تفريغ خطبة كيف تعرف الخارجي؟

كيف تعرف الخارجي؟

تفريغ خطبة كيف تعرف الخارجي

خطبة الجمعة 22 من جمادى الأولى 1436هـ الموافق 13-3-2015م

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؛ أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. أَمَّا بَعْدُ:

فإنْ كثيرًا مِنْ أهْلِ الأهْوَاءِ والزَيغِ يُلَبِّسُونَ عَلَى النَّاسِ فِي مَعْنَى الخَارِجِي, مَنْ هُوَ؟ ومَا هِيَ صِفَاتُه؟ ومَتَى يكونُ خَارِجِيًا؟

 فَلْنَرْجِعْ إِلَى كَلَامِ عُلَمَائِنَا مِنْ أَهْلِ السُنَّةِ لِتَحْدِيدِ الخَارِجِيّ بصِفَاتِهِ, وَشِيَاتِهِ, وَنُعُوتِهِ, وَخِصَالِهِ .

**الخَارِجِيُ: لَيْسَ هُوَ مَنْ خَرَجَ عَلَى الإِمَامِ العَاِدلِ فَحَسْب, بَلْ مَنْ خَرَجَ عَلَى الإِمَامِ الجَائِرِ سُمِّيَ خَارِجِيًا .

قَالَ الإِمَامُ الآجُرِّيُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى "فَلَا يَنْبَغِيِ لِمَنْ رَأَى إِجْتِهَادَ خَارِجِيٍ قَدْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ عَدْلًا كَانَ الإِمَامُ أَوْ جَائِرًا, فَخَرَجَ وَجَمَعَ جَمَاعَةً وَسَلَّ سَيْفَه, وَاسْتَحَلَّ قِتَالَ المُسْلِمِين, فَلَا يَنْبَغِيِ لَهُ أَنْ يَغْتَرَّ بِقِرَاءَتِهِ القُرْأَنْ, وَلَا بِطُولِ قِيَامِهِ فِي الصَلَاة, وَلَا بِدَوَامِ صَوْمِهِ, وَلَا بِحُسْنِ أَلْفَاظِهِ فِي العِلْمِ إِذَا كَانَ مَذْهَبَهُ مَذْهَبَ الخَوَارِجِ"

وَقَالَ ابْنُ القَاسِمِ رَحِمَهُ اللهُ: سَمِعْتُ مَالِكًا رَحِمَهُ اللهُ يَقُولْ "إِنَّ أَقْوَمًا ابْتَغَوْا العِبَادَةَ وَأَضَاعُوا الْعِلْمَ, فَخَرَجُوا عَلَى أُمَّةِ مُحَمْدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِأَسْيَافِهِمْ، وَلَوْ اتَّبَعُوا الْعِلْمَ لَحَجَزَهُمْ عَنْ ذَلِكَ" .

وَقَالَ الآجُرِّيُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: "وَقَدْ ذَكَرْتُ مِنْ التَحْذِيرِ مِنْ مَذْهَبِ الخَوَارِجِ مَا فِيهِ بَلَاغٌ لِمَنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى عَنْ مَذَاهِبِ الخَوَارِجِ، وَلَم يَرَ رَأْيَهُم، فَصَبَرَ عَلَى جَوْرِ الأَئِمَّةِ، وَحَيْفِ الأُمَرَاءِ، وَلَمْ يَخْرُجْ عَلَيْهِم بِسَيْفِهِ، وَسَأَلَ اللهَ تَعَالَى كَشْفَ الظُلْمِ عَنْهُ وَعَنْ المُسْلِمِين، وَصَلَّى خَلْفَهُم الْجُمْعَةَ وَالْعِيدَيْن، وَدَعَا لِلْوُلَاةِ بِالصَّلَاحِ وَحَجَّ مَعَهُم، وَجَاهَدَ مَعَهُم كُلَّ عدُوٍّ لِلْمُسْلِمِين، وَإِنْ أَمَرُوهُ بِطَاعَةٍ فَأَمْكَنَهُ أَطَاعَهُم، وَإِنْ لَمْ يُمْكِنُهُ اعْتَذَرَ إِلَيْهِم، وَإِنْ أَمَرُوهُ بِمَعْصِيَةٍ لَمْ يُطِعْهُمْ، وإِنْ دَارَتْ الفِتَنُ بَيْنَهُم لَزِمَ بَيْتَهُ، وَكَفَّ لِسَانَهُ وَيَدَهُ، وَلَمْ يَهْوَ مَا هُم فِيهِ، وَلَمْ يُعِنْ عَلَى فِتْنَةٍ، فَمَنْ كَانَ هَذَا وَصْفَهُ كَانَ عَلَى الصِرَاطِ المُسْتَقِيمِ إِنْ شَاءَ الله" .

وَقَالَ الْلَآلَكَائِيُّ مُقَرِّرًا عَقِيدَةَ أَهْلِ السُنَّةِ، وَنَاقِلًا هُنَا عَنْ أَحْمَدَ ابْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قَوْلَهُ: "وَمَنْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ مِنْ أَئِمَةِ الْمُسْلِمِين,وَقَدْ كَانَ الْنَّاسُ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، وَأَقَرُّوا لَهُ بِالْخِلَافَةِ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ بِالرِضَا أَوْ بِالْغَلَبَةِ, فَقَدْ شَقَّ هَذَا الخَارِجُ عَصَا الْمُسْلِمِين، وَخَالَفَ الْآثَارَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فإِنْ مَاتَ الْخَارِجُ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَةً, وَلَا يَحِلُّ قِتَالُ السُلْطَان وَلَا الْخُرُوجُ عَلَيْهِ لِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُو مُبْتَدِعٌ عَلَى غَيْرِ السُنَّةِ وَالطَرِيقِ"

فَسْأَلْ الآنَ أُولَئِكَ الْخَارِجِينَ, الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ خِلَافِية, فَهَلْ يُعَدُّ بَعْدَ هَذَا الْعَرْضِ مَنْ يَنْتَحِلُ الْخُرُوجَ وَيَعْتَقِدُهُ, هَلْ يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ السُنَّةِ ؟

قِيلَ لِسَهْلِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ التُسْتَرِيِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى مَتَى يَعْلَمُ الرَّجُلْ أَنَّهُ عَلَى السُنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؟

فَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى "إِذَا عَلِمَ مِنْ نَفْسِهِ عَشْرَ خِصَال:-

·       لَا يَتْرُكُ الْجَمَاعَةَ

·       وَلَا يَسُبُ أَصْحَابَ النَبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَّ اللهُ عَنْهُمْ

·       وَلَا يَخْرُجُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَيفِ

·       وَلَا يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ

·       وَلَا يَشُكُ فِي الْإِيمَانِ

·       وَلَا يُمَارِي فِي الدِّينِ

·       وَلَا يَتْرُكُ الْصَلَاةَ عَلَى مَنْ يَمُوتُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالذَّنْبِ

·       وَلَا يَتْرُكُ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَينِ

·       وَلَا يَتْرُكُ الْجَمَاعَةَ خَلْفَ كُلِّ وَآلٍ جَارَ أَوْ عَدَلَ"

ذَكَرَ هَذَا الْلَآلَكَائِيُّ فِي شَرْحِ أُصُولِ أَهْلِ السُنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَنْ سَهْلٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى .

وفِي الخصال العشر: لَا يَخْرُجُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَيفِ, وَلَا يَتْرُكُ الْجَمَاعَةَ خَلْفَ كُلِّ وَآلٍ جَارَ أَوْ عَدَلَ .

فَإِنْ زَعَمَ زَاعِمٌ أَنَّ الْخِلَافَ وَارِدٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ, فَإِنَّهُ يُقَالُ لَهُ :

ذَكَرَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ اسْتَقَرَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ الْخُرُوجِ, كَمَا فِي (مِنْهَاجِ السُنَّةِ), وكَمَا فِي (الْمُنْتَقَى مِنْ مِنْهَاجِ الْإِعْتِدَال), وَهُوَ مُخْتَصَرٌ لِلْذَهَبِيِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى كِتَابِ شَيْخِهِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَة (مِنْهَاجِ السُنَّةِ) .

لِذَلِكَ نَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْإِجْمَاعَ عَلَى عَدَمِ الْخُرُوجِ, فَمِنْهُم الْبُخَارِيُ فَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْعَقِيدَةَ وَأَنَّهُ لَا يُخْرَجُ عَلَى الْإِمَامِ عَدْلًا كَانَ أَوْ جَائِرًا فَقَالَ  أَعْنِي الْبُخَارِيَ الْإِمَامَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- "لَقِيتُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ, أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَكَّةِ وَالْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَوَاسِطِ وَبَغْدَادَ وَالشَامَ وَمِصْرَ, لَقِيتُهُم كَرَّات, قَرْنًا بَعْدَ قَرْن, ثُمَّ قَرْنًا بَعْدَ قَرْن -أَيْ طَبَقَةً بَعْدَ طَبَقَة- أَدْرَكْتُهُم وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سِتٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَة, أَهْلَ الشَامَ وَمِصْرَ وَالْجَزِيرَةَ مَرَّتَينِ, وَالْبَصْرَةَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فِي سِنِينَ ذَوِي عَدَد, بِالْحِجَازِ سِتَةَ أَعْوَامٍ, وَلَا أُحْصِي كَمْ دَخَلْتُ الْكُوفَةَ وَبَغْدَادَ مَعَ مُحَدِثِي أَهْلِ خُرَسَانَ مِنْهُم, وَسَمَّى عَدَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ, ثُمَّ قَالَ: وَاكْتَفَينَا بِتَسْمِيَةِ هَؤلَاءِ كَيْ يَكُونَ مُخْتَصَرًا وَأَلَّا يَطُولَ ذَلِكَ, فَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُم يَخْتَلِفُ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءَ " .

تَأَمَّلْ هَذَا وَأَدْرِكْ نَفْسَكَ عَلَى مَذْهَبِهِم قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْحَقِ, وَ هَلْ يَسْعَدُ مُؤْمِنٌ بِمُفَارَقَةِ هَؤلَاءِ الْأَعْلَامِ؟!

وَأَمَّا أَبُو حَاتِمَ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَازِيَانِ فَقَدْ قَرَّرَا هَذِهِ الْعَقِيدَةِ أَيْضًا وَقَالَا: "أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا" يَعْنِي عَلَى هَذِهِ الْعَقِيدَةِ الَّتِي مَرَّ ذِكْرُهَا وَهِي تَرْكُ الْخُرُوجِ عَلَى الْوُلَآةِ .

وَكَذَا قَالَ ابْنُ بَطَةَّ الْعُكْبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى"ثُمَّ مِنْ بَعْدُ ذَلِكَ, الْكَفُّ وَاْلقُعُودُ فِي الْفِتْنَةِ, وَلَا تَخْرُجُ بِالسَيْفِ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَإِنْ ظَلَمُوا" قَالَهُ بَعْدَ قَوْلِهِ "وَنَحْنُ الْآنَ ذَاِكرُونَ شَرْحَ السُنَّةِ وَوَصْفَهَا, وَمَا هِيَ فِي نَفْسِهِا, وَمَا الَّذِي إِذَا تَمَسَّكَ بِهِ الْعَبْدُ وَدَانَ اللهَ بِهِ سُمِّيَ بِهَا, وَاسْتَحَقَّ الدُخُولَ فِي جُمْلَةِ أَهْلِهَا -أَيْ فِي جُمْلَةِ أَهْلِ السُنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ- وَمَا إِنْ خَالَفَهُ أَوْ شَيْئًا مِنْهُ دَخَلَ فِي جُمْلَةِ مَا عِبْنَاهُ وَمَا ذَكَرْنَاهُ وَحُذِّرَ مِنْهُ, لَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالزَيْغِ, مِمَّا أَجْمَعَ عَلَى شَرْحِنَا لَهُ أَهْلُ الْإِسْلَامِ, وَسَائِرُ الْأُمَّةُ مُذْ بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا" فَهَذَا إِجْمَاعٌ أَيْضًا قَدْ ذَكَرَهُ .

وَقَالَ الْمُزَانِّيُ صَاحِبُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى "وَتَرْكُ الْخُرُوجِ عِنْدَ تَعَدِيهِم وَجَوْرِهِم – يَعْنِي الْأَئِمَّةِ,, يَعْنِي الْحُكَّامِ- وَالتَّوْبَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَيْ مَا يَعْطِفَ بِهِم عَلَى رَعِيَّتِهِ" ثُمَّ ذَكَرَ إِجْمَاعَ الْأَئِمَّةِ عَلَى هَذَا فَقَالَ "هَذِهِ مَقَالَاتٍ وَأَفْعَالٍ إِجْتَمَعَ عَلَيْهَا الْمَاضُونَ الْأَوَلُونَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى, وَبِتَوْفِيقِ اللهِ اعْتَصَمَ بِهَا التَابِعُونَ قُدْوَةً وَرِضًى, وَجَانَبُوا التَّكَلُفَ فِيمَا كُفُوا, فَسَدَّدُوا بِعَوْنِ اللهِ وَوُفِقُوا، وَلَمْ يَرْغَبُوا عَنْ الْاتِبَاعِ فَيَقْصِرُوا، وَلَمْ يُجَاوزُوهُ تَزَيُدًا فَيَعْتَدُوا، فَنَحْنُ بِاللهِ وَاثِقُونَ، وَعَلَيْهِ مُتَوَكِلُونَ، وَإِلَيْهِ فِي اتِبَاعِ آثَارِهِمرَاغِبُونَ" فَهَذَا عَالِمٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْأَثْبَاتِ يَحْكِي الْإِجْمَاعَ أَيْضًا .

وَكَذَا حَكَاهُ النَّوَوِيُ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: "وَأَمَّا الْخُرُوجُ عَلَيْهِم وَقِتَالُهُم؛ فَحَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ كَانُوا فَسَقَةً ظَالِمِينَ؛ وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الْأَحَادِيثَ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْتُهُ، وَأَجْمَعَ أَهْلُ السُنَّةِ أَنَّهُ لُا يَنْعَزِلُ السُلْطَانُ بِالْفِسْقِ" .

وَكَذَا قَالَ الطِيبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى, وَهُوَ مِنْ عُلَمَاءِ الْقَرْنِ الثَامِنِ, تُوفِيَّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِمِائَة( 743) قَالَ: "وَأَمَّا الْخُرُوجَ عَلَيْهِم وَتَنَازُعُهُم, هَكَذَا,,, فَمُحَرَّمٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ كَانُوا فَسَقَةً ظَالِمِينَ، وَأَجْمَعَ أَهْلُ السُنَّةِ عَلَى أَنَّ السُلْطَانَ لَا يَنْعَزِلُ بِالْفِسْقِ؛ لِتَهَيُّجِ الْفِتَنِ فِي عَزْلِهِ، وَإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ، وَتَفَرُقِ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَتَكُونُ الْمَفْسَدَةُ فِي عَزْلِهِ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي بَقَائِهِ" .

وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ ابنُ أَحْمَدَ ابْنُ مُجَاهِدٍ الْبَصْرِيُ الطَّائِيُ وَهُوَ شَيْخُ الْبَاقِلَّانِي فِيمَا نَقَلَهُ عَنْهُ ابْنُ حَزْم فَذَكَرَ نَحْوَه, وَحَكَى ذَلِكَ أَيْضًا ابْنُ الْمُنْذِرِ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: "كُلُّ مَنْ يُحْفَظُ عَنْهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيث, كَالْمُجْمِعِينَ عَلَى اسْتِثْنَاءِ السُلْطَانِ لِلْآثَارِ الْوَارِدَةِ بِالْأَمْرِ بِالْصَبْرِ عَلَى جَوْرِهِ وَتَرْكِ الْقِيَامِ عَلَيْهِ" يُرِيدُ تَرْكَ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِ بِالْيَدِ, فَإلْزَمْ غَرْزَهُم فَهُم الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهُم جَلِيسُهُم, وَدَعْكَ مِنْ إِرْجَافِ عُشَّاقِ الثَوْرَاتِ, مَهْمَا انْتَسَبُوا زُورًا إِلَى أَهْلِ السُنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ, وَمَهْمَا تَظَاهَرُوا بِالْغِيرَةِ عَلَى تَحْكِيِمِ الشَّرِيعَةِ, فَهَذَا حُكْمُ الشَّرِيعَةِ لَوْ كَانُوا وَقَّافِينَّ عِنْدَ حُدُودِهَا .

هَؤلَاءِ الضُلَّالِ, ضَلَالُهُم كَالْمَرَضِ الْمُزْمِنِ الَّذِي إِسْتَشْرَى فِي أَجْسَادِهِم, وَأَطْوَاءِ قُلُوبِهِم وَصُدُورِهِم, وَهُم مُتَنَاقِضُونَ, لَأنَّ كُلَّ مَنْ خَالَفَ السُنَّةَ تَنَاقَضْ, وَأَمَّا الَّذِي لَا يَتَنَاقَضْ فَهُو الَّذِي يَجِّدُ فِي اتِبَاعِ الْمَعْصُومِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ, لَأنَّ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَا يَخْتَلِفُ وَلَا يَتَنَاقَضُ, فَمَنْ اتَّبَعَ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اتِبَاعًا حَقِيقِيًا فَإنَّهُ لَا يَتَنَاقَضُ ابدًا.... يَتَنَاقَض الَّذِي لَا يَتَّبِعُهُ,,,, يَتَنَاقَض الَّذِي يَحِيدُ عَنْ سَنَنَهِ,,, يَتَنَاقَضُ الْمُبْتَدِع, وَأمَّا أَهْلُ السُنَّةِ فَلَا تَنَاقُضَ عِنْدَهُم .

قَالَ سَيد فَضْل الْمَعْرُوفُ بِعَبْدِ الْقَادِرْ عَبْدِ الْعَزِيز وَقَدْ قَالَ فِيهِ أَيْمَنُ الْظَوَاهِرِيُ فِي بِيِشَاوَرْ "عَالِمُ الْجَمَاعَةِ وَإِمَامُهَا وَمُفْتِيهَا" . لِهَذَا الدَاعِيَ سَيدْ فَضْل َوَلَيْسَ لَهُ مِنْ اسْمِهِ نَصِيبْ فَلَا هُوَ بِسَيد وَلَا لَهُ فَضْل, لَهُ كِتَابٌ عِنْوَانُهُ (الْجَامِعُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ الشَرْعِي) قَالَ فِيهِ: "إِنَّ الْبِلادَ الْمَحكُومَةَ بِقَوَانِينَ وَضْعِيَة كَبِلَادِ الْمُسْلِمِينَ الْيَوم لَهَا أَحْكَامُ خَطِيرَةٌ، وَمِنْ هَذِهِ الأَحْكَام :

أَنَّ حُكَّامَ هَذِهِ الْبِلادِ كُفَّارٌ كُفْرًا أَكْبَرَ خَارِجُونَ مِنْ مِلَّةِالْإِسْلَامِ, وَأَنَّ قُضَاةَ هَذِهِ الْبِلادِ كُفَّارٌ كُفْرًا أَكْبَرَ مُخْرِجًا مِنْ الْمِلَّةِ, وَأَنَّ أَعْضَاءَ الْهَيْئَاتِ التَشْرِيعِيَةِ فِي  هَذِهِ الْبِلادِ كَالْبَرْلَمَانِ وَمَجْلِسِ الْأُمَّةِ كُفَّارٌ كُفْرًا أَكْبَرَ, وَأَنَّ الَّذِينَ يَنْتَخِبُونَ أَعْضَاءَ هَذِهِ الْبَرْلَمَانَاتِ كُفَّارٌ كُفْرًا أَكْبَرَ, لَأَنَّهُم بِانْتِخَابِهِم اتَّخَذُوهُم أَرْبَابًا مُشَرِّعِينَ مِنْ دُونِ اللهِ، وَيَكْفُرُ كُلُّ مَنْ دَعَا إِلَى هَذِهِ الْإِنْتِخَابَاتِ،وَشَجَّعَ النَّاسَ عَلَيْهَا, وَأَنَّ الْجُنُودَ الْمُدَافِعِينَ عَنْ هَذِهِ الْأَوْضَاعِ الْكَافِرَةِ كُفَّارٌ كُفْرًا أَكْبَرَ, لأَنَّهُم يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَاغُوت، وَيَدْخُلُ فِي هَذَا الْحُكْم كُلُّ مَنْ يُدَافِعُ عَنْ هَذِهِ الْأَنْظِمَةِ الْعَصْرِيَةِ بِالْقِتَالِ دُونَهَا، كًالْجِنُودِ، أَوْ بِالْقَولِ كَبَعْضِ الصَحَفِيينَ، وَالْإِعْلَامِيينَ، وَالْمَشَايِخ، وَأَنَّهُ لَا طَاعَةَ لِحُكَامِ هَذِهِ الدِوَلِ عَلَى مُسْلِمٍ" .

وَهَلْ بَقِيَ مُسْلِم؟ أَيُّ مُسْلِمٍ بَقِيَ عِنْدَ سَيد فَضْل حَتَّى يُحَذَّرَ هَذَا التَحْذِيرِ ؟! فَلْيَبْحَثْ عَنْ مُسْلِمِينَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْأَرْضِ !!!

هَذَا الَّذِي قَالَهُ هَذَا الْخَارِجِيُّ الْجَلْد يُذَّكِرُ بِمَا ذَكَرَهُ الْلَآلَكَائِيُ رَحِمَهُ اللهُ فِي (شَرْحِ السُنَّةِ) أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ الخَوَارِجِ كَانَا يَطُوفَانِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَجِّ فَقَالَ أَحَدُهُما لِلْأَخَرِ: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤلَاءِ كُلِّهِم إِلَّا أَنَا وَأَنْتَ, فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَمَوَاتُ وَالأَرْضُ لَا يَدْخُلَهَا إِلَّا أَنَا وَأَنْتَ ! هِيَ لَكَ!! وَتَرَكَهُ وَرَجَعَ عَنْ ضَلَالِهِ .

قَالَ الْمَقْدِسِيُ-عَلَيْهِ مِنْ اللهِ مَا يَسْتَحِقُهُ- " تَنْبِيهٌ فِي أَنَّ قَاعِدَةَ (الأَصْلُ فِي جِيُوشِ الطَوَاغِيتِ وَأنْصَارِهِم الْكُفْر) قَالَ: "لَا غُبَارَ عَلَيْهَا" , هَكَذَا يَكُونُ الْإِفْتَاءُ وَإِلَّا فَلَا!!

