((الحوثيون ذراع المجوس في اليمن))
خطبة الجمعة 7 من جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 27-3-2015 م
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ
نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ
أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ
لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.-
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ
كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ –
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم.-، وَشَرَّ
الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فقد كانت الدولةُ الفارسيةُ قوةً عُظمَى كبيرة، تقاسمت الدنيا مع الدولةِ الرومانيَّة،
وجاءت الدعوةُ الإسلاميةُ المباركة فقهرَتْها، وأورثَ اللهُ المؤمنين أرضَهم
وديارَهم، وانتهى حُكْمُ الأكاسرةِ على يدِ جُنْدِ الإسلام.
ولقد كانت الدولةُ الفارسيةُ
-لقُربِها من أرضِ العرب، وخضوعِ أجزاءٍ من بلادِهم لسيطرتِها- تنظرُ للعربِ نظرةَ
احتقارٍ وازدراءٍ.
وكان مما وصفَ
به قائدُ جُندِهم العربَ أنْ قال: ((إني لا أعلمُ أمةً كانت أشقَى ولا أقلَّ
عددًا ولا أسوأ ذات بيْنٍ منكم، وقد كنَّا نوكِّلُ بكم قرى الضواحي ليكفوناكم)).
ذكر ذلك ابن كثير في
((البداية والنهاية)).
وعندما أرسل رسولُ الله -صلى
الله عليه وآله وسلم- برسالتهِ إلى كِسْرى, قرأَها ومَزَّقَها، وقال في غطرسةٍ وجَبرية:
((عبْدٌ حقيرٌ من رَعيتي يكتبُ اسمَهُ قبل اسمي!!
ثم أرسلَ إلي عاملِهِ على اليمن أنْ ابعث إلى هذا الرجلِ الذي بالحجاز برجُلين من
عندك، فليأتياني به!!)).
وبعد أنْ زالَ مُلكُهم على أيدِي
المسلمين؛ زادَ حَنَقُهم وكراهيتُهم، فاستفرغوا وسْعَهم للكيدِ للإسلامِ وأهلِهِ،
فكادوا له من دَاخِلِهِ، بانتسابِهم لآلِ بيتِ النبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم-،
مُدَّعين أنهم شيعتُه, وشيعتُهُ منهم براء.
ولا شك أنَّ عددًا كبيرًا من
أهلِ فارس أسلموا وحَسُنَ إسلامُهم، والمقصودُ هنا رافضةُ أهلِ فارسَ (إيران)
الذين يزعمونَ الإسلامَ وهم ألدُّ أعداءه، وما زالت عقيدةُ الانتقامِ والثأرِ
تسيطرُ على عقولِهم، أَمَلًا في عودةِ إمبراطوريتِهم الفارسيةِ للسيطرةِ على العالَمِ
مرةً أخرى.
ولقد كان القتلُ والتصفيةُ
الجسدية وسيلتُهم التي تُشفي صدورُهم من حِقدِهم على العالَمِ كلِّه بصفةٍ عامة،
ثم على العربِ -جِنس العرب- بصفةٍ خاصة، ثم على عامةِ أهل السُّنةِ بشكلٍ أَخَص،
ولو أننا استعرضنا كُتُبَهم المعتمدة عندهم؛ لوجدنا ما يُدلِّلُ ويبرهنُ على هذه
العقيدةِ الانتقامية، هذه العقيدةُ هي التي يُثيرُها الغربُ فيهم لتحقيقِ الغرضِ ذاتهِ
بأيدي من ينتسبونَ إلى الإسلام, ومِن ذلك الإثخانُ في القتلِ والاستئصالُ الشاملُ
للبشرية.
فمهديُّ الروافضِ الذي تحلمُ
الروافضُ بمجيئِه وتتوقعُ خروجَه، والذي يتولى شيوخُ الروافضِ بحُكمِ مذهبِهم في
ولايةِ الفقيه؛ القيامَ بالنيابةِ عنه، وأداءِ أعمالِهِ وتحقيقِ أهدافه، هذا
الموعودُ المنتظر أو نائبُهُ العام فيما يُسَمَّى بـ (ولايةِ الفقيه) التي اخترعها
لهم الخمينيُّ الهالك -لا رَحِمَ اللهُ فيه مَغرز إبرة-, هذا الموعودُ أو نائبهُ
العام سيقومُ بعمليةِ قتلٍ شامل، وإفناءٍ كاملٍ للناسِ لا يَسْلَمُ منه إلا القليلُ
وهم الرافضة.
يقولون في
برتوكولاتِهم: ((لا يكونُ هذا الأمر حتى يذهبَ تسعةُ أعشارِ الناس)).
ذَكَرَ ذلك النعمانيُّ فى
((الغيب)).
وقال آيتُهم
((محمد باقر الصَّدر)):
((أقول: والمرادُ من هذا الأمر: ظهورُ المهديِّ -عليه
السلام-)).
وقال جعفرُهم: ((لا يكونُ هذا الأمر حتى يذهبَ ثُلُثا الناس.
فقيل له: فإذا ذهب ثُلُثا الناس؛ فما يبقى؟
فقال: -عليه
السلام- أما ترضون أن تكونوا في الثُلُثِ الباقي)).
ذكرهُ في ((بحار الأنوار)).
يقول آيتُهم
الصَّدر: ((وهذا القتلُ الشاملُ للبشريةِ كلِّها يتعينُ حصولُهُ بحربٍ
عالميةٍ شاملةٍ قويةٍ التأثير)).
قال ذلك في كتابه ((تاريخ
الظهور)).
وتختلفُ نصوصُهم في تحديدِ
النسبةِ الباقيةِ بعد هذا الإفناءِ العام والقتلِ الشاملِ للبشرية.
يقولُ شيخُهم
الصَّدر في توجيه ذلك الاختلاف: ((واختلافُ هذه النِّسْب المذكورة في
الأخبارِ لقِلَّةِ الناسِ دالٌّ على كَوْنِها على وجهِ التقريبِ لا التحديد، على
أنه يُمكنُ الأخذُ بأكبرِ نسبةٍ وهو تسعةُ أعشار؛ لأنَّ الإخبارَ بذهابِ الأقل لا
ينافي الإخبارَ عن ذهابِ الأكثر)).
قال ذلك في ((تاريخ
الظهور)).
وهناك تعاليمٌ يوميةٌ مستمرة
للأتباعِ تحثُّهم وتَدْعُوهم لطلبِ الثأرِ والانتقامِ، وذلك عَبْرَ أدعيةِ
الزياراتِ ومناسكِ المشاهد، وهذا القتلُ الشاملُ لا ينجو منه إلا الرافضة، ومهما
أعلنَ غيرُهم التوبةَ والرجوعَ؛ فلا يُقبلُ منهم توبةٌ ولا رُجوع.
يقول الصَّدر: ((إنَّ الإمامَ المهدي
سوف يضعُ السيفَ في كلِّ المنحرفينَ الفاشلين في التمحيص، ضمن التخطيط السابق على
الظهور فيستأصلهم جميعًا، وإنْ بلغوا الآلاف ولا يقبلُ إعلانَهم التوبةَ
والإخلاص)).
وهذه السيرةُ ليست من
الإسلامِ في شيء، وهم يعترفون أنها شِرعةٌ جديدةٌ مُخالفةٌ لنَهْجِ رسول الله -صلى
الله عليه وآله وسلم- ونَهْجِ أمير المؤمنين عليٍّ الذي يزعمون التشيع له.
تقول نصوصهم: ((القتلُ صفةٌ دائمةٌ ملازمة, إنَّ قائمَهم ليس شأنه إلا القتل، فلا يستبقي أحدًا ولا
يستتيبُ أحدًا)).
فهذا ما يتعلقُ بالبشريةِ.
وأمَّا ما يتعلقُ بالعربِ؛
فإنهم يخصُّونهم بالقتلِ والذبح, يقولون بأنَّ مُنتظرَهم -يعنون المهديَّ المنتظر
الغائب في السِّردابِ أو مَن يقومُ مقامَه من آياتِهم على حَسْبِ ولايةِ الفقيه-,
يسيرُ في العربِ بما في الجَفر الأحمر -وهو قتلُهم-, وكثيرٌ من نصوصِهم تَعِدُ
العربَ بملحمةٍ على يدِ غائبِهم لا تُبقي على رجلٍ أو امرأة، ولا على صغيرٍ ولا
كبير؛ بل تأخذُهم جميعًا فلا تغادرُ منهم أحدًا، حتى قالوا في برتوكولاتهم: ((ما بقيَ بيننا وبين العربِ إلا الذبح)) كما في
((الغَيبةِ)) للنعماني.
ويُلاحَظ أنَّ هذا الاستئصالَ
العام الشامل للجنسِ العربي لا يُفرِّق بين شيعيٍّ عربيٍّ وسُنِّي, مع أنَّ مِن
العربِ مَن يُشايعُ هذه الزُّمْرةُ المُجرمة، ولكنَّ أخبارهم تؤكد أنه لن يتشيع
أحدٌ من العرب حين قيامِ دولةِ مُنتظرهم, ولهذا تحذِّرُ من الاغترارِ بهم وإنْ
تشيَّعوا؛ فتقول: ((اتق العرب؛ فإنَّ لهم خبر سُوء,
أما إنه لم يخرج مع القائمِ منهم أحد)).
هذا في ((بحار الأنوار)) وفي
((الغَيبة)) للطوسي.
ومع أنَّ في الشيعةِ من
العربِ كثير إلَّا أنهم يقولون إنهم سيُمَحَّصون؛ فلا يَبقى منهم إلا النَّزَرَ
اليسير، ولا يَخفى أنَّ تخصيصَ العربِ بالقتلِ يدلُّ على تغلغلِ الاتجاه الشعوبيِّ
لدى واضعي هذه الروايات، وهي تُبين مدى العداوةِ للجنسِ العربي لدى مؤسسي الرافضة،
والرغبةِ في التَّشَفِّي منهم بقَتْلِهم، وذلك في حقيقةِ الأمرِ لا يعودُ لجنسِهم،
بل للدين الذي يحملونه وهو دينُ الإسلامِ العظيم، ثم بصفةٍ أخص يقومون بقتلِ أهلِ
السُّنة, فيُسَمِّي الروافضُ المُسلمَ السُّنِّي ((بالناصب)).
يقول شيخُهم
((حُسين البحراني الشيعي)):
((بل أخبارُهم -عليهم السلام؛ يعني الأئمة- تنادي
بأنَّ الناصبَ هو من يُقال له عندهم سُنِّي)).
ويقول: ((ولا كلام في أنَّ
المراد بالناصبة هم أهل التَّسَنُّن)).
فيستبيحون دمائَهم وأموالَهم
وأعراضَهم.
وقد روى
شيخُهم القُميُّ المُلَقَّب عندهم بالصَّدوق وبرئيس المُحدثين في كتابه ((علل
الشرائع)): ((عن داود بن فَرقد؛ قال: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-:
ما تقول في قَتْلِ الناصب؟
قال: حلال الدم، ولكن اتقي عليه، فإنْ قدرت أنْ تقلبَ عليه حائطًا أو تُغرقَه
في ماءٍ لكي لا يُشهدُ به عليك فافعل.
قال؛ قلت: فما ترى في ماله؟
قال:
تَوِّهِ ما قدرت عليه)).
وروى الطوسيُّ
في ((تهذيب الأحكام)) عن أبي عبد الله قال: ((خُذ مالَ الناصبِ حيثما وجدته وادفع إلينا الخُمُس)).
ويقول الخمينيُّ
في ((تحرير الوسيلة)):
((والأقوى إلحاقُ الناصبِ بأهلِ الحرب في إباحةِ
ما اغتُنم منهم وتعلُّق الخُمُس به، بل الظاهرُ جواز أخذ ماله أين وُجد وبأي نحوٍ
كان، ووجوبُ إخراج الخُمُس)).
عن أبي بكر
الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: ((أهلُ الشام شرٌّ أم
أهل الروم؟
فقال: إنَّ الرومَ كفروا ولم يعادونا، وإنَّ أهلَ الشام كفروا
وعادَونا)).
ذكر ذلك في ((الكافي)).
وعن أبي بكرٍ
الحضرمي قال: ((دخلنا على أبي عبد الله -عليه السلام-؛ فقال له حَكَمٌ
السرَّاج: ما ترى فيمن يحمل السُّروج إلى الشام وأداتها؟
فقال: لا بأس أنتم اليوم بمنزلةِ أصحابِ رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم-، إنكم في هُدنة، فإذا كانت المُباينةُ حُرِّمَ عليكم أنْ تحملوا
إليهم السروج والسلاح)).
ذكرهُ في ((الكافي)).
إنهم يستبيحون دماءَ أهلِ
السُّنة, الشيعةُ يستبيحونَ دماءَ أهلِ السُّنة -شرَّفَهم الله تعالى وحَفِظهم-،
وهم عندهم في حُكمِ الكفار, السُّنِّيُّ ناصبٌ في معتقدهم، ولو ألقينا نظرةً
تاريخية لوجدنا هذا الأمر من الناحية العملية مُطبقًا عند أولئك الروافض -عليهم من
اللهِ ما يستحقونه-.
الدولةُ العباسيةُ كانت
دولةً سُنيَّةً، ولحُسْنِ نيةِ أهلِ السُّنَّةِ؛ عيَّنَ الخليفة العباسي وزيرًا
شيعيًا وهو ((مؤيد الدين ابن العلقمي الشيعي))، فغدر ابنُ العلقمي بالخلافةِ
وتحالفَ مع التتارِ؛ فوقعت (مجزرةُ بغداد), راحَ ضحيَّتُها مئات الآلاف من
المسلمين بسببِ خيانةِ هذا الشيعي, فهل بَكَى الشيعةُ على هؤلاء القتلى؟! أم
باركوا عَمَلَ نصيرهم الطوسي الذي كان وزيرًا لهولاكو وناصرًا له في التآمرِ على
المسلمين؟!
يقول
علَّامتهم المُتَّبَع كما وصفوه ((الميرزا مُحمد باقر الموسوي)) في ((روضاتِ
الجناتِ في أحوال العلماء والسادات)) في ترجمة ذلك المُجرم
قال:
((هو
المحققُ المتكلمُ الحكيمُ المتبحرُ الجليلُ, ومن جملةِ أمره المشهور المعروف
المنقول حكايةُ استيزاره للسلطان المحتشم في محروسةِ إيران هولاكو خان بن تُولي
خان بن جنكيز خان من عظماء سلاطين التتارية وأتراك المغول ومجيئه في موكبِ السلطان المؤيد مع كمالِ الاستعداد إلى دارِ
السلام بغداد لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ، وقطعِ دابرِ سلسةِ البغيِ والفسادِ،
وإخمادِ دائرةِ الجَوْرِ والإلباسِ بإبداد دائرةِ ملك بني العباس، وإيقاعِ القتلِ
العام من أولئك الطغاة إلى أنْ أسالَ من دمائِهم الأقذار كأمثالِ الأنهار؛ فانهارَ
بها في ماءِ دِجلة ومنها إلى نارِ جهنم دار البوار ومحلِّ الأشقياء والأشرار( ).
والخمينيُّ
-لا رحم الله فيه مغرز إبرة- يباركُ عملَ الطوسيِّ ويعتبره نصرًا للإسلام:
يقول الخميني
في كتابه المعروف بـ ((الحكومة الإسلامية)) ما نَصُّهُ: ((وإذا كانت ظروفُ
التَّقيَّةِ تُلزم أحدًا منا بالدخولِ في رَكْبِ السلاطين، فهنا يجبُ الامتناعُ عن
ذلك، حتى لو أدى الامتناع إلى قتلهِ، إلا أنْ يكونَ في دخولهِ الشكلي نصرٌ حقيقي
للإسلامِ والمسلمين كدخولِ عليِّ بن يقطين ونصير الدين الطوسي -قال: رحمهـما الله،
وأقول: لا رحمهما الله-)).
فلاحظ كيف أنَّ مجزرةَ بغداد
التي دبَّرها النصيرُ الطوسي هي نصرةُ للإسلام والمسلمين عند الروافضِ الأنجاس.
هؤلاء الذين يدخلون في سِلك
سلاطينِ أهلِ السُّنة لا يتورعونَ عن قتْلِ أهلِ السُّنة إنْ سَنَحَت لهم الفرصة
كما فَعَلَ ((عليُّ ابن يقطين)) عندما هَدَمَ السجنَ على خمسمائة من السُّنيِّين
فقَتَلَهم، نَقَلَ لنا هذه الحادثة العالِمُ الشيعيُّ الذي وصفوه بالكامل الباذل
صَدْرُ الحكماء ورئيسُ العلماء ((نعمة الله الجزائري)) في كتابه المعروف ((الأنوار
النعمانية)):
قال: ((وفي الروايات أنَّ عليَّ ابن يقطين وهو وزير الرشيد قد
اجتمع في حبسهِ جماعةٌ من المخالفين -يعني من أهل السُّنة- وكان من خواص الشيعة, فأمر غِلمانَه وهدُّوا سقفَ
الحبسِ على المحبوسين؛ فماتوا كلُّهم وكانوا خمسمائة رجلٍ تقريبًا، فأراد الخلاصَ
من تَبِعَاتِ دمائِهم.
فأرسلَ إلى
الإمامِ مولانا الكاظم، فكتب -عليه السلام- إليه جواب كتابه بأنك لو كنت تقدمت إلي
قبل قَتْلِهم لَمَا كان عليك شيء من دمائِهم, وحيث أنك لم تتقدم إليَّ فَكَفِّر عن
كلِّ رَجُلٍ قَتَلْتَهُ منهم بتَيْسٍ والتَّيْسُ خيرٌ منه, فانظر إلى هذه الدِّية
الجزيلة التي لا تعادلُ دِيةَ أخيِهم الأصغر وهو كلبُ الصيدِ، فإنَّ دِيتَهُ عشرون
دِرهمًا ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي أو المجوسي فإنها ثمانمائة درهم،
وحالُهم في الآخرةِ أخَسُّ وأبخس)).
ونقل هذه الرواية أيضًا
مُحسنٌ المُعلم في كتابه ((النَّصب))
قال المجلسيُّ
في بيان كُفرِ أهلِ السُّنة:
((ومَن لم يقبل الأئمة فليس بمُوحِّدٍ؛ بل هو
مُشرك وإنْ أظهر التوحيد)).
ذكره فى ((بحار الأنوار)).
وروى عن جعفرٍ
الصادق أنه قال: ((الجاحدُ لولايةِ عليٍّ كعابدِ وثن)).
ذكره أيضًا في ((بحار
الأنوار)).
وقال
المجلسيُّ: ((اعلم أنَّ إطلاقَ لفظِ الشركِ والكُفر على مَن لم يعتقد
إمامةَ أميرِ المؤمنين والأئمة من وَلَدِهِ -عليهم السلام- وفضَّلَ عليهم غيرهم -
يعني أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم- وفضَّلَ عليهم غيرُهم، يدلُّ أنهم مُخلَّدون في
النار)).
وروى الصدوق
عن أبي عبد الله: ((من ادَّعَى الإمامةَ وليس من أهلِها؛ فهو كافر))،
يريدون بذلك أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله تعالى عنهم أجمعين-.
وفي رواية
أخرى: ((والمُنكر لهم -أي للأئمة- كافر)).
ذكره في ((فقيه من لا يحضره
الفقيه)).
قال الخوئيُّ: ((ومن أنكر واحدًا منهم
-يعني الائمة- جازت غِيبتُه، بل لا شك في كُفْرِهم؛ لأن إنكارَ الولاية والأئمة حتى الواحد
منهم والاعتقادَ بخلافةِ غيرِهم؛ يوجبُ الكُفْرَ والزندقة, وتدلُّ عليه الأخبارُ
المتواترةُ الظاهرة في كُفرِ مُنكرِ الولاية, ويدلُّ عليه قوله -رضي الله عنه-:
ومن جحدَكُم فهو كافر, ثم اعتبره ناصبيًا وشَرًا من اليهود والنصارى، بل وأنجس من
الكلب)).
قاله في ((مصباح الفَقاهة)).
وهذا يُلزمُهم بتكفيرِ أمير
المؤمنين عليٍّ -رضي الله عنه-؛ لأنه ضربَ عقيدةَ الإمامية حين قال: ((دَعُوني والتمسوا غيري; فإني لكم وزيرًا خيرٌ لكم منِّي
أميرًا)).
كما هو مذكورٌ في ((نَهْجِ
البلاغة)) وهو مُعْتَمَدٌ عندهم.
وقال كما في
هذا أيضًا: ((والله ما كانت لي في الخلافةِ رغبة ولا في الولايةِ
إرْبَة، ولكنَّكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها)).
فهذا يدلُّ على أنَّ عليًّا
كان لا يرغب في هذا الذي عندهم، وهو أعظمُ أركانِ الإيمان.
فإن قالوا: كان مُكْرَهًا مُرْغمًا.
قلنا لهم: هذه مسألةٌ في صميمِ الاعتقادِ، وأنتم معشرَ الروافض
اشترطتم في مسائلِ الاعتقادِ؛ أنْ تكونَ مرويةً بطريقِ التواتر، فهاتوا لنا روايةً
متواترةً على أنَّ عليًّا كان مُرْغَمًا، وإلا بقيَ تكفيرُ عليٍّ لازمًا لكم،
وظهرَ أنَّ الحُسينَ كان مُرغمًا على أنْ يَكُفَّ عن ثورتِهِ؛ فلم يَكُفّ مع
ضَعْفِ حالِهِ وقوةِ أعدائِهِ.
فهل الحُسين ليس مؤمنًا؛
لأنه لم يقتدِ بطريقةِ أبيه -رضي الله تعالى عنهما-؟!
*هم لا يَرَون
أخوةً بينهم وبينكم أهل السُّنة:
يقول محمد حسن
النجفي الجواهري: ((والمخالفُ لأهلِ الحقِّ كافرٌ بلا خِلاف بيننا، كالمَحكي
عن الفاضلِ محمد صالح في شرحِ أصولِ الكافي؛ بل والشريفِ القاضي نورِ الله في
إحقاقِ الحقِّ مِن الحُكمِ بكُفرِ مُنكري الولاية؛ لأنها أصلٌ من أصولِ الدين)).
وقال أيضًا: ((ومعلومٌ أنَّ اللهَ
تعالى عَقَدَ الأخوَّةَ بين المؤمنينَ بقوله تعالى: {إنَّما المؤمنونَ إخوة} دون
غيرهم، وكيف يتصورُ الأخوَّةَ بين المؤمنِ والمخالف بعد تواترِ الروايات وتضافُرِ
الآيات في وجوبِ معاداتِهم والبراءةِ منهم)). قاله في ((جواهر
الكلام)).
*المخالفون
-يعني أهل السُّنة-، وهُم كُفار عندهم:
قال يوسف
البحرانيُّ: ((إنك قد عَرَفْتَ أنَّ المخالفَ كافر؛ لا حَظَّ له في
الإسلامِ بوجهٍ من الوجوهِ كما حققنا ذلك في كتابِنا الشهابُ الثاقبِ)).
وهذا يدلُّ على أنَّ قولَهم
بأننا مسلمون ولكن غير مؤمنين؛ إما من جَهالتِهم بحقيقةِ الفَرْقِ بين الإسلامِ
والإيمان, وإما ليتقربوا إلى اللهِ زُلفى باستعمالِ التَّقيَّة؛ لأنَّ مَنْ تَرَكَ
التَّقيَّةَ؛ كَفَرَ بالله تعالى عندهم، مع أنَّ التَّقيَّةَ في دينِ الرافضة هي
عينُ الكذب, كما قال شيخُ الإسلام -رحمه الله تعالى-: ((إنَّ
اللهَ خَلَقَ الكذبَ؛ فجعلَ تسعةَ أعشارِهِ في الروافض)).
قال حسين
الموسوي في كتابه ((لله ثم للتاريخ)):
((عندما نطالع كُتبنا المعتبرة -يعني: كتب الشيعة- وأقوال
فقهائِنا ومُجتهدينا؛ نجد أنَّ العدو الوحيد للشيعة هم أهلُ السُّنة، ولِذا وصفوهم
بأوصاف وسَمَّوْهم بأسماء: فسَمَّوْهم ((العَامَّة)) وسموهم ((النَّوَاصِب))، وما
زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أنَّ لكلِّ فردٍ من أهلِ السُّنة ذَيْلًا في
دُبُرِه، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يُغْلِظَ له في الشتيمة قال له: عَظْمُ
سُنِّيٍّ في قبر أبيك؛ وذلك لنجاسةِ السُّني في نظرِهم إلى درجة أنه لو اغتسل ألفَ
مرة لما طَهُر ولما ذهبت عنه نجاسته)).
قال: ((ما زلتُ
أذكرُ أنَّ والدي التقى برجلٍ غريبٍ في أحد أسواق المدينة، وكان والدي محبًا للخير
إلى حدٍ بعيد، فجاء به إلى دارنا؛ ليَحُلَّ ضيفًا عندنا في تلك الليلة، فأكرمناه
بما شاء الله، وجلسنا للسَّمَرِ بعد العشاء وكنت وقتها شابًا في أولِ دراستي في
الحَوزة، ومن خلال حديثنا تبين أنَّ الرجلَ سُنيُّ المذهبِ مِن أطرافِ سامراء، جاء
إلى النَّجفِ لحاجةٍ ما.
بات الرجل تلك الليلة، ولما أصبح أتيناه بطعام
الإفطار فتناول طعامه ثم هَمَّ بالرحيل، فعرضَ عليه والدي مَبلغًا من المالِ،
فلربما يحتاج إليه في سفره، فشكر الرجلُ حُسْنَ ضيافتنا، فلما غادَرَنَا، أمرَ
والدي بحرقِ الفراش الذي نام فيه وتطهير الإناء الذي أكل فيه تطهيرًا جيدًا
لاعتقاده بنجاسة السُّني، وهذا اعتقاد الشيعة جميعًا، إذ إنَّ فقهاءنا قرنوا
السُّني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة.
ولهذا اتفقوا على وجوب الاختلاف مع أهل السُّنة، فقد
روى الصدوق عن عليِّ بن أسباط قال: قلتُ للرضا: ((يحدث الأمر لا أجد بُدا من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه مَن
أستفتيه من مواليك؟ -يعني: من الشيعة- قال؛ فقال: ائتِ فقيهَ البلد فاستفته في
أمرك فإذا أفتاك بشيءٍ فخُذ بخلافه فإن الحق فيه)).
وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال:
((شيعتُنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا،
المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا)).
وعن المُفضل بن عمر عن جعفر أنه قال:
((كذبَ مَن زعم أنه من شيعتنا وهو متوثقٌ بعروةِ
غيرنا)).
واتفقوا على عدم جوازِ العمل بما يوافق العامة -يعنون
أهل السُّنة- ويوافق طريقتهم.
وهذا باب عقده ((الحرُّ العاملي))) في
كتابه ((وسائل الشيعة)) فقال: ((والأحاديث في ذلك متواترة، ومن ذلك قول الصادق في
الحديثين المختلفين: اعرضوهما على أخبار العامة –يعني:
على أخبار أهل السنة-، فما وافق ذلك أخبارهم فذروه، وما خالف أخبارهم فخذوه)).
وقال الصادق:
((إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف
القوم –يعني أهلَ السُّنة-)).
وقال –عليه
السلام-: ((خذ
بما فيه خلاف العامة)).
وقال:
((ما خالف العامةَ ففيه الرشاد)).
وقال:
((ما أنتم والله على شيء مما هم فيه -يعني أهل
السُّنة-ولا هم على شيء مما أنتم فيه، فخالفوهم فما هم من الحنيفية في شيء)).
وكذا قوله:
((والله ما جعل الله لأحد خِيَرَةً في اتَّباع غيرِنا،
وإنَّ مَن وافقنا خالف عدونا، ومَن وافق عدونا في قولٍ أو عملٍ فليس منَّا ولا نحن
منه)).
وقول الصادق:
((والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال
القبلة)).
قال الحُرُّ العامليُّ عن هذه الأخبار:
((قد تجاوزت حد التواتر، فالعجب من بعض المتأخرين
حيث ظن أن الدليل هنا خبرُ واحد)).
وقال أيضًا: ((واعلم أنه يظهر من هذه
الأحاديث المتواترة بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة –يعني في
كُتبِ أهل السُّنة-)).
واتفق الشيعةُ أنهم لا يجتمعون مع السنة
على شيء:
قال نعمةُ الله الجزائري:
((إنَّا لا نجتمع معهم -أي
مع السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك
أن أهل السنة يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته مِن بعده أبو بكر،
ونحن -يعني الشيعة- لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إنَّ الرب الذي
خليفةُ نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي بنبينا)).
قال ذلك في: ((الأنوار النعمانية)) في باب: ((نورٌ في
حقيقة دين الإمامة والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة -يعني
أهلَ السنة-))
وعقدَ الصدوق هذا الباب في ((علل
الشرائع)) فقال: عن أبي إسحاق الأرْجَائِيّ رفعه قال: قال أبو عبد الله:
((أتدري لمَ أُمرتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة؟
قال؛ قلت: لا ندري.
فقال: إن عليًا لم
يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره؛ إرادةً لإبطال أمره، وكانوا
يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدًا من
عندهم ليلبسوا على الناس)).
ويتبادر ها هنا سؤالٌ:
لو فرضنا أن الحق كان مع العامة -أي: مع أهل السُّنة-
في مسألة ما، أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم –يعني
أيجب على الشيعة أن يأخذوا بخلاف قولِ أهل السُّنة الذي الحق فيه؟!
قال حسينٌ الموسويُّ: أجابني ((محمد
باقر الصدر)) مرة، فقال: ((نعم، يجب الأخذ بخلاف قولهم؛ لأن الآخِذَ بخلاف قولهم
-وإن كان مخطئًا- فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك
المسألة)).
يقول الموسويُّ –وهو
منهم-: إنَّ كراهيةَ الشيعة لأهل السُّنة ليست وليدة اليوم، ولا تختص بالسُّنة
المعاصرين بل هي عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة أعني الصحابةَ ما عدا
ثلاثة منهم، هم: أبو ذر والمقداد وسلمان.
ولهذا روى الكُلَيْنِيُّ عن أبي جعفر قال:
((كان الناس أهل ردة بعد النبي –صلى
الله عليه وسلم- إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر
الغِفارِي)).
تجد هذا في ((روضة الكافي)).
لو سألنا اليهود: مَن هم أفضل الناس في مِلَّتِكُم؟
لقالوا: أصحابُ موسى.
ولو سألنا النصارى: من هم أفضل الناس في مِلَّتِكُم؟
لقالوا:حواريو عيسى.
ولو سألنا الشيعة: من هم أسوأ الناس في نظركم
وعقيدتكم؟
لقالوا: أصحابُ محمد.
إنَّ أصحابَ مُحمد –صلى
الله عليه وسلم- هُم أكثرُ الناس تعرضًا لسَبِّ الشيعة ولعْنِهم وطعنهم، وبالذات
أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي –صلى
الله عليه وسلم-.
لذلك وردَ في دعاء صنميّ قريش: ((اللهم
العن صنمي قريش -يريدون أبا بكرٍ وعمر- وجِبْتَيْهِما وطاغوتيهما، وابنتيهما –يريدون
عائشة وحفصة-)).
وهذا دعاءٌ منصوص عليه في الكتب المُعتبرة، وكان
الخميني يقوله بعد صلاة الصبح كل يوم.
عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال: ذكرنا
محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله، فقال -رحمه الله وصلى عليه-، قال محمد بن أبي
بكر لأمير المؤمنين يومًا من الأيام:
((اُبْسُطْ يدك أُبايِعُك.
قال: أوَ مَا فعلتَ؟
قال: بلى.
فبسط يده، وقال: أشهدُ أنك إمام
مُفترَض طاعته، وأنَّ أبي -يريد أبا بكر أباه- في النار)).
وعن شعيب عن أبي عبد الله قال:
((ما من أهل بيت إلا وفيهم نَجِيبٌ من أنفسهم،
وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر)).
*وأما عُمَر:
فقال نعمة الله الجزائري:
((إن عمر بن الخطاب كان مصابًا بداء في دبره لا
يهدأ إلا بماء الرجال)).
مدينة كاشان في منطقة تُسمى ((باغِي فِين)) مشهدًا
على غرار الجندي المجهول فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروزٍ الفارسي المجوسي قاتل
الخليفة الثاني عمر بن الخطاب؛ أطلقوا عليه ما معناه بالعربية ((مَرْقَد بابا
شُجاع الدين))، وبابا شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب
–رضي الله عنه-، وقد
كُتب على جدران هذا المشهد بالفارسي ((مَرْكبِرْ أبو بكر، وكذا عمر وعثمان))، ومعناه
بالعربية: ((الموتُ لأبي بكر، الموتُ لعمر، الموتُ لعثمان)).
هذا المشهدُ
يُزارُ مِن قِبَلِ الإيرانيين، وتُلقى فيه الأموالُ والتبرعات:
قال حُسينٌ
الموسوي: ((ولقد رأيتُ هذا المشهد بنفسي، وكانت وزارةُ الإرشاد
الإيرانية قد باشرت توسيعَه وتجديده، وفوق ذلك قاموا بطبعِ صورة المشهد على كارتات
تُستخدم لإرسالِ الرسائل والمكاتيب)).
روى الكليني عن أبي جعفر قال:
((إنَّ الشيخين -أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين،
فعليهما لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين)).
قاله في
((روضةالكافي))
*وأما عثمان:
فعن علي بن يونس البَيَاضِيّ:
((كان عثمان ممن يُلعَب به، وكان مخنثًا)).
*وأما عائشة:
فقد قال ابن رجب البِرْسِيّ:
((إن عائشة جمعت أربعين دينارًا من خيانة)).
هؤلاء سلفُكم من أصحاب
نبيِّكم -صلى الله عليه وآله وسلم- وزوجاته عند أولئك المناجيس.
إذا كان الخلفاءُ الثلاثة
بـهذه الصفات؛ فَلِمَ بايعَهم أميرُ المؤمنين عليٌّ -عليه السلام-؟
كما يتساءل حسينٌ الموسوي.
ولِمَ صارَ وزيرًا لثلاثتِهم
طيلةَ مُدةَ خلافتِهم؟
أكان يخافُهم -معاذ الله-؟!
ثم إذا كان الخليفةُ الثاني
عمر ابن الخطاب مُصابًا بداءٍ في دُبره ولا يهدأ إلا بماءِ الرجال كما قال
الجزائريُّ، فكيف إذن زَوَّجَهُ أميرُ المؤمنين -عليه السلام- ابنتَهُ أم كلثوم؟
أكانت إصابتُهُ بـذلك الداء،
خافيةً على أمير المؤمنين عليٍّ وَعَرَفَهَا السيد الجزائري؟!
يقول الموسوي: ((إنَّ الموضوعَ لا
يحتاجُ إلى أكثرَ من استعمالِ العقلِ للحظات)).
*روى الكليني: ((إنَّ الناسَ كلهم أولاد زنا أو قال
بغايا ما خَلا شيعتنا)).
يدَّعون أنَّ الناسَ جميعًا
أولاد زنا إلا الشيعة, وما يقولون في المتعة إذن؟!!
ولهذا أباحوا دماءَ أهلِ
السُّنةِ وأموالهم.
عن داود ابن
فرقد قال: ((قلت لأبي عبد الله: ما تقول في قتل الناصب؟
فقال: حلال الدم، ولكني أتَّقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه
حائطًا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد عليك فافعل)).
عَلَّقَ
الخميني على هذا بقوله:
((فإنْ استطعتَ أنْ تأخذَ مالَهُ فَخُذه، وابعث
إلينا بالخُمُس)) -شيخُ مَنصَر, شيخُ عصابة-.
قال حسينٌ
الموسوي: ((وأختم هذا الباب بكلمةٍ أخيرة وهي شاملةٌ وجامعةٌ في هذا
الباب؛ وهي قولُ نعمة الله الجزائري في ((حكم النواصب -أهل السُّنة-)): إنـهم كُفارٌ أنجاس بإجماعِ علماء الشيعة الإمامية،
وإنـهم شرٌّ من اليهودِ والنصارى، وإنَّ من علاماتِ الناصبيِّ تقديمَ غير عليٍّ
عليه في الإمامة)).
فترى حُكْمَ
الشيعة في أهل السُّنة مُلخِّصًا في هذه الأمور:
أنهم كفارٌ، أنجاسٌ، شرٌ من
اليهودِ والنصارى، أولادُ بغايا، يجبُ قَتْلَهُم وأَخْذَ أموالِهم، لا يُمكنُ
الالتقاءُ معهم في شيءٍ, لا في ربٍّ ولا في نبيٍّ ولا في إمامٍ، ولا يجوزُ
موافقتُهم في قَوْلٍ أو عَمَلٍ، ويجبُ لَعْنُهم وشَتْمُهم وبالذاتِ الجيلُ الأول؛
أولئك الذين أثنى اللهُ عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسولِ الله -صلى
الله عليه وآله وسلم- في دعوتِهِ وجِهادِهِ، فقُل باللهِ عليك مَنْ الذي كان مع
النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في كلِّ الغَزْوَاتِ التي خاضها مع الكفار؟
مشاركةُ الصحابةِ في تلك
الحروب كلُّها دليل على صِدْقِ إيمانِـهم وجهادِهم.
قال الموسوي: ((فلا يُلتفت إلى ما
يقوله فقهاؤنا -يعني من الشيعة الروافض-)).
لما انتهى حكمُ آلِ بَهْلَوِي في إيران على إِثرِ
قيام الثورة الإسلامية وتسلَّم الخميني زمام الأمور، توجَّب على علماء الشيعة
زيارةُ وتهنئةُ الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث
يحكمها الفقهاء.
قال الموسوي: وكان واجب التهنئة يقع علي شخصيًا أكثر
من غيري لعلاقتي الوثيقة بالخميني،
فزرتُ إيران بعد شهر ونصف -وربما أكثر- من دخول
الإمام طهران إثْر عودته من منفاه بباريس، فرحب بي كثيرًا، وكانت زيارتي منفردة عن
زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسةٍ خاصة مع الإمام، قال لي: ((سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة -صلوات الله
عليهم-، سنسفك دماء النواصب، ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحدًا منهم
يُفْلِتُ من العقاب، ستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من
على وجه الأرض؛ لأن هاتين المدينتين صارتا مَعقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء
أرض الله المباركة المقدسة، قِبلةً للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة –عليهم
السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنواتٍ طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا
التنفيذ)).
حقد الشيعة على السُنة حقدٌ لا مثيلَ له –يقول
الموسوي- لهذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السُّنة وإلصاق التهم الكاذبة بهم
والافتراءَ عليهم ووصْفَهم بالقبائح.
والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنة نظرةً حاقدة بناء
على توجيهاتٍ صدرت من مراجع عليا، وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب التغلغل
في أجهزةِ الدولة ومؤسساتها وبخاصةٍ المهمة منها كالجيشِ والأمن والمخابرات وغيرها
من المسائل المهمة فضلًا عن صفوف الحزب.
وينتظر الجميع -بفارغ الصبر- ساعة الصفر لإعلان
الجهاد والانقضاض على أهل السُّنة، حيث يتصور عموم الشيعة أنهم يُقدِّمون خدمةً
لأهل البيت، ونسوا أن الذي يدفعهم إلى ذلك أناس يعملون من وراء حجاب)).
ما يصنعهُ مهديُّ الشيعة،
الغائب المنتظر عند خروجه، هو: يضع السيفُ في العرب -مع أنَّ كثيرًا من الشيعة لهم
أصلٌ عربي، أفيُشِهر القائمُ المهديُ السيفَ عليهم ويذبحهم؟
وراء هذه النصوص رجالٌ لعبوا
دورًا خطيرًا في بثِّ هذه السموم، لا تستغربنَّ ما دام كسرى قد خلُصَ من النار.
روى المجلسي
عن أمير المؤمنين:
((إنَّ اللهَ قد خلصه -يعني كسرى- من
النار، وإنَّ النارَ مُحرَّمةٌ عليه)).
هل يُعقل أنْ يقولَ أميرُ
المؤمنين عليٌّ إنَّ اللهَ قد خَلَّصَ كِسرى من النار، وإنَّ النارَ مُحَرَّمَةٌ
على كسرى؟!
هؤلاء هم المجوس، هؤلاء هم
الفُرْسُ بأحقادِهم القديمة، لا دينَ ولا شيء، ولا شيعةَ ولا شيء، وإنما هي أحقادُ
المجوسِ الأوَّلين، يريدون إعادةَ المجدِ السليب، ولن يكونَ ذلك إلا بذبحِكم،
بذبحِ أهلِ السُّنَّةِ، بذبحِ العرب، بإبادةِ تسعةِ أعشارِ الناسِ في الأرض، كما
مَرَّ ذِكْرُهُ في كُتُبِهِم المُعتمدة.
إذا خرجَ القائمُ المهديُّ يهدمُ المسجد الحرام،
ويهدمُ المسجد النبوي!!
روى
المجلسيُّ: ((أنَّ القائمَ يهدمُ المسجدَ الحرام حتى يردَّهُ إلى أساسهِ والمسجدَ
النبوي إلى أساسِهِ)).
وبَيَّنَ
المجلسيُّ: ((أنَّ أولَ ما يبدأُ به القائم؛ يُخْرِجُ هذين -يعني أبا بكرٍ وعُمر-
من قبريِهما رَطْبين غَضَّين ويُذَرِّيهما في الريحِ بعد حرقِهما، ويكسرُ المسجد -يكسر المسجد الحرام والمسجد النبوي-)).
قال محمد كاظم
القزويني في كتابه ((المهديُ من المهد إلى الظهور)):
((وهناك في
المدينةِ يقومُ المهديُّ -عليه السلام- بأعمالٍ وإنجازاتٍ؛ نشيرُ إلى واحدٍ منها،
وهي نَبْشُ بعضَ القبورِ وإخراجِ الأجسادِ منها وإحراقُها، وهذا من القضايا التي
تستدعي التوضيح والتحليل، ولكننا نكتفي بذكرِها إجمالًا -فلَم يُصَرِّح هذا الشيعيُّ هاهنا واستعمل التَّقيَّة،
سيقومُ المهديُّ بنَبْشِ قبورِ الصحابةِ -رضي الله عنهم- وعلى رأسِهم أبو بكرٍ
وعمر، ويقوم بإحراقِها، القبور التي يعنيها هي قبورُ أبي بكرٍ وعمر -رضي الله تعالى
عنهما-)).
كما صُرَّحَ بذلك في كتاب
((الرجعة))، وفي كتاب ((حياة الناس))، وفي كتاب ((الأنوار النعمانية))، وفي كتاب
((الصراط المستقيم)): أنهم سيذهبون إلى المسجدِ الحرام يأخذونَ الحجرَ الأسود، ثم
يهدمونَ البيتَ إلى أساسِهِ، ثم يذهبونَ إلى مسجدِ رسولِ الله؛ فيهدمونَ المسجدَ
إلى أساسِهِ، ويَنْبِشُونَ قَبْريِّ أبي بكرٍ وعمر، ويستخرجونَ جَسَديَهما، ثم
يقومون بحرقِ تلك الأجسادِ الشريفة، ثم يُذرُّون الرمادَ في الهواء، ويَقطعون أيدي
بني شَيْبَة وهم سَدَنَةُ البيتِ، الذين آتاهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مفاتيحَ
الكعبةِ يومَ الفتح، فتظلُّ معهم يتوارثونها؛ يقولون هؤلاء سُرَّاقُ الله، فيقطعُ
المهديُّ الشيعيُّ المنتظر أيديَ بني شَيْبَة، فيهدمُ المسجدَ الحرامِ ويهدمُ
المسجدَ النبوي ويعتدي على الحجاجِ بين الصفا والمروة.
ويلٌ للعربِ مِن شَرٍّ قد
اقترب، إنْ لم تُفيقوا فهو الذَّبح، حافظوا على دينِكم، تَمَسكوا بسُنَّةِ
نبيِّكم، دَعُوكم مِن الإخوانِ المسلمين، مِن الإخوانِ المجرمين، ومِن الزائغينَ
الضالين، الذين يَدْعُون إلى التقاربِ بين السُّنةِ والشيعة، هؤلاءِ خَوَنَةٌ،
يخونون اللهَ والرسولَ والإسلامَ والقرآن.
فاتقوا الله, اتقوا الله في
دينِكم، واتقوا الله في أنفسِكم وفي أعراضِكم، اتقوا الله –عز
وجل- في كعبتِكم، واتقوا اللهَ في مسجدِ نبيِّكم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
نسألُ اللهَ أنْ يحفظَ أهلَ
السُّنة في كلِّ مكانٍ، إنه على كلِّ شيءٍ قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا مُحمدٍ
وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهد أن مُحمدًا
عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم
الدين.
أما بعد:
ففي ((بحار الأنوار)): ((كأني بحُمران ابن
أعين ومُيسِّر ابن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافِهما بين الصفا والمروة)).
هذا من أعمالِ مَهْديِّهم
المنتظر، الذي يترقبونَ خروجَهُ منذ مئاتِ السنين، ويحلمونَ بتحقيقِ أعمالِهِ
ومنها هذا العملُ من قديمِ الزمان، سيقومُ بتنفيذِ هذا الخمينيُّ ومَن جاءَ بعده
بحُكمِ المذهبِ الشيعيِّ الجديد في نقلِ أعمالِ المهدي ووظائفِه إلى الفقيهِ الشيعيِّ ليتولى جميعَ أعمالهِ، ويُنفِّذُ كلَّ مهامِّهُ بعد أنْ
طالت غَيْبَتُهُ، وتَمَادَى احتجابُهُ، وأَيسوا من خروجِه.
الخمينيُّ أظهرَ الغائبَ
المنتظر في صورةِ الفقيهِ الشيعي، وبدأَ بنفسِهِ في تنفيذِ مجازرِهِ باسمِ
النيابةِ العامة عن المهدي، ووقعت أحداثٌ كثيرةٌ في الحَرَمِ، ووقعت في مكة أحداثٌ
كثيرة في مواسمِ الحج، ويكفي أنْ تنظرَ في ((الإلحادِ الخميني في أرضِ الحرمين))
للشيخ مُقبل -رحمه الله تعالى-.
إنهم يتوعدون الحُجاج، بل إنهم يريدون نَزْعَ
الحجرِ الأسودِ من الكعبة:
يقول النص وهو
في ((الوافي للفيض الكاشاني)):
((يا أهل الكوفة لقد حَبَاكم اللهُ -عز وجل- بما
لم يَحْبُ أحدًا من فضلٍ، مُصَلَّاكُم بيتُ آدم وبيتُ نوحٍ، وبيتُ إدريس، ومُصَلَّى
إبراهيم، ولا تذهبُ الأيامُ والليالي حتى يُنْصَبَ الحجرُ الأسودِ فيه)).
هذا وعدٌ من زنادقةِ العصورِ
البائدة، ومعلومٌ أنَّ الحجرَ قد نُزِع قديمًا في أحداثِ سنةِ (سبعٍ عشرة
وثلاثمائة من هجرة النبي -317 هـ))، وحَمَلَهُ القرامطةُ إلى البحرين ثم نقلوه بعد
ذلك إلى الكوفة، وبقيَ عندهم قُرابة اثنتين وعشرين سنة.
لمَّا ألَّفَ
الخِرَقيُّ ((مختصره في الفقه)) في تلك الفترة العصيبة، ذكر عند مناسك الحج: ((ثم أَتى الحجرَ
الأسودِ إنْ كان فاسْتَلِمُهُ)).
قال صاحب
((المغُني)): ((وقولُ الخِرَقيِّ (إنْ كان): يعني إنْ كان الحجرُ في
موضعِهِ، لم يُذْهَب به كما ذهبت به القرامطة حين ظهروا على مكة)).
(حزبُ الله) في لبنان هو
إيران في لبنان، هو الذراعُ الإيرانيةُ في لبنان، وله فروع، (حزبُ الله) في
الحجاز، و(حزب الله) في اليمن الذي يتزعمهُ الحوثيون وهنالك خططٌ من أجلِ أنْ
يكونَ حَوْل المملكة العربية السعودية حِزامٌ شيعيٌّ؛ ليبدأَ الزحفُ بعدُ من أجلِ
هدمِ المسجدِ الحرام وقَلْعِ الحجرِ الأسودِ، ثم يذهبون به إلى الكوفة، ثم يزحفونَ
بعد ذلك إلى مسجدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد أنْ تسيلَ الدماءُ
أنهارًا مِن أهلِ السُّنةِ، ثم يستخرجونَ جَسدي أبي بكر وعمر من أجلِ حرقهِما
وتذريةِ رمادهِما في الهواء إلى غير ذلك مما هو معلوم ومُتَوَعَدٌ به في كُتُبُهِم
لأهلِ السُّنة.
*حزامٌ شيعيٌّ:
الذي يحدثُ في اليمن يتعلقُ
بالدرجةِ الأولى بالأمنِ القوميِّ المِصري، ولقد ذكرتُ في هذا الموضع بعدَ البدءِ
في حَفْرِ (قناةِ السويس الجديدة)، ذكرتُ مُلاحِظًا ما عَلَى مِن نَجمِ الحوثيين
في اليمن، وأنَّ شَوْكَتَهُم قد اشتدت؛ فقلتُ: المصريون يحفرونَ القناة في
الشمالِ، ثم يُسَدُّ عليهم البحرُ الأحمر بمَنفذِهِ إلى المحيطِ عند بابِ المندب،
فابذلوا مِن الجُهدِ والمالِ ما تبذلون، ثم لن تعودوا مِنْ ذلك بشيء.
الحوثيون هؤلاء هم حزبُ الله
في اليمن، هم تابعون لحزبِ الله الذي يقودُهُ حسن نصر اللات، وحسن نصر اللات تابعٌ
لإيران.
فالمؤامرةُ
واضحة:
*حسن الصَّفَّار في الشمال
الشرقي في السعودية.
*في البحرين يريدون الوثوبَ
على الحكم فيها.
*ثم هنالك في الخليج مَنْ
فيه مِنْ الشيعة.
*وأما في الجنوب؛ فهؤلاء هم
الحوثيون، وقد نشروا قبلُ في أيام الملك عبد الله -رحمه الله رحمة واسعة- ما
يتوعدونه به، وأنهم صاروا منه على رَمْيَةِ حَجَرٍ؛ لأنهم يَرَوْنَ تَكفيرَ جميعِ
حُكامِ العرب؛ لأنهم يُكفرِّونَ أهلَ السُّنةِ، ويَرَونَ ضرورةَ الوثوبِ على كراسي
حُكمِهم، ثم نَشْرِ ما يتعلقُ بهذا الرفضِ والإلحادِ في دينِ اللهِ -جلَّ وعلا-.
إنها هجمةٌ مجوسية، هجمةٌ
فارسية، لا تعلُّقَ لها بدينِ الله -جلَّ وعلا-، هؤلاء ليسوا من الدينِ في قبيلٍ
ولا دبير ولا قليلٍ ولا كثير، وأقوالُ أهلِ العِلم في تكفيرِ الروافض من العلماءِ
ومن العامةِ؛ أقوالُهم ثابتةٌ ظاهرةٌ صحيحة بتكفيرِ هؤلاء الروافض علماء وعامة،
فهؤلاء في الحقِّ ليسوا فِرقةً من فِرقِ المسلمين، ولا هُم من أهلِ القِبلة.
هؤلاء كما مرَّ يريدون بَعْثَ
القومية الفارسية، يريدون إعادةَ مَجْدِ المجوس، أحقادُهم على دينِ الإسلامِ
العظيم، وعلى نبيِّ الإسلامِ العظيم؛ وهو عربيٌّ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى العربِ،
وعلى الصحابةِ،؛ وكانوا في جُمْلتِهم من العرب، أحقادُهم على الدينِ وعلى النبيِّ
وعلى القرآنِ الذي يزعمون أنه قد حُرِّفَ وبُدِّلَ، وعلى الأصحابِ الذين يدَّعون
أنهم ارتدوا عن الإسلامِ وكفروا بعد رسولِ الله إلا ثلاثة، وقد مرَّ ذِكْرُهم.
أحقادُهم على الإسلامِ وعلى
كتابهِ وعلى نبيِّه وعلى صحابةِ نبيِّهِ وعلى أهلِ السُّنةِ، أحقادٌ قديمة، وعلى
أهلِ السُّنةِ أنْ يتحدوا، يا أهل السُّنة اتحدوا، فإنَّ الخطرَ دَاهِم، و والله
ما تدري ولكنك تذكرُ قولَ الشاعر القديم:
تَكَاثرَتِ الظّبَاءُ على خِرَاشٍ فما يدري خِراشٌ ما يصيدُ
لا تدري من أين نلقى هذا
البلاء؟
أمن الشيعة الروافض؟ أم من
الاخوان المسلمين؟ أم من الدواعش؟
وهنالك ظنٌّ قويٌّ ربما يَرقى
إلى شِبْهِ اليقين أنهم من الرافضة، فطريقتُهم في الذبحِ وفي الحرقِ تُشْبِهُ تمامًا
طريقة الروافض، بل تنطبقُ عليها حذو النعل بالنعل.
لا تدري من أين يُمكن أنْ يَصُدَّ
المرءُ ما يأتيه من هذا البلاء الداهم؟
نسألُ اللهَ أنْ يُعينَ أهلَ
السُّنةِ في طِباقِ الأرضِ كلِّها على تحقيقِ دين الله –عز
وجل-، وعلى القيامِ به وعلى نُصرتِهِ وعلى الدفاعِ عنه وعلى الدفاعِ عن أرضِ
الإسلامِ، هؤلاء أخطرُ على الدينِ مِن اليهودِ والنصارى، وأحلافُهم من الإخوانِ
المسلمين يناصرونهم إلى يومِ الناسِ هذا، ويَدَّعونَ أنَّ ثورةَ الروافضِ البائسة
هي الثورة الإسلامية التي ينبغي أنْ تُحتذى وأنْ تُصَدَّرَ إلى الدولِ الإسلامية
ليُحذى حَذْوَهَا.
الإخوان المسلمون سببُ البلاء،
الإخوان المسلمون شرٌّ من هؤلاء الروافض؛ لأنهم بينكم وأكثرُهم لا تعلمونَهم
كالمنافقين الأولين، كان كثيرٌ منهم لا يعلمُهم رسولَ الله -صلى الله عليه وآله
وسلم-، يتسللونَ كالخلايا السرطانية من أجلِ إصابةِ هذه الأمة في مقتل.
نسألُ اللهَ أنْ يُعافي
الأمةَ مِن هذا البلاء العظيم مِن الداخلِ ومن الخارج، وهو على كلِّ شيءٍ قدير.
وصلى الله وسلم على نبيِّنا
مُحمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين