((عَوَاقِبُ التَّعَدِّي عَلَى النِّظَامِ الْعَامِّ))
عِبَادَ اللهِ! إِنَّ لِلْخُرُوجِ عَلَى الشَّرْعِ وَالتَّعَدِّي عَلَى النِّظَامِ الْعَامِّ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً؛ فَيَجِبُ أَلَّا يُنْقَضَ نِظَامُ الْحُكْمِ لِيَتَهَاوَى الْمَجْتَمَعُ، وَلِتَذْهَبَ هَيْبَةُ الدَّوْلَةِ، وَلِيَصِيرَ النَّاسُ فَوْضَى، وَلِتُطْلَقَ أَيْدِي النَّاسِ فِي دِمَاءِ النَّاسِ، وَالْكَاسِبُ الْوَحِيدُ الشَّيْطَانُ وَجُنْدُهُ.. الشَّيْطَانُ وَحِزْبُهُ.
الْخُرُوجُ عَلَى ذِي سُلْطَانٍ، مَنْ بِيَدِهِ السُّلْطَانُ يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، هَذِهِ قَاعِدَةُ الْإِسْلَامِ الذَّهَبِيَّةُ، وَأَرَادُوا أَنْ يُزِيلُوهَا بِالثَّوْرَاتِ الْمَاسُونِيَّةِ، وَقَدْ بَلَغُوا مِنْ ذَلِكَ الْمَبَالِغَ، فَاللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- حَسِبيُهُمْ، وَهُوَ وَحْدَهُ يُعَامِلُهُمْ بِعَدْلِهِ، وَيُنَجِّي الْمُسْلِمِينَ الْمَسَاكِينَ مِنْ عُمُومِ الشَّعْبِ.
إِنَّ مِمَّا يَتَوَجَّبُ عَلَى الْمَرْءِ الْآنَ أَنْ يُرَاعِيَ الْمَصْلَحَةَ الْعُلْيَا لِهَذَا الْوَطَنِ, فَهَذَا وَطَنٌ مُسْلِمٌ, وَهَذِهِ أَرْضٌ يَحْيَا عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ مُنْذُ قُرُونٍ, وَيَنْبَغِي عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَيْهَا وَأَلَّا يُضَيِّعُوهَا, وَلَكِنَّ طَائِفَةً مِنْ هَذَا الشَّعْبِ الْأَبِيِّ الْكَرِيمِ تَأْبَى إِلَّا أَنْ تَدْفَعَ سَفِينَةَ الْوَطَنِ إِلَى الصُّخُورِ الْوَعْرَةِ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَرْتَطِمَ بِهَا, وَيُحَاوِلُونَ جَاهِدِينَ أَنْ يَخْرِقُوهَا لِيُغْرِقُوهَا!!
فَعَلَى كُلِّ مِصْرِيٍّ أَنْ يَنْتَبِهَ وَأَنْ يَأْخُذَ عَلَى أَيْدِي السُّفَهَاءِ؛ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ أَقْلَامَهُمْ أَوْ فُئُوسَهُمْ أَوْ يُهَرِّفُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ تَضْرِبُ بَيْنَ أَشْدَاقِهِمْ بِكُلِّ مَا يَضُرُّ الْوَطَنَ وَمَصْلَحَتَهُ, وَبِكُلِّ مَا يَعْبَثُ بِالْأَمْنِ الْقَوْمِيِّ لِهَذَا الْبَلَدِ.
وَالْبَلَدُ مُهَدَّدَةٌ مِنْ حُدُودِهَا الْغَرْبِيَّةِ بِالدَّوَاعِشِ وَالتَّكْفِيرِيِّينَ وَأَصْحَابِ التَّهْرِيبِ لِلْمُخَدِّرَاتِ وَلِلْأَسْلِحَةِ الْفَتَّاكَاتِ, وَمُهَدَّدَةٌ مِنْ جَنُوبِهَا بِسَدِّ النَّهْضَةِ وَبِمَا يَجْرِي فِي السُّودَانِ, وَمُهَدَّدَةٌ فِي شَمَالِهَا الشَّرْقِيِّ فِي سَيْنَاءَ وَمَا بَعْدَ سَيْنَاءَ مِنْ عِصَابَةِ صُهْيُونَ, وَمُهَدَّدَةٌ فِي دَاخِلِهَا بِالْخَوَنَةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ, لَا يَتَّقُونَ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَيُرِيدُونَ هَدْمَ هَذَا الْوَطَنِ, وَإِشَاعَةَ الْفَوْضَى فِيهِ, وَعَلَى كُلِّ مِصْرِيٍّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَجْرِي فِي سُورِيَّا وَفِي لِيبيَا وَفِي الْيَمَنِ.
أَيْنَ يَذْهَبُ الْمِصْرِيُّونَ إِنْ وَقَعَتِ الْفَوْضَى فِي هَذَا الْوَطَنِ؟!!
إِنَّ النِّسَاءَ يُبَعْنَ فَاحْرِصُوا عَلَى أَعْرَاضِكُمْ, وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُشَارِكُوا -وَلَوْ بِكَلِمَةٍ- فِي إِحْدَاثِ الْفَوْضَى فِي وَطَنِكُمْ.. أَيْنَ تَذْهَبُونَ؟!!
النَّاسُ تَأْخُذُ الدِّينَ بِاسْتِخْفَافٍ!! مَعَ أَنَّ الْوَاحِدَ لَوْ نَزَلَ مَنْزِلًا مِنْ مَنَازِلِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَكَانَ مُؤَدَّبًا فِيهِ الْأَدَبَ الَّذِي لَا أَدَبَ بَعْدَهُ، وَأَمَّا بَيْتُ اللهِ فَلَا حُرْمَةَ لَهُ!!
أَشْيَاءُ عَجِيبَةٌ جِدًّا لَا يَتَصَوَّرُ الْإِنْسَانُ كَيْفَ وَصَلَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى هَذَا الدَّرْكِ الْهَابِطِ!! وَلِذَلِكَ لَا تَعْجَبْ إِذَا صَارُوا فِي ذَيْلِ الْأُمَمِ، وَصَارُوا أَذَلَّ الْأُمَمِ، وَأَحَطَّ الْأُمَمِ، وَأَكْثَرَ الْأُمَمِ تَخَلُّفًا، مَعَ أَنَّهُمْ أَتْبَاعُ رَسُولِ اللهِ، وَخَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.
لَوْ رَاقَبَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا رَبَّهُ فِي مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ لَاسْتَقَامَتِ الْحَيَاةُ، لَا رِشْوَةَ، وَلَا سَرِقَةَ، وَلَا غَصْبَ، وَلَا اعْتِدَاءَ، وَإِنَّمَا خَلَّفُوا الدِّينَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَقَدْ قَالَ لَنَا نَبِيُّنَا ﷺ: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ؛ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)) .
أُمَّةٌ تَنِيفُ عَلَى مِلْيَارٍ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْمَلَايِينِ مِنَ الْبَشَرِ؛ هُمْ فِي جُمْلَتِهِمْ كُلٌّ مِنْهُمْ يَقُولُ: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ))، وَعِدَّةُ مَلَايِينَ لَا تَتَجَاوَزُ أَصَابِعَ الْيَدِ الْوَاحِدَةِ مِنَ الْيَهُودِ الْمَلَاعِينِ الَّذِينَ غَضِبَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَيْهِمْ.. لَا تَسْتَطِيعُ أُمَّةٌ تُجَاوَزَتِ الْمِلْيَارَ وَتَمْتَلِكُ مِنَ الثَّرْوَاتِ مَا لَا تَمْتَلِكُهُ أُمَّةٌ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ، أَجْسَامٌ وَهَيْئَاتٌ، وَلَا حَقِيقَةَ.. ((غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ)) .
اخْرُجْ مِنَ الِاسْتِخْفَافِ!
اخْرُجْ مِنَ اللَّامُبَالَاةِ؛ فَإِنَّهَا هِيَ الَّتِي ضَيَّعَتِ الْأُمَّةَ، فَأَكْثَرُ أَهْلِ الْأُمَّةِ وَأَكْثَرُ أَبْنَائِهَا عِنْدَهُمُ اسْتِخْفَافٌ، يَأْخُذُونَ كُلَّ شَيْءٍ بِاسْتِخْفَافٍ، لَا جِدِّيَّةَ!! وَهَذَا أَمْرٌ لَيْسَ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ، لَا تَضْحَكْ إِلَّا بِقَدَرٍ، لَا تَبْتَسِمْ إِلَّا بِقَدَرٍ، لَا تَتَكَلَّمْ إِلَّا بِقَدَرٍ، فَكَذَلِكَ كَانَ نَبِيُّكَ ﷺ.
وَأَمَّا هَذَا الِانْفِلَاتُ فَعَاقِبَتُهُ أَنْ يُسَلِّطَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَهْلَ الْكُفْرِ عَلَى دِيَارِ الْإِسْلَامِ كَمَا هُوَ وَاقِعٌ فِي كَثِيرٍ مِنَ الدُّوَلِ الْمُسْلِمَةِ حَتَّى يَسُومُوا الْمُسْلِمِينَ سُوءَ الْعَذَابِ، لَا تَنْفَعُهُمْ كَثْرَةٌ، وَلَا تَنْفَعُهُمْ ثَرْوَةٌ، وَلَا يَنْفَعُهُمْ شَيْءٌ يَلُوذُونَ بِهِ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَلُوذُونَ بِكَنَفِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ ﷺ: ((سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)).
لَمَّا وَقَعَ نَقْضٌ لِلْعَهْدِ مِنْ كَبِيرِ الرُّومِ وَعَظِيمِهَا؛ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الرَّشِيدُ خِطَابًا فِي سَطْرَيْنِ: ((مِنْ عَبْدِ اللهِ هَارُونَ الرَّشِيدِ إِلَى نُقْفُورَ كَلْبِ الرُّومِ، إِذَا جَاءَكَ خِطَابِي هَذَا فَاعْلَمْ أَنِّي مُسَيِّرٌ إِلَيْكَ جُنْدًا أَوَّلُهُمْ عِنْدَكَ وَآخِرُهُمْ عِنْدِي، وَالْأَمْرُ مَا تَرَى لَا مَا تَسْمَعُ)) .
وَقَدْ كَانَ.. أَذَلَّهُ وَدَوَّخَهُ.
الْمُعْتَصِمُ وَفِي يَدِهِ كَأْسٌ مِنْ مَاءٍ.. لِأَنَّ عِنْدَهُ رِجَالًا، لَا يَسْتَطِيعُ حَاكِمٌ مَهْمَا بَلَغَ مِنْ قُوَّتِهِ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا إِلَّا بِرِجَالِهِ.. بِشَعْبِهِ.. بِأَفْرَادِ أُمَّتِهِ، فَإِذَا كَانُوا مُنْحَلِّينَ، وَلَا يَتَمَسَّكُونَ بِدِينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَصْنَعَ هَذَا أَوْ هَذَا؟!!
لَمَّا كَانَ الْكَأْسُ فِي يَدِهِ وَجَاءَهُ مَا جَاءَهُ؛ أَقْسَمَ لَا يَشْرَبُ هَذَا الْكَأْسَ حَتَّى يَرُدَّ الْكَرَامَةَ الْمَسْلُوبَةَ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُجْعَلَ فِي خِزَانَتِهِ حَتَّى رَدَّ الْكَرَامَةَ، وَأَعَادَ الْعِزَّةَ الْمَسْلُوبَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَشَرِبَ الْمَاءَ.
كَانُوا رِجَالًا، لَمْ يَكُونُوا يَمْلِكُونَ شَيْئًا، كَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَا يَمْلِكُ ثَوْبًا وَاحِدًا، وَإِذَا مَلَكَهُ فَإِنَّهُ لَا يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ إِلَّا بِالْكَادِ، إِذَا سَجَدَ يُمْسِكُهُ عَلَيْهِ حَتَّى لَا تَبْدُوَ عَوْرَتُهُ، وَكَذَلِكَ إِذَا رَكَعَ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا رِجَالًا، وَكَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ بِأَلْفٍ بَلْ بِأَكْثَرَ مِنَ الرِّجَالِ؛ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الطَّرَاوَةِ وَلَا مِنْ أَهْلِ اللَّامُبَالَاةِ، وَإِنَّمَا كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِهِمْ فَأَعَزَّهُمُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
اخَرُجْ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ وَاكْسِرِ الْحَلْقَةَ الَّتِي تَدُورُ فِيهَا؛ فَأَنْتَ تَدُورُ فِي حَلْقَةٍ تُكْسَرُ بِمَوْتِكَ!!
وَيْحَكَ أَلَا تَنْتَبِهْ؟!!
أَفِقْ فَإِنَّهُ يَأْتِيكَ مِنْ حَيْثُ لَا تَحْتَسِبُ، وَلَعَلَّ مَرَضًا يَرْتَعُ فِي بَدَنِكَ؛ فِي كَبِدِكَ أَوْ فِي كُلْيَتِكَ؛ سَرَطَانٌ زَاحِفٌ لَا تَدْرِي عَنْهُ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا مَا أَمْسَكَ بِخِنَاقِكَ صَرَعَكَ، وَلَا تَمْلِكُ شَيْئًا حِينَئِذٍ، لَا يَنْفَعُكَ مَالٌ جَمَعْتَهُ مِنْ حَرَامٍ؛ لِأَنَّهُ يَصِيرُ إِلَى مَنْ يَتَمَتَّعُ بِهِ وَعَلَيْكَ وِزْرُهُ وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَلَا يَنْفَعُكَ كَثْرَةُ وَلَدٍ وَلَا مُقْتَنَيَاتٌ.
اعْمَلْ لِآخِرَتِكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَى رَبِّكَ، وَاكْسِرِ الْحَلْقَةَ!
اخْرُجْ مِنْ هَذَا الْإِلْفِ لِلْعَادَةِ، تَصْحُو وَتَنَامُ وَأنْتَ فِي دَائِرَةٍ، كَثِيرٌ مِنَ الْخَلْقِ كَالثَّوْرِ قَدْ عُصِبَتْ عَيْنَاهُ يَدُورُ فِي السَّاقِيَةِ لَا يَدْرِي أَيْنَ هُوَ!
أَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ لِلْأَسَفِ كَالثَّوْرِ فِي السَّاقِيَةِ لَا يَدْرِي أَيْنَ هُوَ!!
أَرْحَامٌ تَدْفَعُ وَأَرْضٌ تَبْلَعُ، وَهُوَ بَيْنَ صَرْخَةِ الْوَضْعِ وَأَنَّةِ النَّزْعِ لَا يَكَادُ يُحِسُّ بِشَيْءٍ، مُغَيَّبٌ، وَإِذَا أَفَاقَ فَإِنَّمَا هِيَ لَحْظَةٌ!!
يَا أَخِي.. إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ أُرْسِلَ إِلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ، كَانُوا يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ، يُقَدِّسُونَ الْأَوْثَانَ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَصَارُوا سَادَةَ الدُّنْيَا وَقَادَتَهَا لَمَّا تَمَسَّكُوا بِكِتَابِ اللهِ وَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ فَرَحُهُ لِلهِ، وَأَنْ يَكُونُ حُزْنُهُ لِلهِ، وَأَنْ يَكُونَ إِقْبَالُهُ لِلهِ، وَأَنْ يَكُونَ إِدْبَارُهُ لِلهِ، وَأَنْ يَكُونَ ضَحِكُهُ لِلهِ، وَأَنْ يَكُونَ بُكَاؤُهُ لِلهِ، وَأَنْ تَكُونَ حَرَكَتُهُ لِلهِ، وَسُكُونُهُ لِلهِ، هَذَا هُوَ الَّذِي يُنْجِينَا مِنْ هَذَا الذُّلِّ الَّذِي وَصَلْنَا إِلَيْهِ.
نَتَكَفَّفُ الْأُمَمَ مِنْ أَجْلِ رَغِيفِ الْعَيْشِ وَنَحْنُ أَكْثَرُ النَّاسِ ثَرْوَةً فِي الدُّنْيَا؛ لِأَنَّنَا فَرَّطْنَا فِي طَاعَةِ رَبِّنَا، لَوْ عُدْنَا إِلَيْهِ لَأَكَلْنَا مِنْ فَوْقِنَا وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِنَا، لَأَقَمْنَا دِينَهُ، وَحَفِظْنَا سُنَّةَ نَبِيِّهِ ﷺ، أَكْرَمَنَا وَأَعَزَّنَا، فَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرُدَّنَا أَجْمَعِينَ إِلَى الْحَقِّ رَدًّا جَمِيلًا.
أَسْأَلُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ أَنْ يَجْمَعَ الْأُمَّةَ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَأَنْ يُبَصِّرَنَا بِحَقِيقَةِ الدِّينِ، وَأَنْ يُخْرِجَنَا مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِيَةِ إِلَّا عِزِّ الطَّاعَةِ.
اللَّهُمَّ أَخْرِجْنَا مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِيَةِ إِلَى عِزِّ الطَّاعَةِ، وَاجْمَعْ قُلُوبَ الْمُسْلِمِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا عَلَى طَاعَتِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَامْتِثَالِ أَمْرِكَ وَاتِّبَاعِ نَبِيِّكَ ﷺ.
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
المصدر:احْتِرَامُ النِّظَامِ الْعَامِّ فِي ضَوْءِ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