أبُو مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُ هَذَا يَقُولُ فِي كِتَابِهِ (تَبْصِيرُ الْعُقَلَاءِ) "وَلِذَلِكَ فَنَحنُ لَا نَخْجَلُ-  وَهَلْ هُوَ يَخْجَلُ أَصْلًا؟!- وَلِذَلِكَ فَنَحنُ لَا نَخْجَلُ مِنْ إِطْلَاقِ حُكْمِ الْكُفْرِ وَالرِدَّةِ عَلَى الْحُكَّامِ، بَلْ نُعْلِنُهُ وَلَا نَكْتُمُهُ، وَنَفْخَرُ بِهِ، وَنَدْعُو إِلَيهِ فِي كِتَابَاتِنَا وَدُرُوسِنَا وَمُحَاضَرَاتِنَا، وَنَصْرُخُ بِهِ فِي كُلِّ نَادٍ وَ وَادٍ، وَنَحْمَدُ اللهَ أَنْ هَدَانَا وَبَصَّرَنَا بِهِ، فَهُوَ دِينُنَا الَّذِي نَدِينُ بِهِ"

وَقَالَ فِي كِتَابِهِ (ثَمَرَاتُ الْجِهَادِ) "الدُنْيَا كُلُهَا الْيَومُ دَارُ كُفْرٍ حَتَّى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ"

مَتَى كَانَ التَكْفِيرُ هُوَ الدِينُ الَّذِي لَا دِينَ سِوَاهُ؟! ثُمَّ مَا مُوْقِعُ هَذَا الشَّيْءُ فِي هَذِهِ الأَرْضُ,,, مَا مَوْقِعُهُ فِي هَذِهِ الأَرْضُ مِنْ الْإِعْرَابِ؟! أَفِي مَحَلِ جَرٍ أَمْ هُوَ مُضَافٌ إِلَيهِ, أَمْ هُوَ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ أَنْتَ!!!

فإِنَّ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِر, بَاءَ بِهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ , حَارَتْ عَلَيْهِ أَيْ رَجَعَتْ عَلَيْهِ. وَكَمَا تَرَى, يَرَوْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ الْيَومَ دَارَ كُفْرٍ!!

فِي رِسَالَةِ أُسَامَةَ ابْنِ لَادِن (تَحْرِيضُ الْأُمَّةِ عَلَى الْجِهَادِ لِتَحْرِيرِ الْكَعْبَةِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَام) ذَكَرَ ذَلِكَ الْظَوَاهِرِيُ فِي كِتَابِهِ (التَبْرِئَةِ) وَقَدْ وَقَّعَ عَلَى الْوَثِيقَةِ عُلَمَاءُ بَاكِسْتَان وَأَفْغَانِسْتَان, قَالَ الْظَوَاهِرِيُ فِي كِتَابِهِ (فُرْسَانٌ تَحْتَ رَايَةِ النَبِّي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) "لَقَدْ بَدَأَ الصِرَاعُ وَهُوَ مُسْتَمِرٌ فِي تَصَاعُدِهِ وَلَنْ يَتَوَقَّفَ قَبْلَ تَحْرِيرِ الْقُدْس وَمَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ وَالْقَاهِرَةَ وَجُرُوزْمِي إِنْ شَاءَ الله" كَذَا يَقُولُ هَذَا !!

يَقُولُ أَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ تَحْرِيرِ الْقَاهِرَةَ, فَتَنَبَّهُوا,,, صَارَتْ دِيَارُكُم دِيَارَ كُفْرٍ, وَيُحْكَمُ عَلَى مَنْ فِيهَا بِالرِدَّةِ وَالْكُفْرِ, وَمَنْ كَانَ كَافِرًا مُرْتَدًا فَهُوَ حَلَالُ الدَّمِ وَالْمَالِ وَالْعِرْضِ, فَتَنَبَّهُوا لِتَعْلَمُوا مِنْ أَيْنَ يُأْتَي الْقَوْمُ, وَاحْذَرُوا فَإِنَّهُم يَسْتَبِيحُونَكُم, وَيَسْتَبِيحُونَ دِيَارَكُم, بَلْ وَسَيَأْتِي أَنَّهُم يَسْتَبِيحُونَ نِسَاءَكُم, أَفَلَا تَغَارُون!!!

عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ لَا يَدْخُلُهَا دَيُّوثٌ وَلَا قَتَّاتٌ, فَالدَّيُوثُ الَّذِي يَعْلَمَ العَيْبَ فِي أَهْلِهِ وَيَصْبِرُ عَلَيْهِ, حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ, لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ ولَا نَمَّامٌ وَهُوَ الْقَتَّاتُ .

فَهُم يَسْتَبِيحُونَ نِسَاءَكُم, فَاتَقُوا اللهَ فِي نِسَائِكٌم وفِي أَعْرَاضِكُم, اتَقُوا اللهَ فِي بَنَاتِكُم, اتَقُوا اللهَ فِي أُمَهَاتِكُم وَأَخَوَاتِكُم .

زَعِيمُ جَبْهَةِ الْإِنْقَاذِ فِي الْجَزَائِرِ كَانَ يَدْعُو إِلَى سَبْيِ النِسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ وَأَفْتَاهُ فِي ذَلِكَ الضَالُ الْمُضِلُ أبُو قَتَادَةَ الْفِلِسْطِينِي, وَقَدْ رَوَى هَذِهِ الْأَخْبَار الْمُؤَرِخُ أَبُو  مُصْعَبٍ السُورِيُ... تَعْرِفُونَهُ؟! مَنْ هُوَ أَبُو مُصْعَبٍ السُورِيُ هَذَا ؟! نَكِرَةٌ مِنْ النَكِرَاتِ, وَلَكِنْ تَأَمَّلُوا مَا يَقُولُ فِيهِ أَيْمَنُ الْظَوَاهِرِيُ بَعْدَ تَرْجَمَتِهِ لِعُلَمَاءِ التَنْظِيمِ فِي كِتَابِ (التَّبْرِئَةِ) "وَ أَخْتِمُ هَذَا الْعَرْضَ الْمُوجَزَ بِمِسْكِ الْخِتَامِ، الْأَخِ الصَادِقِ الصَّدُوقِ الشِيخِ أَبِي مُصْعَبٍ السُورِيُ قَالَ - لَا فَكَّ اللهُ أَسْرَهُ - هُوَ قَالَ فَكَّ اللهُ أَسْرَهُ - وَأَنَا أَقُولُ لَا فَكَ اللهُ أَسْرَهُ يَقُولُ الدَّاعِيَةِ، الْمُجَاهِدِ، الْمُهَاجِرِ، الْمُرَابِطِ، الْمُؤَرِّخِ السِيَاسِي، الْكَاتبِ صَاحِبِ الْقَلَمِ السَيَّالِ الصَّرِيحِ الْصَدُوقِ، الْآَمِرِ بِالْمَعْرُوفِ، النَاهِيِ عَن الْمُنْكَرِ، الشَّوْكَةِ فِي حُلُوقِ الطُغَاةِ"

يَتَكَلَّمُ عَنْ الْعِزِّ ابْنِ عَبْدِ الَّسلَامِ ؟! يَتَكَلَّمُ عَنْ شَيْخِ الإِسْلَامِ ؟! يَتَكَّلَمُ عَنْ الشَّافِعِيَّ وَأَحْمَدَ؟! يَتَكَلَّمُ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ؟!!!! مَا أَكْثَرَ أَلْقَابَ الْهِر, وَمَا أَصْغَرَ الْهِرَّ بِنَفْسِهِ.

يَقُولُ عَلَّامَتُهُم أَبُو مُصْعَبٍ السُورِيُ فِي كِتَابِهِ (مُخْتَصَرُ شِهَادَتِي فِي الْجَزَائِرِ) قَالَ نَاقِدًا لِزَعِيمِ الْجَمَاعَةِ فِي الْجَزَائِرِ " ثُمَّ أَتْبَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن أَمِين _ زَعِيمُ الْجَمَاعَةِ الْمُسَلَّحَةِ فِي الْجَزَائِرِ _ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِتَوْجِيهِ مُقَاتِلِيهِ إِلَى الْمَجَازِرِ الْجَمَاعِيَةِ فِي الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لَهُم، بِدَعْوَى أنَّهُم إِنْخَرَطُوا فِي الْمِلِشْيَّاتِ الْحُكُومِيَّةِ _ يَعْنِي الْلِجَانَ الشَّعْبِيَةَ_ فَكَفَّرَهُم، وَاسْتَبَاحَ قَتْلَهُم، وَسَبْيَ نِسَائِهِم، عَلَى أنَّهُم مُرْتَدُّون"

وَقَالَ فِي الصَفْحَةِ الْحَادِيَةِ وَالثَلَاثِين (ص / 31): "وَلَوَّحَ أَبُو قَتَادَةَ فِي أَكْثَرَ مِنْ مَجْلِسٍ بِجَوَازِ سَبْيِ نِسَاءِ هَؤلَاءِ الْمُرْتَدِّين مِنْ الشَّعْبِ الْجَزَائِرِي، قَالَ: فَأَفْزَعَتْنَا هَذِهِ الْفَتْوَى جِدًا"

وَقَالَ فِي الصَفْحَةِ الرَابِعَةِ وَالْخَمْسِين (ص / 54): "لَقَدْ قَتَلَتْ قِيَادَةُ الْجَمَاعَةِ الْمُسَلَّحَةِ، وَعِصَابَةُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن أَمِين, قَتَلَتْ الشَّيْخَ مُحَمَدٍ السَّعِيدَ غِيلَةً، مَعَ عَشْرَةٍ مِنْ مُرَافِقِيهِ لَا مُحَاكَمَةَ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونْ؛ لِأَنَّهُ نَاقَشَهُمْ فِي مَصَائِبَهُم وَضَلَالِهِم ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَنَفَذُوا أَهْوَالًا مِنْ الْمَجَازِرِ فِي الْقَرَوِيينَ وَالْمُوَاطِنِينَ الْجَزَائِرِيينَ بِدَعْوَى مُمَالَأَتِهِم لِلدَوْلَةِ، وَحَمْلِهِم السِلَاحَ، وَانْتَهَكُوا الْأَعْرَاضَ، وَمَارَسُوا الزِنَا وَالْإِغْتِصَابَ، بِدَعْوَى سَبْيِ نِسَاءِ الطَوَاغِيت، إِلَى آخِرِ تِلْكَ الْفَظَائِعِ الْمَهُولَةِ "

حَتَّى نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ مَا سَلِمْنَ مِنْهُم, وَلَا تَسْتَغْرِبْ, وَلَا تَتَعَجَبْ, فَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير .

قَالَ وَهْبُ ابْنِ مُنَبِهٍ فِي الخَوَارِجِ كَمَا فِي تَارِيخِ ابنِ عَسَاكِرَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ "فَــ وَاللهِ مَا كَانَتْ لِلْخَوَارِجِ جَمَاعَةٌ قَطُ إِلَّا فَرَّقَهَا اللهُ عَلَى شَرِّ حَالَتِهَا, وَمَا أَظْهَرَ أَحَدٌ مِنْهُم قَوْلَهُ إِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ, وَمَا إِجْتَمَعَتْ الْأُمَةُ عَلَى رَجُلٍ قَطُ مِنْ الخَوَارِجِ, وَلَوْ أَمْكَنَ اللهُ الخَوَارِجَ مِنْ رَأْيِهِم لَفَسَدَتْ الأَرْضْ, وَقُطِّعَتْ السُبُلْ, وَقُطِعَ الْحَجُّ عَنْ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام, وَإِذَنْ لَعَادَ أَمْرُ الِإسْلَامِ جَاهِلِيًا, حَتَّى يُصْبِحَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ خَائِفًا عَلَى نَفْسِهِ وَدِينِهِ وَدَمِهِ وَأَهلِهِ وَمَالِهِ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَسْلُكُ وَلَا مَعَ مَنْ يَكُون" .

قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ السُورِيُ فِي كِتَابِهِ (مُخْتَصِرُ شَهَادَتِي عَلَى الْجِهَادِ فِي الْجَزَائِرِ) فِي الصَفْحَةِ السَابِعَةِ وَالْخَمْسِين ( ص / 57 ) "وَنَصَحَنِي بَعْضُ الْمُخْلِصِينَ أنْ أُحَاكِمَ جَرِيدَةَ الْحَيَاة أَمَامَ الْقَضَاءِ الْإِنْجِلِيزِي لأَنَّهُ يَحْكُمُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ, لأَنَّ الْقَضَاءَ الإِنْجِلِيزِي يَحْكُمُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ – قَالَ وَكَانَ ذَلِكَ حُلُمًا خَيَالِيًا، فَمِنْ أَيْنَ لِيِ دَفْعُ تَكَالِيفِ الْمَحْكَمَةِ وَالْمُحَامِين، وَقَدْ عَلِمْتُ لَدَى أَوَّلِ تَقْيِيمٍ لِذَلِكَ أَنَّهُ يُكَلِّفُ مَبْلَغًا أَسْمَعُ عَنْهُ فِي الأَفْلَامِ فَقَط ! – مَا الْأَفْلَامُ الَّتِي كَانَ يُشَاهِدُهَا هَذَا الْمُؤَرِخُ - وَلَكِنَّ مَا كَانَ حُلُمًا حَقَقَهُ اللهُ تَعَالَى، فَقَدْ كَانَ كَسْبُ الْقَضِيَةِ مُؤَكَدًا، وَقَيَّضَ اللهُ لِيِ بَعْضَ الْأَصْدِقَاءِ لِيُقْرِضَنِي التَكَالِيفَ الْأَوَلِيَّةَ بَعْدَ أَنْ أَكَّدَ عِدَّةُ مُحَامِينَ رِبْحَهَا، وَتَوَقَّعَ إِلْزَامَ الْجَرِيدَةَ بِدَفْعِ تَعْوِيضٍ ضَخْمٍ لِيِ, جَرَّاءَ تَشْوِيهِ السُمْعَةَ الَّذِي يُعَرِّضُ حَيَاتِي لِلْخَطَرِ, قَالَ وَكَانَ الْقَضَاءُ الْبِرِيطَانِيُ عَلَى حَدٍ مِنْ النَزَاهَةِ يُقْنِعُ بِالْوُثُوقِ بِهِ"

قَالَ أُسَامَةُ ابْنُ لَادِنْ كَمَا فِي كِتَابِ (أُسَامَةُ ابْنُ لَادِنٍ مُجَدِدُ الزَمَانِ وَقَاهِرُ الْأَمْرِيكَانِ) "فَحَدَثَتْ أَحْدَاثُ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ سِبْتَمْبِر, وَحَصَلَ مَا تَوَقَعْنَاهُ تَمَامًا بِفَضْلِ اللهِ, وَلَمْ تَخْرُج الْأُمُورُ عَنْ السَيْطَرَةِ, بَلْ تَحَقَقَ مِنْ الْمَكَاسِبِ الْعَظِيمَةِ بِفَضْلِ اللهِ مِا لَمْ نَكُنْ نَتَوَقَعَهُ – خُرِّبَتْ دَوْلَتَانِ مِنْ دُوَلِ الإِسْلَامِ مِنْ أَجْلِ بُرْجَينِ عِنْدَ الْأَمْرِيكَان, فَخُرِّبَتْ أَفْغَانِسْتَانُ وَخُرِّبَتْ الْعِرَاقُ- يَقُولُ: اسْتَطَعْنَا جَرَّ الثَوْرِ الْأَمْرِيكِي فِي الْوَقْتِ الَّذِي حَدَدْنَاهُ وَفِي الْمَكَانِ الَّذِي حَدَدْنَاهُ, لِنَتَعَامَلَ بِشَكْلٍ أَقْرَبَ مَعَهُ عَلَى الْأَرْضِ الَّتِي نُحْسِنُ نَحْنُ التَحَرُكَ فِيهَا"

وَكَذَبَ,,, وَلَوْ صَدَقَ لَقَالَ الَّتِي نُحْسِنُ نَحْنُ الْإِخْتِبَاءَ فِيهَا,,, الَّتِى نُحْسِنُ نَحْنُ التَخَفِيَّ فِيهَا, فِي كُهُوفِهَا, فِي مَغَاوِرِهَا, فِي شُقُوقِ أَرْضِهَا .

أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُ حَكَمَ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ الْفِلِسْطِينِيُ بِأَنَّهُ عَمِيلٌ لِلْمُخَابَرَاتِ الْبِرِيطَانِيَةِ وَأَقْسَمَ عَلَى ذَلِكَ, وَقَالَ عَنْهُ فِي كِتَابِهِ (وَقَفَاتٌ مَعَ ثَمَرَاتِ الْجِهَادِ) " إِنَّهُ مِنْ الْمَشَايِخِ الْمُجْتَهِدِينَ" وَيَقُولُ أَيْضًا إِنَّهُ عَمِيلٌ لِلْمُخَابَرَاتِ الُإِنْجِلِيزِيَةِ ,,, تَنَاقَضَ لِأَنَّهُ ضَالٌ مُضِلٌ مُبْتَدِعٌ .

يَرَى عَبْدُ الْقَادِر ابنُ عَبدِ الْعَزِيز مُفْتِي جَمَاعَةِ الْجِهَادِ وَعَالِمُهَا وَأَمِيرُهَا فِي أَفْغَانِسْتَان كَمَا وَصَفَهُ بِذَلِكَ تِلْمِيذُهُ أَبُو مُصْعَبٍ السُورِيُ, يَرَى أَنَّ التَحَاكُمَ إِلَى مَحَاكِمِ الدُوَلِ الْعَرَبِيَةِ وَالإِسْلَامِيَةِ عَنْ رِضًا, كُفْرٌ مُخْرِجٌ مِنْ الْمِلَّةِ, لِأَنَّهَا مَحَاكِمُ طَاغُوتِيَة وَالَّذِي يَنْقُلُ عَنْهُ ذَلِكَ وَالَّذِي يَقُولُهُ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ تَلَامِذَتُهُ وَمِنْهُم أَبُو مُصْعَبٍ السُورِيُ الَّذِي مَدَحَ الْقَضَاءَ الْإِنْجِلِيزِيَ لَأَنَّهُ لَا يَتَحَاكَمُ إِلَى الطَاغُوتِ!! وَأَمَّا مَحَاكِمُ الدُوَلِ الإِسْلَامِيَةِ وَالْعَرَبِيَةِ فَإِنَّهَا مَحَاكِمُ طَاغُوتِيَة!! وَيَذْهَبُ تِلْمِيذُهُ مُؤَرِخُ جَمَاعَةِ الْجِهَاِدِ أَبُو مُصْعَبٍ السُورِيُ طَوْعًا وَإِخْتِيَارًا إِلَى الْمَحْكَمَةِ الْبِرِيطَانِيَةِ فِي لَنْدَنْ لِيَتَحَاكَمَ إِلَيْهَا, وَلِيُقِيمَ دَعْوَى ضِدَ جَرِيدَةِ الْحَيَاة, بَلْ وَيَمْدَحُ الْقَضَاءَ الْبِرِيطَانِيَ .

سَيِد فَضْل مُفْتِي الْجَمَاعَةِ وَعَالِمُهَا وَمُنَظِّرُهَا يَقُولُ فِي كِتَابِهِ (الْجَامِعُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ) فِي الصَفْحَةِ الرَابِعَةِ وَالسَبْعِينَ بَعْدَ السِتْمِائة (ص / 674) " مَنْ دَخَلَ بِلَادَ الْكُفَّاِر بِجَوَازِ أَمَانٍ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَاتِلَهُم وَلَا يَخُونَهُم بِأَيِّ عَمَلٍ مِنْ سَفْكِ دَمٍ أَوْ أَخْذِ مَالٍ فَإِنَّهُ غَدْرٌ وَخِيَانَةٌ" مَنْ دَخَلَ مِنْ هَؤلَاءِ الْمُجَاهِدِينَ مِنْ التَكْفِرِيينَ بِلَادَ الْكُفَّارِ بَجَوَازَ أَمَانٍ أَيْ بِتَأْشِيرَةِ دُخُولٍ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَاتِلَهُم وَلَا يَخُونَهُم بِأَيِّ عَمَلٍ مِنْ سَفْكِ دَمٍ أَوْ أَخْذِ مَالٍ فَإِنَّهُ غَدْرٌ وَخِيَانَةٌ, وَجَمَاعَةُ التَنْظِيمِ يَدْخُلُونَ بِجَوَازَاتٍ ثُمَّ يُحْدِثُونَ التَفْجِيرَ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وفِي غَيْرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ, وَيَسْتَحِلُونَ الْكَذِبَ, وَحَلْقَ الْلِحَى, وَتَقَمُصَ الشَخْصِيَاتِ, وَالْغَدْرَ وَالْخِيَانَةِ, وَلَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ الْخُدْعَةِ فِي الْحَرْبِ لِمَا سَبَقَ مِنْ كَلَامِ سَيِد فَضْل!! فَتَنَبَهْ لِذَلِكَ وَلَا يَغِيبَنَّ عَنْكَ ,,,

بَلْ مِنْ الْعَجِيبِ مَا حَصَلَ فِي عَدَنْ سَنَةَ إِثْنَتَينِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائة وَأْلف (1432) ذَهَبَ أَحَدُ الْمُتَفَجِرِينَ إِلَى مَبْنًى عَسْكَرِي, وَعِنْدَ الْبَوَابَةِ إِثْنَانِ مِنْ الْعَسْكَرِ الْيَمَنِيينَ, فَقَالَ لَهُ الْمُتَفَجِرُ: أُرِيدُ مِنْكُمْ مَاءًا لِلشُرْبِ, فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا: تَفَضَلْ, فَلَمَّا شَرِبَ قَالَ الْمُتَفَجِرُ بَعْدَ أَنْ قَالَ أُرِيدُ مِنْكُمْ مَاءًا لِلشُرْبِ وَشَرِبَ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَتَفَجَرَ, فَظَنُوهُ يَمْزَحَ, وَإِذَا بِالْمُزَاحِ يَنْقَلِبُ جِدًا فَتَفَجَّرَ, فَقَتَلَ نَفْسَهُ وَأَحَدَهُمَا وَجُرِحَ الْأَخَرَ وَالْآن أَيْنَ قَولُ اللهِ جَلَّ وَعَلا (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ) ؟ وَأَيْنَ هَؤلَاءِ الَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُم أَنْصَارُ الشَرِيعَةِ وَأَنَّهُم الْمُجَاهِدُونَ مِنْ أَجْلِ تَطْبِيقِهَا وَقِيَامِهَا فِي أَرْضِ اللهِ؟ أَيْنَ هُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ الَّذِي تَوَضَأَ مِنْ مَزَادَةِ إِمْرَأَةٍ مُشْرِكَةٍ, فَأَمَّنَهَا وَأَمَّنَ قَومَهَا رَدًا لِجَمِيلِهَا, وَإِظْهارًا لِمَحَاسِنِ هَذَا الدِينِ الْعَظِيمِ وَسَمَاحَتِهِ .

وَأَبُو قَتَادَةَ الْفِلِسْطِينِي لَاجِئٌ سِيَاسِيٌ فِي بِرِيِطَانْيَا مُنْذُ حُقْبَةٍ مِنْ الزَمَانِ, فَقَدْ ذَكَرَ مُؤَرِخُ الْجَمَاعَةِ أَبُو مُصْعَبٍ السُورِيُ فِي كِتَابِهِ (مُخْتَصَرُ شَهَادَتِي عَلَى الْجِهَادِ فِي الْجَزَائِرِ) عَنْ رَفِيقِهِ وَزَمِيلِهِ فِي التَحَاكُمِ إِلَى الْقَضَاءِ الْبِرِيطَانِيِ الْكَافِرِ قَالَ: "إِنَ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ لَاجِئًا سِيَاسِيًا فِي بِرِيطَانْيَا، وَيَتَقَاضَى عَطَايَا مِنْ تِلْكَ الدَوْلَةِ الْكَافِرَةِ - كَذَا قَالَ!!- وَيُصَلِّيَ الْجُمْعَةَ فِي مَرْقَصٍ يَسْتَأْجِرُهُ لِمُدَّةِ سَاعَتينِ، وَيَرَى أَنَّ مَسَاجِدَ الْمُسْلِمِينَ هُنَاكَ مَسَاجِدُ ضِرَارٍ وَنِفَاقٍ"

فِيَسْتَأْجِرُ مَرْقَصًا فِيهِ كُلُّ الْمُوبِقَاتِ لِكَيْ يُصَلِّيَ الْجُمْعَةَ فِيهِ, وَيَقُولُ إِنَّ مَسَاجِدَ الْمُسْلِمِينَ هُنَاكَ مَسَاجِدُ ضِرَارٍ وَنِفَاقٍ, قَدْ يَقُولُ قَائِلٍ قَدْ سَجَنُوهُ، فَكَيْفَ عَاشَ هَذِهِ السَنَوَاتِ، أَكَانَ يُظْهِرُ الْكُفْرَ وَيُبْطِنُ الْإِسْلَامَ أَمْ مَاذَا؟!

قَالَ أبُو قَتَادَةَ كَمَا فِي جَرِيدَةِ الحَيَاة فِي الْعَدَدِ التِسْعِينَ وَالثَلَاثُمائة بَعْدَ الْأَلْف (العدد / 1390) "نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُقَاتِلَ أَمِرِيكَا إِلَا إِذَا صَالَتْ عَلَيْنَا وَكَانَتْ هِيَ الْبَادِئَةَ بِالْقِتَالِ، بِخِلَافِ الْأَنْظِمَةِ الْمُرْتَدَّةِ فِي بِلَادِنَا الَّتِي يُعْتَبَرُ جِهَادُهَا فَرْضَ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" هَؤلَاءِ الضُلَالِ خَطَرٌ كَبِيرٌ عَلَى هَذِهِ الْأُمَةِ، وَمَا أُتِيَتْ فِي هَذَا الْعَصْرِ إِلَّا مِنْ قِبَلِ هَذِهِ الْمُسُوخِ الشَائِهَةِ، يَقُولُ: لَا نُقَاتِلُ الْيَهُودَ إِلَّا إِذَا صَالُوا عَلَيْنَا، لَا نُقَاتِلُ الصَلِيبِيينَ إِلَّا إِذَا صَالُوا عَلَيْنَا، وَلَكِنَّ الْحُكُومَاتَ فِي الدِوَلِ الإِسْلَامِيَةِ حُكُومَاٍت مُرْتَدَّةٍ, وَقِتَالُهَا وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ, وَبِهَذَا يُخْدَعُ الشَبَابُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مَوَاقِعَ التَوَاصُلِ الإِجْتِمَاعِي, الَّتِي هِيَ بَلَاءُ الْأُمَةِ, وَفِتْنَةُ الْأُمَةِ فِي هَذَا الْعَصْر, فَكَمْ أُخْتُطِفَ مِنْ شَابٍ؟! وَكَمْ ضَلَّ مِنْ حَرِيصٍ عَلَى الْهِدَايَةِ؟! وَكَمْ حَادَ عَلَى الصِرَاطِ مَنْ كَانَ مُسْتَقِيمًا عَلَيْهِ؟! بِسَبَبِ الْغِوَايَةِ وَالْبُعْدِ عَنْ الْهِدَايَةِ, وَبِسَبَبِ التَزْيِينِ الْبَاطِلِ فِي تِلْكَ الْمَوَاقِعِ, حَتَّى يَعُودَ الْوَاحِدُ مِنْ هَؤلَاءِ تَفْجِيرِيًا تَكْفِيرِيًا، يُكَفِّرُ أَبَاهُ بَلْ يَقْتُلُهُ، كَمَا وَقَعَ فِي الْجَزَائِرِ لِأَنَّهُم كَانُوا يَرَوْنَ الْوَلَاءَ وَالْبَرَاءَ بِذَبْحِ الْآبَاءِ وَالْأُمَهَاتِ. هُوَ مَسَلْسَلٌ إِجْرَامِيٌ يَمْتَدُ إِلَى أَعْدَاءِ هَذِهِ الْأُمَةَ لِيَسْتَحْوِذَ عَلَيْهِم، يَمْتَدُ الْحَبْلُ إِلَى دَمٍ آخَرَ لِكَي يَصِلَ إِلَى الْآبَاءِ وَالْأُمَهَاتِ .

فِي مَجَلَّةِ (الْأَنْصَارِ) فِي عَدَدِهَا السَابِعِ وَالأَرْبَعِينَ وَالْمِائة فِي الصَفْحَةِ الرَابِعَةِ (العدد / 147 - ص /4)، فِيهَا صُورَةُ مَقَالٍ مِنْ مَجَلَّةِ (الْقِتَالِ) الَّتِي كَانَتْ تُصْدِرُهَا الْجَمَاعَةُ الْإِسْلَامِيَةُ الْمُسَلَحَةُ بِالْجَزَائِرِ، فِي الْعَدَدِ الثَانِي وَالثَلَاثِينَ (العدد / 32)، وَتِلْكَ الْمَجَلَّةُ هِيَ النَاطِقُ الرَسْمِيُ لِتِلْكَ الْجَمَاعَةُ بِعِنْوَان (هَكَذَا فَلْيَكُنْ الْجِهَادُ إِحْيَاءًا لِسِيرَةِ السَلَفِ) وَيَقْصِدُونَ بِذَلِكَ قَتْلَ الْأَبَاءِ وَالْأُمَهَاتِ عَلَى أَسَاسِ الْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ كَمَا يُمْلِيهِ عَلَيْهُم غُلُوهُم، وَكَانَ مِمَّا قَالُوهُ: "لَقَدْ وَصَلَ أَفْرَادُ الْجَمَاعَةِ الْإِسْلَامِيَةِ إِلَى دَرَجَةٍ نَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى عَلَيْهَا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ الْمُرْتَدِينَ وَأَعْوَانُهم حَتَّى لَوْ كَانُوا آبَاءَهُم وَأَهْلِيهُم، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا بِسَبَبِ فَهْمِهِم لِعَقِيدَةِ السَلَفِ الصَالِحِ وَالتَشَبُهَ بِسِيرَةِ الصَحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهًم- وَالسَلَفُ الصَالِحُ مِنْهُم بَرَاءٌ, وَكَذَا أَصْحَابُ النَبِيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ  فَإِنَّ بَعْضَ عَمِلِيَاتِ أَفْرَادِ الْجَمَاعَةِ فِي تَطْبِيقِ حُكْمِ اللهِ فِي الْمُرْتَدِينَ وَأَعْوَانِهم كَانَتْ ضِدَّ آبَائِهِم وَإِخْوَانِهم، فَفِيِ (بُوقُرَّه) – وَهِيَ مَنْطِقَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ الْعَاصِمَةِ الْجَزَائِرِ- قَامَ شَابٌ مِنْ أَفْرَادِ الْجَمَاعَةِ بِتَطْبِيقِ حُكْمِ اللهِ تَعَالَى فِي وَالِدَيَهِ بَعْدَ مَا رَفَضَا حُكْمَ اللهِ تَعَالَى, وَذَلِكَ بِقَبُولِهِمَا بِتَزْوِيجِ أُخْتِهِ إِلَى شُرْطِي" فَقَامَ بِذَبْحِ أَبَوَيْهِ!! فَلْيَخَفْ الْآبَاءُ وَالْأُمَهَاتُ, فَلْيَخَافُوا عَلَى الرِقَابِ, فَإِذَا حَكَمَ عَلَيْهِم أَبْنَاؤهُم مَنْ التَكْفِيرِيينَ الْجِهَادِيينَ مِنْ الإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ, وَالتَكْفِيرِيينَ مِنْ الْقُطْبِيينَ وَالسُرُورِيينَ وَأَشْيَاعِهُم وَأَضْرَابِهُم وَأَتْبَاعِهُم, إِذَا حَكَمُوا عَلَيْهِم بِالرِدَّةِ فَسَيَذْبَحُونَهُم ذَبْحَ الشِيَاةِ، كَانُوا يَذْبَحُونَ هُنَالِكَ إعمَالًا لِهَذَا الْمَبْدَأ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ،، يَذْبَحُونَ بِالْقَدُومِ،،، الذَّبْحُ قدِيمٌ فَلَا تَتَعَجَّبُوا لِمَا تَرَوْنَهُ الآن .

يَقُولُونَ: هَذِهِ خَيْرَاتُ الْجِهَادِ, وهَذِهِ آثَارُ نِعْمَةِ اللهِ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ, إِنْ سَلَكُوا سَبِيلَ الْأَوَائِلِ فِي اتِبَاعِ الكِتَابِ وَالسُنَّةِ،،، هَذَا التَلْبِيسُ وَالتَدْلِيسُ وَالتَهْوِيشُ، هَذَا كُلُّهُ يُنَفِّرُ النَّاسَ مِنْ الدِينِ, وَيُنَفِّرُ النَّاسَ مِنْ السُنَّةِ, وَيُنَفِّرُ النَّاسَ مِنْ الصَحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم .. فعَلَى أَهْلِ الْحَقِ أَنْ يُبَيِنُوا مَنْهَجَ السَلَفِ, وَأَنْ يُوَضِحُوا أَنَّ مَنْهَجَ السَلَفِ مِنْ هَذِهِ الأَعْمَالِ الْهَمَجِيَةِ, الْفَوْضَوِيَةِ, الْبُهِيمِيَةِ بَرَاء، وَأَنَّ النَبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَا جَاءَ بِذَلِكَ وَلَا دَعَا إِلَيْهِ, وَلَا كَانَ عَلَيْهِ أَصحَابُهُ وَلَا مَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ، لَكِنَّ الضُلَالَ فِي كُلِّ عَصْرٍ يَلْتَصِقُونَ بِأُولَئِكَ الْأَخْيَارِ لِيُلَبِسُوا عَلَى الطِغَامِ وَالْأَغْمَارِ حَتَّى يُضِلُوهُم عَنْ سَبِيلِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحَتَّى يَقَعُوا فِي النَّارِ ..

قَالَ ذَلِكَ الضَالُ: "اْلِجَهادُ الْوَاضِحُ أَنَّ الْجَزَائِرِيَّ يَقْتُلُ الْجَزَائِرَيَّ, لِمَاذَا يَقْتلُهُ؟! لِأَنَّ هَذَا جُنْدُ اللهِ وهَؤلَاءِ جُنْدُ الطْاغُوتِ" .

وهَذَا مَا عِنْدَكُمْ فِي مِصْر, أَنَّ الْمَصْرِيَ يَقْتُلُ الْمَصْرِيَ, لِمَاذَا ؟! لِأَنَّ هَذَا جُنْدُ اللهِ وَهَؤلَاءِ جُنْدُ الطَاغُوتِ, أَرَأَيْتُم فِي هَذَا الْوَقْتِ يَقُولُ,,, جِهَادًا بِمِثْلِ هَذَا الْوُضُوح ؟!!

كُلُّ عَسْكَرِيٍ يُعَدُ عِنْدَهُم كَافِرًا، وَمِنْ ثَمَّ حَرُمَ تَزْوِيجُ الْمَرْأَةِ مِنْهُ, وَمَنْ قَوِيَ إِيمَانُهُ عِنْدَهُم وَأَرَادَ أَنْ يُحْيِيَّ سِيرَةَ السَلَفِ عَلَى فَهْمِهِم الْأَهْوَجِ قَتَلَ وَالِدَيْهِ إِذَا خَالَفَا هَذَا الْحُكْمَ كَمَا وَقَعَ !!!

قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ (أَوَ أَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللهُ نَزَعَ مِنْ قُلُوبِكُم الرَّحْمَةَ؟!) مُتَفَقٌ عَلَيْهِ .

وَالْحَقِيقَةِ أَنَّ بَعْضَ الخَوَارِجِ أَخَفُ ضَرَرًا مِنْ هَؤلَاءِ الْأَجْلَافِ, فَقَدْ ذَكَرَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِي فِي مَقَالَاتِ الْإِسْلَامِيينَ عَنْ فِرْقَةٍ مِنْ الْخَوَارِجِ أَنَّهُم أَجَازُوا أَنْ يُزَوِجُوا الْمَرْأَةَ الْمُسْلِمَةَ عِنْدَهُم مِنْ كُفَّارِ قَوْمِهِم فِي دَارِ التَقِيَةِ, كَمَا يَسَعُ الرَجُلَ مِنْهُم أَنْ يَتَزَوَجَ الْمَرْأَةَ الْمُسْلِمَةَ عِنْدَهُم مِنْ كُفَّارِ قَوْمِهِم فِي دَارِ التَقِيَةِ, فَأَمَّا فِي دَارِ الْعَلَانِيَةِ وَقَدْ جَازَ حُكْمَهُم فِيهَا فَإِنَّهُم لَا يَسْتَحِلُونَ ذَلِكَ فِيها.

فهَؤلَاءِ الْأَجْلَافِ أَشَدُ قَسْوَةً وَأَغْلَظُ كَبِدًا, وَأَعْظَمُ جَهْلًا مِنْ بَعْضِ الخَوَارِجِ الْمُتَقَدِمينَ, إِنَّهُم يُفْتُونَ بِقَتُلِ النِسَاءِ وَالْأَطْفَالِ, وَالنَبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِسَاءِ وَالصِبْيَانِ كَمَا فِي الصَحِيحَينِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الصِبْيَانِ وَالنِسَاءِ) .

وَصَحَّ عِنْدَ مَالِكٍ فِي الْمُوَطَأ وَعِنْدَ غَيْرِهِ أَنَّ أَبَا بَكْرِ الصِدِيقَ بَعَثَ جِيُوشًا إِلَى الشَامِ وَقَالَ (لَا تَقْتُلُنَّ امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا وَلَا كَبِيرًا هَرِمًا, وَلَا تَقْطَعُنَّ شَجَرًا مُثْمِرًا، وَلَا تُخَرِّبُنَّ عَامِرًا) .

وَعَنْ الْأَسْوَدِ ابْنَ سَرِيعٍ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَزَوْتُ مَعَهُ, فَأَصَبْتُ ظَهْرَ أَفْضَلِ النَّاسِ يَوْمَئِذ ظَهْرَ أَفْضَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذ أَيْ: غَلَبَة, أَفْضَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذ يَعْنِي: أَصْحَابَ مُحَمَدٍ حَتَّى قَتَلُوا الْوِلْدَانِ وَقَالَ مَرَةً: حَتَّى قَتَلُوا الذُرِيَةَ, فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (مَا بَالُ أَقْوَمٍ جَاوَزَهُم الْقَتْلُ الْيَومَ حَتَّى قَتَلُوا الذُرِيَةَ!! فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا هُم أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ !! فَقَالَ: أَلَا إِنَّ خِيَارَكُم أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ- يَقُولُ لِلصَحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَلَا إِنَّ خِيَارَكُم أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ-ثُمَّ قَالَ: أَلَا لَا تَقْتُلُوا ذُرِيَةً، أَلَا لَا تَقْتُلُوا ذُرِيَةً) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالدَارِمِيُ وَالْحَاكِمُ وَغَيرُهُم, وَصَحَحَهُ الْحَاكِمُ وَوَافَقَهُ الذَهَبِيُ وَوَافَقَهُمَا الأَلْبَانِيُ .

إِنَّهُم يُفْتُونَ بِقَتْلِ النِسَاءِ وَالصِبْيَانِ, هَؤلَاءِ لَا قُلُوبَ لَهُم, هَؤلَاءِ أَكْبَادُهُم غَلِيظَةٌ, وَقُلُوبُهُم مُتَحَجِرَة, كَعُقُولِهِم سَوَاءً بِسَوَاء, جَهَلَة جَهِلُوا دِينَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا, لَا يَفْهَمُونَ وَلَا يَتَعَلَمُونَ, وَتَأَمَّلْ فِيمَا إِلَيْهِ يَسْتَنِدُونَ!! .

فِي رِسَالَةِ الْمُبَشِرَاتِ لِأَبِي يَحْيَ الْلِيبِي عَلَيْهِ مِنْ اللهِ مَا يَسْتَحِقُهُ- يَقُولُ: " رَأَيْتُ النَبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءَ, فَكَانَ مِمَّا قَالَهُ وَحَفِظْتُهُ فِي خُطْبَتِهِ وَكَانَ يَتَحَدَّثُ عَنْ الأَحْدَاثِ الْجَارِيَةِ, فَقَالَ لَهُ النَبِيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ هَذِهِ الدِمَاءَ فِي عُنُقِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَشَارَ إِلَى رَقَبَتِهِ" هَكَذَا الْكَذِبُ وَإِلَّا فَلَا!! مَا بَقِيَ إِلَّا الْمَنَامَاتِ تَسْتَدِلُونَ بِهَا, وَتَتْرُكُونَ الْأَدِلَةَ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُنَّةِ فِي تَحْرِيمِ الدِمَاءِ, الظَنُ الْغَالِبُ أَنَّ أَبَا يَحْيَ الْلِيبِيُ كَانَ نَائِمًا فِي لَيْلَةٍ فَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ عَنْهُ, فَلَمَّا إِنْكَشَفَ عَنْهُ الْغِطَاءُ رَأَى مَا رَأَى,,, رَأَى الشَيْطَانَ فِي صُورَةِ الْخُمَيْنِي بِعِمَامَتِهِ الْبَيْضَاءَ يُبِيحُ لَهُ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ, أَوْ أَرَى عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ ,,,

فَإِلَى اللهِ الْمُشْتَكَى مِنْ تَنْظِيمٍ يَتَحَوَلُ إِلَى تَصَوُفٍ وَخُرَافَةٍ, وَرُؤًى وَمَنَامَاتٍ, نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ!! وَاتْرُكُوا إِسْتِبَاحَةَ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِهَذِهِ الرُؤَى وَتِلْكَ الْخُرَافَاتِ, وَادْرَؤُوا الْحِدُودَ بِالشُبُهَاتِ إِنْ كُنْتُم دُعَاةَ تَحْكِيمِ الشَرِيعَةِ, وَبِاللهِ عَلَيْكُم مَتَى حَلَّ إِقَامَةُ الْحَدِ بِشَهَادَةِ الرُؤيَا ؟!!

قَالَ الشَاطِبِيُ الإِمَامُ رَحِمَهُ اللهُ فِي (الإِعْتِصَامِ) " وَعَلَى الْجُمْلَةِ فَلَا يَسْتَدِلُ بِالرُؤيَا فِي الْأَحْكَامِ إِلَّا ضَعِيفُ الْمُنَة" مَنْ لَا فِقْهَ لَهُ , هَذَا هُوَ الَّذِي يَسْتَدِلُ بِالرُؤى وَالْأَحْلَامِ عَلَى الْأَحْكَامِ .

نَسْأَلُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ أَنْ يَهْدِيَهُم أَوْ أَنْ يُطَهِرَ الْأَرْضَ مِنْهُم, فَإِنَّهُم رِجْسٌ, نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكُفَ بَأْسَهُم وَشَرَهُم عَنْ الْمُسْلِمِينَ فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ كُلِهَا إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير, وَصَلَّى اللهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِنَا مُحَمَدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ .

الْخُطْبًةُ الثَانِيَةُ

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ, صَلَاةً وَسَلَامًا دَائِمَينِ مُتَلَازِمَينِ إِلَى يَومِ الدِينِ، أَمَّا بَعْدُ:

فَقَدْ قَالَ الشَيْخُ ابْرَاهِيمُ الصَالِحُ فِي كِتَابِهِ (مَنْهَجُ الإِسْتِدْلَالِ عِنْدَ الخَوَارِجِ فِي العَصْرِ الْحَاضِرِ) "مِنْ وَاقِعِ إِسْتِقْرَاءٍ لِكُتُبِهِم – يَعْنِي خَوْارِجَ الْعَصْرِ- أَنَّهُم لَا يَقِفُونَ بَلْ يَسْتَمِرُ التَسَلْسُلُ بِالتَكْفِيرِ حَتَّى يُكَفِّرَ الْخَارِجِيُ نَفْسَهُ"

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بِلَادِ السُودَانِ يَطْلُبُ الْبَيْعَةَ لِرَجُلٍ فِي أَفْغَانِسْتَان, بَعْدَ تَأْسِيسِهِم إِمَارَةً هَنَاكَ فِي مَنْطِقَةٍ جَبَلِيَةٍ, وَقَدْ نَاقَشَهُ فِي الْمَجْلِسِ الْمُعَدِ لِأَخْذِ الْبَيْعَةِ بَعْضٌ مِمَنْ يَعْرِفُ مَنْهَجَهُ التَكْفِيرِيُ

فَمِمَّا قَالَهُ فِي الْمَجْلِسِ: إِنَّ الدُخُولَ تَحْتَ مَظَلَّةِ الطَوَاغِيتِ - يَقْصِدُ الْحُكَامَ- وَيَأَخْذُ هُوِيَتَهُم يَعْنِي الْجِنْسِيَةَ- يُعَدُ كُفْرًا أَكْبَرَ

فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ كُنْتَ مُقِيمًا هُنَاكَ ثُمَّ سَافَرْتَ بِهُوِيَةٍ وَجَوَازٍ, أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟

قَالَ: بَلَى

قِيلَ: إِذًا كَفَرْتَ بِدُخُولِكَ تَحْتَ مَظَلَةِ الطَوَاغِيتِ,

قَالَ: نَعَمْ كَفَرْتُ ثُمَّ أَمَنْتُ

قِيلَ لَهُ: ثُمَّ جِئْتَ هُنَا بِهُوِيَةِ وَجَوَازِ الطَوَاغِيتِ هَذِهِ الْمَرَةِ, وَلَمْ تَجِيء عَلَى جَنَاحِ طَائِرٍ

قَالَ: نَعَمْ كَفَرْتُ بِهَذَا الْعَمَلِ ثُمَّ أَمَنْتُ

قِيلَ لَهُ: وَسَوْفَ تَكْفُرُ بِعَوْدَتِكَ إِلَى أَفْغَانِسْتَان؟

قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ...) وَتَوَقَفَ عَنْ تَكْمِلَةِ الْأَيَةِ ثُمَّ قَالَ: وَلَكِنَنِي لَسْتُ مِنْ الَّذِينَ ازْدَادُوا كُفْرًا .

فَاعْتَرَفَ هَذَا التَكْفِيرِيُ الْخَارِجِيُ الْأَحْمَقُ بِأَنَّهُ كَفَرَ مَرَّتَينِ ثُمَّ جَدَّدَ إِسْلَامَهُ, وَسَوْفَ يَكْفُرُ عِنْدَ عَوْدَتِهِ وَعَقَدَ النِيَّةَ عَلَى تَجْدِيدِ إِسْلَامِهِ عِنْدَ الْعَوْدَةِ, فَإِذَا كَانَ الْمَذْكُورُ يُسَافِرُ كَثِيرًا فَلَيْلُهُ طَوِيلٌ وَكُفْرُهُ كَثِيرٌ, وَليُجَهِزُ تَجْدِيدًا لإِيمَانِهِ فِي كَلِّ سَفْرَةٍ, وَإِغْتِسَالًا وَتَطَهُرًا فِي كُلِّ مَرَةٍ يَعُودُ لِلإِسْلِامِ فِيهَا إِذَا كَانَ يَذْهَبُ لِوُجُوبِهِ .

عَنْ مُعَاذِ ابْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا أَوْ أَذَى مُؤْمِنًا فَلَا جِهَادَ لَهُ) (مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا أَوْ أَذَى مُؤْمِنًا فَلَا جِهَادَ لَهُ) رَواَهُ أَحْمَدُ وَأبُو دَاوُودُ وَصَحَحَهُ الأَلَبَانِيُ فِي صَحِيحِ الْجَامِعِ .

الَّذِينَ نَزَلُوا فِي إِشَارَةِ رَابِعَة تَوَفَرَتْ فِيهُم هَذِهِ الصِفَاتُ كُلُهَا, ضَيَّقُوا الْمَنْزِلَ, وَقَطَعُوا الطَرِيقَ, وَأَذَوْا الْمُؤمِنِينَ حَتَّى رَحَلُوا مِنْ دِيَارِهِم حَوْلَ الْمَكَانِ الَّذِي نَزَلُوا فِيهِ .

مَنْ قَطَعَ طَرِيقًا وَهُم يَقْطَعُونَ السُبُلَ, يَخْرُجُونَ فِي التَظَاهُراتِ لِيَقْطَعُوا الطُرُقَاتِ, وَلِيَعْتَدُوا عَلَى خَلْقِ اللهِ مِنْ الْمُسَالِمِينَ, وَرُبَمَا أَدَّى الْأَمْرُ إِلَى وُقُوعِ الْأَذَى عَلَى الْأَبْرِيَاءِ الْمُسَالِمِينَ, وَأَمَّا هَؤلَاءِ فَإِنَّهُم يَحِيصُونَ حَيْصَةَ الْحُمُرِ إِذَا سَمِعُوا الْهَيْعَةَ طَارُوا وَتَرَكُوا الْمَسَاكِينَ, فَيُظَنُّ أَنَّهُم مِنْ الْمُدَانِينَ وَهُم مِنْ الْأَبْرِيَاءِ الْمُسَالِمِينَ, (مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا أَوْ أَذَى مُؤْمِنًا فَلَا جِهَادَ لَهُ) كَذَا قَالَ نَبِيُكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

عَنْ عُبَادَةَ ابْنِ الصَامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا) رَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ, ثُمَّ رَوَى عَنْ خَالِدِ ابْنِ دَخَّان قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَ ابْنَ يَحْيَ الْغَسَانِيُ عَنْ قَوْلِهِ (فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ) قَالَ: "الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي الْفِتْنَةِ فَيَقْتُلُ أَحَدُهُم فَيَرَى أَنَّهُ – أَي هَذَا الْقَاتِلُ- يَرَى أَنَّهُ عَلَى هُدًى فَلَا يَسْتَغْفِرُ اللهَ" صَحَحَهُ الْأَلْبَانِيُ فِي صَحِيحِ التَرْغِيبِ وَالتَرْهِيبِ (مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا) .

قَالَ سَيِد فَضْل - إِمَامُهُم وَفَقِيهُهُم وَمُنَظِرُهُم, وَهُوَ الَّذِي شَكَلَّهُم وَأَعَدَّهُم قَالَ فِي كِتَابِ (التَعْرِيَةِ) "ابْنُ لَادِنُ وَالظَوَاهِريُ لَيْسَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَتْوَى, وَلَا مِنْ أَهْلِ التَقْوَى"

وَقَالَ فِي حَلْقَتِهِ الرَابِعَةِ مِنْ كِتَابِهِ (مُسْتَقْبَلُ الصِرَاعِ) فِي الصَفْحَةِ الرَابِعَةِ (ص / 4) "ابْنُ لَادِنُ وَالظَوَاهِرِيُ كِلَاهُمَا جَاهِلٌ بِالدِينِ, وَهُمَا مِنْ نَاحِيَةِ الشَرِيعَةِ عَوَام, يَجِبُ عَلَيْهِمَا إِسْتِفْتَاءُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا أَنْ يُفْتِيَا غَيْرَهُم وَيُوَجِهَانِهِم"

فَيَقُولُ الْظَوَاهِرِيُ كَمَا فِي الْلِقَاءِ الْمَفْتُوحِ مَعَهُ فِي الْحَلَقَةِ الثَانِيَةِ " لَا أَعْتَبِرُ نَفْسِي مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَكِنْ مُحِبٍ لَهُم نَاشِرٌ لِمَا أَعْلَمُ مِنْ أَقْوَالِهِم"

لَذَلِكَ يَفْتُونَ النَّاسَ بِالْقَتْلِ الْعَامِ, لِأَنَّهُم يُكَفِّرُونَ تَكْفِيرًا عَامًا, وَهُم يَرَوْنَ أَنَّ جَمِيعَ الْحُكُومَاتِ قَدْ كَفَرَتْ وَخَرَجَتْ عَنْ الْمِلَّةِ, وَأَنَّ الشُعُوبَ بِمُوَاطَأَتِهَا لِحُكُومَاتِهَا عَلَى كُفْرِهَا قَدْ إِرْتَدَّت أَيْضًا, إِذَنْ فَهِيَ كَافِرَةٌ مُرْتَدَّةٌ, فَقَتْلُهَا حَلَالٌ, حَلَالٌ, حَلَالٌ,,, وَذَبْحُهَا يَكُونُ عَلَى الطَرِيقَةِ الْإِسْلَامِيَةِ !!!

وهَذَا كُلُّهُ مِنْ جَهْلِهِم, هَؤلَاءِ قَدْ أَضَرُوا الْأُمَّةَ بِجَهْلِهِم, وَالْوَاحِدُ مِنْهُم يَقُولُ لَسْتُ عَالِمًا, وَالنَوَازِلُ لَا يُفْتِي فِيهَا إِلَّا الَّذِي يَسْتَطِيعُ إِسْتِنْبَاطَ الْحُكْمِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُنَّةِ, مَنْ بَلَغَ رُتْبَةَ الْإِجْتِهَادِ كَمَا قَرَرَ الْعُلَمَاءِ, فَحَتَّى الْعَالِمُ الَّذِي تَضَلَّعَ بِالْعِلْمِ وَلْم يَكُنْ قَدْ وَصَلَ إِلَى تِلْكَ الْمَرْتَبَةِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُفْتِيَ فِي النَوَازِلِ, فَلَا يُفْتِي فِي النَوَازِلِ إِلَّا أَهْلُهَا .

هَؤلَاءِ الْأَغْمَار الَّذِينَ شَهِدَ عَلَيْهِم إِمَامُهُم, وَمُفْتِيهِم وَمُعَلِمُهُم, هَؤلَاءِ مِنْ الْعَوَامِ, لَا يَصْلُحُ لِوَاحِدٍ مِنْهُم أَنْ يُوَجِهَ, وَلَا يُصْلِحُ لِوَاحِدٍ مِنْهُم أَنْ يُصْدِرَ حُكْمًا وَلَا أَنْ يُفْتِيَ, وَلَكِنَّهُم يُفْتُونَ, وَيَصْدُرُونَ الْأَحْكَامَ .

مِنْ هُنَا تَعْلَمُ نَفْسِيَةَ الْقَاتِلِ الَّذِي يَخْرُجُ بِمُتَفَجِرَاتِهِ إِلَى مُسْتَشْفَى,,, إِلَى مَدْرَسَةٍ,,, إِلَى شِرِيطٍ لِلسِكَةِ الْحَدِيدِيَةِ, مِنْ هُنُا تَعْلَمُ إِقْدَامَ هَؤلَاءِ وَحِرْصَهُم عَلَى قَتْلِ الْأَبْرِيَاءِ, لِأَنَّهُم مُرْتَدُونَ عِنْدَهُم,,,

يُفَجِرُ مُسْتَشْفَى يُقْتَلُ فِيهَا الْمَرْضَى الْمَسَاكِينَ, يُحْمَلُونَ مِنْ أَمَاكِنَهُم مِنْ الرِعَايَةِ الْفَائِقَةِ إِلَى الطَرِيقِ لِيَمُوتَ الْوَاحِدُ مِنْهُم بِمُجَرَّدِ نَزْعِ الْخَرَاطِيمِ, كَيْفَ يَتَحَمَّلُ هَذَا الدَمَ أَمَامَ اللهِ؟! وَكَيْفَ يَغْتَبِطُ بِقَتْلِ هَؤلَاءِ؟! وَكَيْفَ كَفَّرَهُم؟! وَأَيْنَ الْحُجَّةُ عِنْدَهُ عَلَى كُفْرِهِم وَرِدَّتِهِم؟! سَلُوهُم إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ!!

سَيَقُولُ لَكَ قَالَ فُلَانٌ وَقَالَ فُلَانُ,,, وَفُلَانٌ هَذَا أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ,,,

مَا أُسَامَةُ ابْنُ لَادِن؟ وَلَا أَقُولُ مَنْ أُسَامَةُ ابْنُ لَادِن؟ خَارِجِيٌ جَلْدٌ, مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُنَّةِ, كَانَ يَدْعُو إِلَى الْخُرُوجِ عَلَى كُلِّ ذِي سُلْطَانٍ عَدْلًا كَانَ أَوْ جَائِرًا, عَلَى مَنْهَجِ الْخَوَارِجِ يَسِيرُ, يَجْتَنِبُ الْهِدَايَةِ وَيَتَّبِعُ الْغِوَايَةِ, وَعَلَى نَهْجِهِ يُقِيمُ الضَالُ الْمُضِلُ أَيْمَنُ الْظَوَاهِرِيُ إِلَى يَوْمِ النَّاسِ هَذَا, وَأَتْبَاعُهُم الَّذِينَ انْتَشَرُوا هُنَا وَهُنَالِكَ كَالْخَلَايَا السَرَطَانِيَةِ فِي الْجَسَدِ الْحَيِّ, لَا كَثَّرَهًم الله ,,, قَاتَلَهُم اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .

وَيتَقَاتَلُونَ الْيَومُ عَلَى الْمُلْكِ, الدَوْلَةُ الْإِسْلَامِيَةُ كَمَا تَزْعُم تُكَفِرُ بَعْضَ أَنْصَارِ الشَرِيعَةِ, وَتَحْكُمُ بِالرِدَّةِ عَلَى الَّذِي يَقُولُ بِعُذْرِ الْجَاهِلِ, وَبِقَبُولِ عُذْرِهِ وَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْقَتْلِ فَيُقْتَلُ, إِنَّهُم يَتَنَازَعُونَ عَلَى الْمُلْكِ قَاتَلَهُم اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ, وَطَهَّرَ الْأَرْضَ مِنْ رِجْسِهِم .

عِبَادَ اللهِ,,, إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا دَامَ قَدْ كَتَبَ لِأَتْبَاعِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَبَاتَ عَلَى الدِينِ, وَقَدْ جَعَلَ مُخَالِفِيهِ عَلَى خَطَرٍ مِنْ دِينِهِم, فَقَدْ قَالَ رَبُنَا جَلَّ وَعَلَا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً)

قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ "تَوَعَّدَهُمْ بِأَنَّهُمْ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ فِي عُقُولِهِمْ وَأَدْيَانِهِمْ وَبَصَائِرهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِسَبَبِ إعْرَاضِهِمْ عَمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ, وَتَحْكِيمِ غَيْرِهِ وَالتَّحَاكُمِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) إِذَا وَقَعَ ذَلِكَ اعْتَذَرُوا بِأَنَّهُمْ إنَّمَا قَصَدُوا الْإِحْسَانَ وَالتَّوْفِيقَ" .

وَثَالِثَةُ الْأَثَافِي أَنَّ هَذِهِ الْمُصِيِبَةِ قَدْ تُصِيبُ مِنْ دِينِ الْمَرْءِ مَقْتَلًا حَتَّى يَكْفُرَ, قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى عِنْدَ قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) قَالَ: "أَمَرَ مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ أَنْ يَحْذَرَ الْفِتْنَةَ، وَالْفِتْنَةُ: الرِّدَةُ وَالْكُفْرُ"

قَالَ سبحانه: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ) قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد كَمَا فِي رِوَايَةِ الْفَضْلِ ابْنِ زِيَادٍ: " نَظَرْتُ فِي الْمُصحَفْ فَوَجَدتُ طَاعَةَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ مَوْضِعًا، ثُمَّ جَعَلَ يَتْلُو (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وَجَعَلَ يُكَرِرُهَا وَيَقُولُ: وَمَاالْفِتْنَةُ؟ الشِرْكُ، لَعَلَّهُ إِذَا رَدَّ بَعْضَ قَوْلِهِ أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِهِ شَيءٌ مِنْ الزَيْغِ فَيَزِيغُ قَلْبُهُ فَيُهْلِكَهُ وَجَعَلَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) انْتَهَى كَلَامُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَطَّةَ فِي الْإِبَانَةِ .

وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ الْمَشْكَانِي فِيمَا ذَكَرَهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ فِي (الصَارِمِ الْمَسْلُولِ) "وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ قَوْمًا يَدَعُونَ الْحَدِيثَ وَيَذْهَبُونَ إِلَى رَأْيِ سُفْيَانَ، فَقَالَ: أَعْجَبُ لِقَوْمٍ سَمِعُوا الْحَدِيثَ وَعَرَفُوا الْإِسْنَادَ وَصِحَتَه، يَدَعُونَهُ وَيَذْهَبُونَ إِلَى رَأْيِ سُفْيَانَ وَغَيْرِهِ، قَالَ اللهُ تعَالَى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وَتَدْرِي مَا الْفِتْنَةِ؟ الْكُفْرُ، قَالَ تَعَالَى (وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ) فَيَدَعُونَ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَغْلِبُهُم أَهْوَاؤُهُم إِلَى الرَأْيِ، فَإِذَا كَانَ الْمُخَالِفُ عَنْ أَمْرِهِ قَدْ حُذِّرَ مَنْ الْكُفْرِ وَالشِرْكِ أَوْ مِنْ الْعَذِابِ الْأَلِيمِ، دَلَّ عَلَى أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ مُفْضِيًا إِلَى الْكُفْرِ أَوْ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ" .

صَحَّ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللهُ قَوْلُهُ "أَسْرَعٌ النَّاسِ رِدَّةً أَصْحَابُ الْأَهْوَاءِ" أَسْرَعٌ النَّاسِ رِدَّةً أَصْحَابُ الْأَهْوَاءِ, وَلَمَّا كَانَ أَصْلُ كُفْرِ أَهْلُ الْكِتَابِ مِنْ جِهَةِ مُخَالَفَةِ الرُسُلِ قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ ورُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِن دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَم) .

فَاتَقُوا اللهَ أَيُهَا الْمُسْلِمُونَ, اتَقُوا اللهَ فِي دِينِكُم, وَاتَقُوا اللهَ فِي وَطَنِكُم,,, اتَقُوا اللهَ فِي وَطَنِكُم فَإِنَّهُ يُرْفَعُ فِيهِ الْأَذَانُ, وَتُقَامُ فِيهِ الصَلَوَاتُ وَالْجَمَاعَاتُ, وَتُؤَدَّى فِيهِ الْقُرُبَات, وَيُجْهَرُ فِيهِ بِالشَهَادَتَينِ, وَتُؤَدَّى فِيهِ الزَكَوَات, وَيُقَامُ فِيهِ مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا لَا يُحْصِيهِ إِلَّا الله, فَاتَقُوا اللهَ فِي أَمْنِهِ, اتَقُوا اللهَ فِي سَلَامَتِهِ, احْذَرُوا وُقُوعَ الْفَوْضَى فِيهَ ,فَإِنَّ هَؤلَاءِ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ وَلَا فِي مُسْلِمٍ إِلًّا وَلَا ذَمَّةً .

لِمَاذَا يُخَرِّبُونَ الْإِقْتِصَادَ؟! أَيَنْفِسُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَجِدُوا لُقْمَةَ الْعَيْشِ!! وَأَنْ يَتَحَصَلُوا عَلَى رَغِيفِ الْخُبْزِ!! لِمَاذَا يُحَارِبُونَ مُؤْتَمَرًا لِلنِهُوضِ بِالْإِقْتِصَادِ الْمِصْرِي ؟! مِنْ أَجْلِ الْقِيَامِ مِنْ الْكَبْوَةِ وَالْخُرُوجِ مِنْ عُنُقِ الزُجَاجَةِ, مِنْ أَجْلِ أَنْ يَتَنَفَّسَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِ مَا فَزِعُوا مِنْ الضِيقِ وَالضَنْكِ وَلَمْ يُسْعِفْهُم لَا الْإِخْوَانُ الْمُسْلِمُونَ وَلَا التَكْفِيرِيُونَ بَلْ زَادُوهُم رَهَقًا, إِنِّي لَا أَعْجَبُ مِنْ هَؤلَاءِ فِي غِلَظِ أَكْبَادِهِم, وَقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم, وَإنْعِدَامِ الرَحْمَةِ مِنْ أَرْوَاحِهِم وَأَفْئِدَتِهِم, لِمَاذَا يُحَارِبُونَ النَّاسَ فِي لُقْمَةِ الْعَيْشِ؟! لِمَاذَا يَنْفِسُونَ عَلَيْهِم وَيَنْقِمُونَ أَنْ يَجِدُوا رَغِيفَ الْخُبْزِ؟! وَأَنْ تَتَحَسَّنَ بَعْضَ أَحْوَالِهِم وَأَنْ يَجِدُوا أَعْمَالًا يَقُومُونَ بِهَا,,, يَقُومُونَ بِهَا لِيَسْتَطِيعَ الْوَاحِدُ مِنْهُم أَنْ يَعْيشَ عِيشَةً آدَمِيَّةً, لِمَاذَا يُحَارِبُونَ الدَوْلَةَ وَهِيَ تُحَاولُ الْخُرُوجَ مِنْ الْفَقْرِ وَالْجَهْلِ وَالْمَرَضِ؟! بِإدِعَاءِ أَنَّهَا قَدْ تَوَرَطَتْ فِي الْفَقْرِ وَالْجَهْلِ وَالْمَرَضِ, هُوَ مِيرَاثٌ سَابِقٌ بَعْضَهُ مِنْ مِيرَاثِ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ, وَارْجِعُوا إِلَى أَصْحَابِ الْأَرْقَامِ مِنْ الْإِقْتِصَادِيينَ لِيُخْبِرُوكُمْ عَمَّا وَقَعَ مِنْ التَرَدِّي وَالنَّهْبِ وَالسَلْبِ فِي الْعَامِ الَّذِي حَكَمَ فِيهَ الْإِخْوَانُ مِصْرَ حَفِظَهَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مِنْ الخَوَارِجِ وَحَفِظَ جَمِيعَ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ .

لَقَدْ أَضَاعُوهَا ضَيَاعًا كَبِيرًا, وَبَدَّدُوا الثَرْوَاتِ بَلْ أَرَادُوا أَنْ يَبِيعُوهَا, بَلْ أَرَادُوا أَنْ يُسَلِّمُوهَا لُقْمَةً سَائِغَةً لِلشَيْطَانِ, لَا يُنَازِعُونَ النَّاسَ فِي شِبْرٍ مِنْ الْأَرْضِ كَمَا يَدَّعُونَ, مَعَ أّنَّ الْحَاكِمَ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُم - وَهُم يُكَفِرُونَهُ كَمَا تَعْلَمُونَ- كَانَ يُقَاتِلُ فِي مَعْرَكَةٍ إِسْتَغْرَقَتْ سَنَوَاتٍ مِنْ أَجْلِ حَبَّةِ الرَمْلِ فِي طَابَا وَهِيَ شِبْرٌ مِنْ الْأَرْضِ, فَلَمْ يَتْرُكَهَا لِليَهُودِ حَتَّى رَفَعَ عَلَيْهَا الَعَلَمَ الْمِصْرِيَ, وَحَتَّى رَجَعَتْ إِلَى السِيَادَةِ الْمَصْرِيَةِ, وَهَؤلَاءِ يَقُولُونَ لَنْ نَخْسَرَ إِخْوَانَنَا فِي غَزَةَ, وَمَا الَّذِي سَيَأْخُذُونَ؟ سَيَأْخُذُونَ شَيْئًا مِنْ سَيْنَاءَ!! لَنْ نَخْسَرَ إِخْوَانَنَا فِي السُوَدَانِ مِنْ أَجْلِ حَلَايِبْ وَشَلَاتِين, وَقَدْ قُوتِلَ مِنْ أَجْلِهَا وَحُورِبَ لِرَدِهَا، وَيُحَارَبُ الْيَوْمَ مِنْ أَجْلِ تَنْمِيَتِهَا وَتَرْقِيَتِهَا .

أَيُّ أَقْوَمٍ هَؤلَاءِ؟ وَلِمَاذَا يَنْقِمُونَ عَلَى الْمَصْرِيينَ أَنْ يَتَنَفَّسُوا؟! وَلَابُدَّ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَنَفَسًوا وَأَنْ يَجِدُوا الْعَامَ الرَغْدَ الَّذِي يَسْتَرِدُونَ فِيهِ الْأَرْوَاحَ وَتَؤُوبُ فِيهِ إِلَى الْأَجْسَادِ نُفُوسُهَا، وَتَسْتَقِرُ فِيهِ الْأَكْبَادُ وَالْقُلُوبُ فِي مَقَرِهَا . لِمَاذَا يَنْقِمُونَ عَلَيْنَا؟! نَحْنُ نَدْعُوا إِلَى إِقَامَةِ الشَرْعِ وَإِلَى تَطْبِيقِهِ, إِلَى إِقَامَةِ الْمِلَّةِ، وَلَكِنْ نَدْعُوا إِلَى تَحْكِيمِ الشَرِيعَةِ سَالِكِينَ سَبِيلَ الشَرِيعَةِ, الْآخَرُونَ يُرِيدُونَ تَحْكِيمَ الشَرِيعَةِ بِالْوَسَائِلِ الْكُفْرِيَةِ، بِالْوَسَائِلِ الطَاغُوتِيَةِ، كَمَا كَانُوا يَقُولُونَ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى سُدَّةِ الْحُكْمِ ... فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا، وَإِلَى اللهِ الْمُشْتَكَى وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيل , وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ .

التعليقات


خطب مفرغة قد تعجبك


  رَمَضَانُ شَهْرُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالتَّعَرُّضِ لِرَحَمَاتِ اللهِ
  حُسْنُ الْخَاتِمَةِ بَيْنَ الِاجْتِهَادِ وَالتَّوْفِيقِ
  أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا
  الْقُدْسُ إِسْلَامِيَّةٌ لَا عِبْرِيَّةٌ
  قِيمَةُ الِاحْتِرَامِ
  فَضْلُ الشَّهَادَةِ وَوَاجِبُنَا نَحْوَ أُسَرِ الشُّهَدَاءِ
  الدِّينُ وَالْوَطَنُ مَعًا.. بِنَاءٌ لَا هَدْمَ
  عِنَايَةُ الْإِسْلَامِ بِالنَّشْءِ
  التَّضْحِيَةُ لِأَجْلِ الْوَطَنِ سَبِيلُ الشُّرَفَاءِ وَالْعُظَمَاءِ الْأَوْفِيَاءِ
  الحَمَّادُون
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان