((وَسَائِلُ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ السَّعِيدَةِ))
عِبَادَ اللهِ! إِنَّنَا لَوْ سَأَلْنَا أَيَّ مُسْلِمٍ عَنْ غَايَتِهِ لَقَالَ: إِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَعِيشَ سَعِيدًا، وَأَنْ يَمُوتَ حَمِيدًا، وَأَنْ يُبْعَثَ آمِنًا.
فَهَذِهِ غَايَةٌ شَرِيفَةٌ، وَمَقْصِدٌ كَرِيمٌ لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ مُسْلِمَانِ، وَلَكِنَّكَ إِنْ سَأَلْتَ: ((مَا الْوَسِيلَةُ؟))؛ تَبَايَنَتِ الْآرَاءُ، وَتَدَخَّلَتِ الْأَهْوَاءُ!
وَاللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ذَكَرَ الْمَقْصِدَ وَالْغَايَةَ مَعَ الْوَسِيلَةِ وَالطَّرِيقَةِ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. [النَّحْل: 97]
فَذَكَرَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ الْغَايَةَ، وَأَرْدَفَهَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بِالطَّرِيقَةِ وَالْوَسِيلَةِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَيْهَا؛ أَنْ تَعِيشَ سَعِيدًا، وَأَنْ تَمُوتَ حَمِيدًا، وَأَنْ تُبْعَثَ آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
طَرِيقُكَ إِلَى ذَلِكَ الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، وَإِذَا حَقَّقَ الْمُسْلِمُونَ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ، وَأَتَوْا بِهَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ.. تَحَقَّقَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ وَالْجَزَاءِ الْحَسَنِ.
وَالْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ هِيَ حَيَاةُ الْعِزَّةِ، وَحَيَاةُ الْكَرَامَةِ، وَحَيَاةُ الشَّرَفِ، وَحَيَاةُ الِاطْمِئْنَانِ وَنَفْيِ الْقَلَقِ.
الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ حَيَاةُ الِاسْتِعْلَاءِ بِالْإِيمَانِ فَوْقَ مُتَطَلَّبَاتِ الْأَرْضِ وَمُقْتَضَيَاتِ الطِّينِ.
الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ وَالْجَزَاءُ الْحَسَنُ، لَمَّا حَقَّقَ الْمُسْلِمُونَ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ آتَاهُمُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ الرِّفْعَةَ وَالسِّيَادَةَ وَقِيَادَةَ الْعَالَمِ.
وَالْمِثَالُ الَّذِي يُضْرَبُ فِي هَذَا الْمَجَالِ هُوَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي قَوْمٍ أُمِّيِّينَ لَيْسَ لَهُمْ حَظٌّ وَلَا نَصِيبٌ مِنَ الْعِلْمِ وَلَا مِنَ الْحَضَارَةِ، تُفْنِيهِمُ الْحُرُوبُ، يُشَنُّ أُوَارُ تِلْكَ الْحُرُوبِ بَيْنَهُمْ لِأَتْفَهِ الْأَسْبَابِ، وَيَأْكُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا!
وَبَعَثَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بَيْنَهُمْ مُحَمَّدًا ﷺ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ؛ فَلَمَّا اتَّبَعُوا الرَّسُولَ ﷺ فَآمَنُوا وَعَمِلُوا صَالِحًا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرًا مِنَ الزَّمَانِ حَتَّى كَانُوا سَادَةَ الْعَالَمِ وَقَادَةَ الْأُمَمِ، وَدُكَّتْ أَمَامَ زَحْفِهِمْ بِكَلِمَةِ ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)) الْحُصُونُ، وَسُوِّيَتِ الْأَسْوَارُ، وَثُلَّتِ التِّيجَانُ، وَهُدِمَتِ الْعُرُوشُ.. لَمَّا أَخَذَ الْمُسْلِمُونَ بِهَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ؛ بِالْإِيمَانِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
فَيُؤْتِي اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مَنْ أَتَى بِهَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ فَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا؛ يُؤْتِيهِ الْحَيَاةَ الطَّيِّبَةَ، مَعَ مَا يَعِدُهُ بِهِ رَبُّهُ -جَلَّ وَعَلَا- مِنَ الْجَزَاءِ الْحَسَنِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ فِي جَنَّةِ الْإِقَامَةِ بِالْكَرَامَةِ.
وَلَمَّا تَرَكَ الْمُسْلِمُونَ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ فَضَعُفَ الْإِيمَانُ وَرَقَّ وَخَفِيَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ أَوْ كَادَ يَزُولُ؛ سُلِّطَتْ عَلَيْهِمُ الْأُمَمُ، وَوَقَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الذُّلِّ مَا هُوَ مَعْلُومٌ لِكُلِّ ذِي بَصَرٍ، وَأَتَاهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ مَا يُوعَدُونَ جَزَاءَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ دِينِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا يَأْخُذُهُ بِقُوَّةٍ كَمَا أَمَرَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَنْ يُؤْخَذَ الدِّينُ.
الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ سِرُّ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، مَعَ مَا يَعِدُ بِهِ رَبُّنَا جَلَّتْ قُدْرَتُهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْجَزَاءِ الْحَسَنِ.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النُّور: 55]
فَوَعَدَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مَنْ أَتَى بِهَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ وَحَقَّقَ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ أَنْ يَسْتَخْلِفَهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الصَّالِحِينَ مِنْ قَبْلُ، وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُ الدِّينَ.
وَاللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ إِذَا مَكَّنَ لِلصَّالِحِينَ مَكَّنُوا لِدِينِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي الْأَرْضِ: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحَجّ: 40-41]
اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ يُرِيدُ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ أَنْ يُحَقِّقَهُمَا الْمُسْلِمُونَ، فَإِذَا حَقَّقَ الْمُسْلِمُونَ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ فَآمَنُوا وَعَمِلُوا صَالِحًا مَكَّنَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ، بَعْدَ أَنْ يَسْتَخْلِفَهُمْ فِيهَا كَمَا اسْتَخْلَفَ الصَّالِحِينَ مِنْ قَبْلُ، ثُمَّ يُمَكِّنُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ، وَذَلِكَ كُلُّهُ يُؤَدِّي فِي النِّهَايَةِ إِلَى مَاذَا؟
إِلَى عِبَادَةِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}؛ يُوَحِّدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا.
وَأَمَّا مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ الْفِسْقُ حَقًّا، فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لَا فَاسِقَ إِلَّا هُمْ، وَهَذَا أُسْلُوبٌ مَعْرُوفٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ يُفِيدُ الْقَصْرَ وَالْحَصْرَ: {فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
إِنَّ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ قَدْ شَرَعَ لَنَا هَذَا الدِّينَ الْعَظِيمَ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
هَذَا الدِّينُ الْعَظِيمُ الَّذِي هُوَ دِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ارْتَضَاهُ لِخَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ، لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ دِينًا سِوَاهُ.
الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ هُوَ دِينُ الْمُرْسَلِينَ أَجْمَعِينَ، أَرْسَلَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بِهِ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُرْسَلِينَ، حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ الْأَمِينُ ﷺ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَكُلُّهُ مَحَاسِنُ؛ لِأَنَّ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ قَدْ رَضِيَهُ لِخَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ.
فَعَقِيدَتُهُ تَجْعَلُكَ مُطْمَئِنَّ الْقَلْبِ لِرَبِّكَ -جَلَّ وَعَلَا-، مُسْتَقِرَّ الضَّمِيرِ، مُوَحِّدًا سَيِّدَكَ الَّذِي خَلَقَكَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَهُوَ يَرْزُقُكَ وَيَكْلَؤُكَ وَيَرْعَاكَ، تُوَحِّدُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، تَعْبُدُهُ وَتُؤَدِّي الْعِبَادَةَ لِوَجْهِهِ طَالِبًا رِضَاهُ وَحْدَهُ .
هَذِهِ الْفِطْرَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ، هِيَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ»؛ عَلَى هَذَا الدِّينِ، عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ، فَطَرَكَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَنْشَأَكَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَيْهِ، وَأَخْرَجَكَ إِلَى هَذَا الْوُجُودِ مُسْلِمًا.
وَمَا يَأْتِي بَعْدُ مِنَ انْحِرَافَاتٍ فِي الِاعْتِقَادِ وَالْأَدْيَانِ وَمَا أَشْبَهَ.. فَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ صُنْعِ الْبَشَرِ، وَمِنْ فِعْلِ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
«كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ، سُبْحَانَ اللهِ! وَلَمْ يَقُلْ بِهِ: أَوْ يَجْعَلَانِهِ مُسْلِمًا! لِأَنَّهُ مُسْلِمٌ عَلَى الْأَمْرِ الْأَوَّلِ، أَنْشَأَهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَفَطَرَهُ مُسْلِمًا
فَالْكُفْرُ وَالشِّرْكُ انْحِرَافٌ عَنِ الْفِطْرَةِ، وَإِذَا انْحَرَفَتِ الْفِطْرَةُ عَمَّا فَطَرَهَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَيْهِ، وَإِذَا مَا جَانَبَ الْإِنْسَانُ الطَّرِيقَ الَّذِي هَدَاهُ اللهُ إِلَيْهِ هِدَايَةً قَدَرِيَّةً بِهِدَايَةِ الدَّلَالَةِ هِدَايَةً شَرْعِيَّةً، هِدَايَةً قَدَرِيَّةً لِمَنْ تَبِعَ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُرْسَلِينَ مَعَ شَرِيعَتِهَا، وَدَلَالَةً شَرْعِيَّةً لِمَنْ جَانَبَ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُرْسَلِينَ وَلَمْ يُوقِنْ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هَدَاكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ إِلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ وَأَقَامَكَ عَلَيْهَا، فَأَيُّ انْحِرَافٍ عَنْ سَبِيلِهَا يَجْعَلُ الْمَرْءَ فِي قَلَقٍ دَائِمٍ، وَفِي هَمٍّ مُقِيمٍ، وَحَالُهُ لَا يَسْتَقِيمُ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَقِيمَ حَالُ الْمَرْءِ إِلَّا بِاتِّبَاعِ دِينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فَدِينُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْفِطْرَةُ، وَاللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ خَلَقَ الْخَلْقَ حُنَفَاءَ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَإِذَا وَافَقَتِ الْفِطْرَةُ الشَّرْعَ وَوَافَقَ الشَّرْعُ الْفِطْرَةَ فَهِيَ السَّعَادَةُ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَنْتَظِرُهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْعَطَاءِ.
هَذَا هُوَ الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، فَيَحْيَا الْحَيَاةَ الطَّيِّبَةَ مَعَ مَا يَنْتَظِرُهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْجَزَاءِ الْحَسَنِ عِنْدَ رَبِّهِ -جَلَّ وَعَلَا-.
عِيشُوا الْإِسْلَامَ إِذَا أَرَدْتُمُ الْمَرْدُودَ الْحَقَّ، عِيشُوهُ، عِيشُوا دِينَ اللهِ، أَمَّا أَنْ نَتَوَقَّفَ عِنْدَ حُدُودِ اللَّفْظِ كَلَامًا أَوْ عِنْدَ حُدُودِ الْكَلِمَةِ كِتَابَةً وَبَيَانًا.. فَمَا أَكْثَرَ الْكَلَامَ! وَمَا أَعْظَمَ الْفَصَاحَةَ وَالْبَلَاغَةَ يُهْدَرُ بِهَا فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَكَلَامٍ! وَلَكِنْ.. أَيَّ شَيْءٍ يُفِيدُ ذَلِكَ إِنْ لَمْ يَتَحَوَّلْ إِلَى وَاقِعٍ مَنْظُورٍ فِي كَوْنِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟!
المصدر:الْإِسْلَامُ مَصْدَرُ السَّعَادَةِ وَالصَّلَاحِ لِلْعَالَمِ