْبٌ عَليْه, وَهُم أَشَدُّ النَّاسِ خُصُومَةً لآلِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُم-.
هُمُ الخَطَرُ فَاحْذَرُوهم وَحَذِّرُوا مِنْهُم, الخَطَرُ الحقيقيُّ على هذه الأُمَّةِ يَبْدَأُ مِن هؤلاء.
هؤلاء الروافض أَخْبَثُ النَّاسِ نِحْلَةً, وأَعْظَمُ الناسِ مَكْرًا, وأَجْبَنُ النَّاسِ نَفْسًا.
هؤلاءِ الروافض أَضَرُّ على دينِ مُحَمَّدٍ ﷺ مِن اليهودِ والنَّصارى.
هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُونَ الألوهيَّةَ في عليٍّ -بَعْضُهُم-.
هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُونَ العِصْمَةَ في الأئمةِ.
هؤلاء الروافض الذين يُكَفِّرُونَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ.
هؤلاء الذين خَذَلُوا حُسيْنًا -رضي الله تبارك وتعالى عنه- حتى قُتِلَ في اليومِ العَاشِرِ مِن شَهْرِ اللهِ الحَرَامِ الذي يُقالُ له المُحَرَّمُ سَنَةَ إحْدَى وستينَ مِن هِجْرَةِ النبيِّ ﷺ بِكَربلاء, أَسْلَمُوهُ بعدما استقدموهُ فَاستفزُّوهُ حتى أَخْرَجُوهُ ثُمَّ انْفَضُّوا عنهُ؛ فَكانوا هَبَاءً، كَمَا قال ابنُ كثيرٍ -رحمهُ اللهُ تعالى-.
وَمَا أُوتِيَ الإسلامُ في يومٍ مِنَ الأيامِ إلَّا مِن قِبَلِهم, فإنَّهم يُوالونَ كلَّ عَدوٍّ لمُحَمَّدٍ ﷺ ولدينِ الإسلامِ العظيم، وَمَا كانوا في يومٍ مِن الأيامِ مِن حَمَلَةِ الجِهَادِ والسَّيْفِ في سبيلِ اللهِ, وإنَّمَا تَسَلُّطُهُم على أَهْلِ السُّنَّةِ، يُوَالُونَ اليهود، ويُوالونَ كلَّ بَاغٍ على أصحابِ مُحَمَّدٍ ﷺ, وعلى أتباعِ مُحَمَّدٍ ﷺ, وعلى كلِّ سُنِّيٍّ, وَحِقْدُهُم على أَهْلِ السُّنَّةِ مَعلومٌ مَعْلُوم.
*وطائفةٌ تَبِعُوا قَتَلَةَ الحُسينِ مِنَ النَّوَاصِبِ مِنْ مُبغِضِي آلِ البيتِ يتخدونَ يومَ عاشوراء يومَ فرحٍ ويومَ عيدٍ ويوم سُرور, فَيُوَسِّعُونَ فيه على الأَوْلادِ, ويَضَعُونَ الأحاديث في ذلك -وهي مَكْذُوبَةٌ على خَيْرِ العِبَادِ ﷺ، ويَدَّعُونَ كَاذِبِينَ أنَّ مَنْ وَسَّعَ في يَومِ عَاشُورَاء عَلَى أولادِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ وَسَّعَ اللهُ ربُّ العَالَمِينَ عَليْه عَامَّةِ سَنَتِهِ, وهذا كَذِبٌ مُختَلَقٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ.
وكَثيرٌ مِن أَهْلِ السُّنَّةِ لا يَعْلَمُونَ مَنْشَأ الدَّعْوَةِ إلى الفَرَحِ وإظهارِ الفَرَحِ والتَّوسِعَةِ على العِيَال, هذا مِن فِعْلِ النَّواصِبِ مِن مُبْغِضِي آلِ البَيْتِ الذي يُظْهِرُونَ الفَرَحَ في هَذَا اليَوم لمَقْتَلِ الحُسين -رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن آلِ البَيْتِ أجمعين-.
«الإِخْوَانُ المُسْلِمُونَ وَالتَّقْرِيب مَعَ الشِّيعَةِ»
ولذلك تَعْجَبُ العَجَبَ كلَّهُ لِمَن لا يَعِي عقيدةَ أَهْلِ السُّنَّةِ؛ يَدْعُو إلى التَّقَارُبِ, وهو ليس في النهايةِ إلَّا تَقريبَ أَهْلِ السُّنَّةِ إلى الرَّوَافِضِ!
وأمَّا الآخرونَ فَلا يُمْكِنُ أنْ يَتَقَارَبُوا أَبَدًا، يُكَفِّرُونَ الأَصْحَابَ, وَيَسُبُّونَ أُمَّهَات المُؤمنين، والذين يتكلمونَ في العِلْمِ ظَاهِرًا لا يُحَذِّرُون! «إنهم قتلة الحسين»
يَقُولُ «مَحْمُود عَبْد الحَلِيم»(1) في كِتَابِهِ «أَحْدَاث صَنَعَتِ التَّارِيِخ» في الجُزْءِ الأَوَّلِ في الصَّفْحَةِ التِّسْعِين بَعْدَ المَائَتيْن [ص 290]: «الإِخْوَانُ المُسْلِمُونَ لا يَرَوْنَ فَرْقًا بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالرَّوَافِض، وَيَرَونَ أَنَّهُ لا خِلَافَ في العَقِيدَةِ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالرَّوَافِضِ».
«خطبة جماعة الإخوان المسلمين»
(1)محمود عبد الحليم: عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين.
«أَهْلُ السُّنَّةِ وَسَطٌ فِي هذَا اليَوْمِ والتَّمَسُّك بِالسُّنَّةِ»
هَدَى اللهُ أهلَ السُّنَّةِ للحقِّ للوَسَطِ في هَذَا الأَمْرِ، فَيَعْلَمُونَ أنَّ هَذَا اليَوْمَ هو يَوْمٌ صَالِحٌ نَجَّى اللهُ فيه موسى وَقَوْمَهُ مِن فِرْعَونَ ومَلأهِ، فَصَامَهُ موسى شُكْرًا للهِ تَعَالَى.
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْلَمُونَ أنَّ اليومَ العَاشِرَ مِن شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ يَوْمٌ صَالِحٌ, وَقَد نَجَّى اللهُ ربُّ العالمين فيه موسى وقومَهُ مِنْ فرعونَ ومَلأهِ؛ فَصَامَهُ موسى شُكْرًا للهِ رَبِّ العَالَمِين, والنبيُّ أَوْلَى بموسى مِن كلِّ أَحَدٍ؛ فَصَامَهُ النبيُّ ﷺ, ورَغَّبَ في صيامِ التَّاسِعِ لكي يُخالِفَ أَهْلَ الكتابِ في صيامِهِم لهذا اليوم، ولكنهُ ﷺ قُبِضَ قَبْلَ أنْ يَحُولَ عليه الحَوْلُ, ولَكِن قالَ مَا قَالَ, وَصَارَت سُنَّةً مَسْنُونَةً.
أَهْلُ السُّنَّةِ في هذا اليومِ وَسَطٌ بين الروافض الذين يُقيمونَ المَنَاحَةَ, يُحيونَ أمورَ الجاهليَّةِ, ويفعلونَ مَا يَنْدَى له جَبينُ كلِّ مُسْلِمٍ يَنْتَمِي مُنْتَسِبًا إلى القِبْلَةِ وإلى دينِ مُحَمَّدٍ ﷺ, يَنْدَى جبينُهُ مِمَّا يفعلونَهُ خِزْيًا مِن هذا الذي يأتُونَهُ, وهم منسُوبُونَ إلى القِبْلَةِ, ومَحْسُوبُونَ على المِلَّةِ, ولكنَّهُم يفعلونَ مَا يفعلون.
وأَهْلُ السُّنَّةِ وَسَطٌ بين هؤلاء وبين النَّواصِب الذين يُظْهِرونَ الفَرَحَ في يومِ عاشوراء, ويتخذونَهُ عِيدًا يُوَسِّعُونَ فيه على الأَهْلِ والأولادِ, وليس شيءٌ مِن ذلك في سُنَّة النبيِّ ﷺ, وليس شيءٌ مِن ذلك في فِعْلِ أَحَدٍ مِن السَّلَفِ -رحمةُ اللهِ عليهم-، وإنَّمَا ذلك مِن البدعِ المُحْدَثةِ, أَحَدَثَهُ العُبَيدِيُّونَ بِمِصْرَ وأظهروا ما أظهروا مِن أَمْرِ النِّيَاحَةِ, فَكَانَ ذلك أَوَّلَ ظُهورٍ لأَمْرِ النِّيَاحَةِ على المَلأ -أَمْرًا عَامًّا- في أيامِ العُبَيدِيِّن الذين انتسبوا -زُورًا وإفكًا وطُغيانًا- لفاَطِمَةَ بِنْتِ رسولِ اللهِ ﷺ, وهي بريئةٌ منهم بَرَاءَةً كَامِلَةً، وإنَّمَا جَدُّهُم الذي إليه يَنْتَسِبُونَ هو ذلك القَدَّاحُ اليهوديُّ.
وأَهْلُ السُّنَّةِ أَوْلَى النَّاسِ بآلِ النبيِّ ﷺ يُحِبُونَهُم ويُقدِّمُونَهُم ويُوالُونَهُم ويحترمونَ آل البَيْت. «إنهم قتلة الحسين»
مزيد من المطويات الدعوية