مَفْهُومُ الْجِهَادِ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالِادِّعَاءِ


((مَفْهُومُ الْجِهَادِ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالِادِّعَاءِ))

فَلَقَدْ تَلَاعَبَتْ بَعْضُ الْفِئَاتِ الْمُعَاصِرَةِ بِمَعْنَى الْجِهَادِ فِي الْإِسْلَامِ، فَأَطْلَقَتْهُ عَلَى أَفْعَالٍ إِجْرَامِيَّةٍ شَنِيعَةٍ مُنَافِيَةٍ لِمَعَانِي الْجِهَادِ وَالْإِسْلَامِ وَشِيَمِ أَهْلِهِ، حَتَّى صَارَتْ الِانْتِحَارَاتُ وَالتَّفْجِيرَاتُ -الَّتِي وَقَعَتْ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَذَهَبَ ضَحِيَّتَهَا الْكَثِيرُ مِنَ الْأَبْرِيَاءِ مَعْصُومِي الدِّمَاءِ مُسْلِمِينَ وَمُعَاهَدِينَ، مَعَ إِتْلَافِ الْأَمْوَالِ، وَتَرْوِيعِ الْآمِنِينَ- صَارَتْ تُبَرَّرُ عَلَى أَنَّهَا ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ الْجِهَادِ!!

وَغُرِّرَ بِبَعْضِ الشَّبَابِ فَانْزَلَقَ فِي هَذَا الْمُنْزَلَقِ الْخَطِيرِ، وَأُوهِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَسْرَعِ الطُّرُقِ لِنَيْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ، وَالْفَوْزِ بِالْحُورِ الْعِينِ!!

بَيْنَمَا هَذِهِ الْأَعْمَالُ الْمُنْكَرَةُ الشَّنِيعَةُ قَدْ تَكُونُ مِنْ أَسْرَعِ الطُّرُقِ لِدُخُولِ النَّارِ -وَالْعِيَاذُ بِاللهِ-؛ إِذْ إِنَّ طَرِيقَ الْجَنَّةِ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْتِزَامِ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ﷺ، وَتَرْكِ مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللهِ -تَعَالَى- وَأَمْرِ رَسُولِهِ ﷺ، وَالْبُعْدِ عَمَّا يُغْضِبُ اللهَ وَيُسْخِطُهُ.

وَالْعَمَلِيَّاتُ التَّفْجِيرِيَّةُ وَالِانْتِحَارِيَّةُ الَّتِي وَقَعَتْ فِي بِلَادِنَا -حَفِظَهَا اللهُ- وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ يُعْتَبَرُ مَعْصِيَةً للهِ، وَمُحَادَّةً ظَاهِرَةً لِأَقْوَالِ النَّبِيِّ ﷺ وَأَفْعَالِهِ وَسِيرَتِهِ، فَقَدْ حَرَّمَ قَتْلَ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَحَرَّمَ قَتْلَ النَّفْسِ الْمُعَاهَدَةِ، وَحَرَّمَ الْكَذِبَ وَالْغَدْرَ وَالْخِيَانَةَ، وَحَرَّمَ الْخُرُوجَ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ وَتَرْكَ طَاعَتِهِ فِي الْمَعْرُوفِ، وَحَرَّمَ الِانْتِحَارَ.

وَكُلُّ ذَلِكَ فَعَلُوهُ -وَالْعِيَاذُ بِاللهِ-؛ بَلْ إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى فِي الْقِتَالِ الْمَشْرُوعِ مَعَ الْكُفَّارِ عَنْ قَتْلِ مَنْ لَيْسَ أَهْلًا لِلْقِتَالِ؛ كَالنِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ، وَالشُّيُوخِ، وَالْأُجَرَاءِ، وَالرُّهْبَانِ وَنَحْوِهِمْ.

فَكَيْفَ إِذَا كَانَ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ مُسْلِمِينَ آمِنِينَ أَوْ مُعَاهَدِينَ أُعْطُوا الْأَمَانَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ؟!!

إِنَّ قَتْلَ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ وَالْمُعَاهَدَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَتَرْكَ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، وَالْخُرُوجَ عَلَيْهِ، وَالْغَدْرَ، وَالْخِيَانَةَ، مِمَّا تَوَاتَرَتِ النُّصُوصُ الشَّرْعِيَّةُ بِتَحْرِيمِهِ، وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى عَدَمِ حِلِّهِ، وَتَجْرِيمِ فَاعِلِهِ، وَكُفْرِهِ إِنِ اسْتَحَلَّ ذَلِكَ، فَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ جِهَادًا؟!!

وَكَيْفَ يَكُونُ طَرِيقًا لِلْجَنَّةِ؟!!

إِنَّ مَنْ قَامُوا بِتِلْكَ الْجَرَائِمِ هُمْ عَلَى مَنْهَجِ وَطَرِيقَةِ مَنْ قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ -كَمَا فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي فِي ((الصَّحِيحَيْنِ)) -: ((سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ: أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

وَإِنَّ سَلَفَهُمْ هُمُ الَّذِينَ ثَارُوا عَلَى عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَتَلُوهُ، وَكَفَّرُوا عَلِيًّا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَتَلُوهُ، ثُمَّ تَتَابَعَ خُرُوجُهُمْ فِي أَزْمِنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ وَأَمْكِنَةٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَإِنَّ سَلَفَهُمْ بَدَلًا مِنْ أَنْ يُفِيدُوا مِنْ عِلْمِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ وَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- كَفَّرُوهُمْ وَقَاتَلُوهُمْ وَسَمُّوا ذَلِكَ جِهَادًا!!

فَهَؤُلَاءِ سَلَفُهُمْ.

وَهَؤُلَاءِ بَدَلًا مِنْ أَنْ يُفِيدُوا مِنَ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ الصَّالِحِينَ الْمُتَّبِعِينَ لِلسُّنَّةِ رَمَوْهُمْ بِالْعَظَائِمِ، وَنَفَّرُوا النَّاسَ مِنْهُمْ، وَتَرَكُوا طَاعَةَ وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَخَرَجُوا عَلَيْهِ، وَحَمَلُوا السِّلَاحَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَفَعَلُوا مَا فَعَلُوا مِمَّا يَنْدَى لَهُ الْجَبِينُ.

وَإِنَّ الْخَطَرَ لَيَكْمُنُ فِيمَنْ يُغَذِّي هَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيِّينَ بِالْفِكْرِ الْمُنْحَرِفِ، وَيُحَرِّفُ النُّصُوصَ الشَّرْعِيَّةَ عَنْ مَعَانِيهَا الْأَصْلِيَّةِ، وَدَلَالَاتِهَا الصَّحِيحَةِ؛  لِيُبَرِّرَ بِهَا تِلْكَ الْأَفْعَالَ الْإِجْرَامِيَّةَ.

وَقَدِيمًا كَانَ يُسَمَّى مَنْ يُغَذِّي الْخَوَارِجَ بِالْفِكْرِ وَلَا يُقَاتِلُ مَعَهُمْ (قَعَدَةَ الْخَوَارِجِ) أَوِ (الْخَوَارِجَ الْقَعَدَةُ)؛ أَيْ يَكْتَفُونَ بِالْفِكْرِ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى الْخُرُوجِ، وَيَتَوَلَّى الْأَتْبَاعُ مِنَ الشَّبَابِ مُهِمَّةَ الْقَتْلِ وَالتَّدْمِيرِ وَالِاغْتِيَالِ بِاسْمِ الْجِهَادِ، فَلْيُنْتَبَهْ لِلْخَوَارِجِ الْقَعَدَةِ؛ فَهُمْ كَثِيرٌ -لَا كَثَّرَهُمُ اللهُ-، وَقَى اللهُ الْمُسْلِمِينَ شَرَّهُمْ وَفِتْنَتَهُمْ.

وَمِمَّا يَجْدُرُ ذِكْرُهُ أَنَّ الْجَمَاعَاتِ الْمُسَلَّحَةَ الْمُعَاصِرَةَ الَّتِي تُكَفِّرُ مُخَالِفِيهَا، وَتَرْضَى لِنَفْسِهَا بِالْخُرُوجِ عَلَى وُلَاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، وَالشُّذُوذِ عَمَّا عَلَيْهِ جَمَاعَةُ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتُهُمْ بِاسْتِحْلَالِ الدِّمَاءِ الْمَعْصُومَةِ بِاسْمِ الْجِهَادِ، وَتَسْلُكُ لِتَحْقِيقِ ذَلِكَ طُرُقَ التَّفْجِيرِ وَالتَّدْمِيرِ الَّتِي شَوَّهَتْ صُورَةَ الْإِسْلَامِ، هَذِهِ الْجَمَاعَاتُ الْمُنْحَرِفَةُ الْمُعَاصِرَةُ الْمُسَلَّحَةُ تَرْتَكِزُ فِي أَفْكَارِهَا عَلَى أَفْكَارِ الْخَوَارِجِ الْمُتَقَدِّمِينَ، فَالرَّدُّ عَلَى الْخَوَارِجِ رَدٌّ عَلَيْهِمْ.

فَمَفْهُومُ الْجِهَادِ فِي الْإِسْلَامِ شُوِّهَ، وَتَلَاعَبَ بِهِ مَنْ تَلَاعَبَ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ، حَتَّى صَارَ الْقَتْلُ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَصَارَ التَّدْمِيرُ وَالتَّفْجِيرُ وَإِشَاعَةُ الْفَوْضَى فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.. صَارَ ذَلِكَ كُلُّهُ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَزُعِمَ أَنَّهُ أَقْصَرُ طَرِيقٍ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالتَّمَتُّعِ بِمَلَذَّاتِهَا وَبِالْحُورِ الْعِينِ!!

فَكَانَ لَا بُدَّ أَنْ يُصَحَّحَ هَذَا الْمَفْهُومُ؛ بِمَعْنَى أَنْ يُعَادَ إِلَى أَصْلِهِ الَّذِي قَرَّرَهُ اللهُ -تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ وَقَرَّرَهُ النَّبِيُّ ﷺ فِي سُنَّتِهِ.

فِي كِتَابِ ((الْجِهَادُ فِي الْإِسْلَامِ)) : ((الْجِهَادُ فِي اللُّغَةِ: ((مَصْدَرُ جَاهَدَ جِهَادًا وَمُجَاهَدَةً، وَجَاهَدَ فَاعَلَ مِنْ جَهَدَ إِذَا بَالَغَ فِي قَتْلِ عَدُوِّهِ وَغَيْرِهِ، وَيُقَالُ: جَهَدَهُ الْمَرَضُ وَأَجْهَدَهُ إِذَا بَلَغَ بِهِ الْمَشَقَّةَ، وَجَهَدَتِ الْفَرَسُ وَأَجْهَدْتُهُ إِذَا اسْتَخْرَجْتُ جَهْدَهُ، وَالْجَهْدُ -بِالْفَتْحِ-: الْمَشَقَّةُ، وَ-بِالضَّمِّ-: الطَّاقَةِ، وَقِيلَ: يُقَالُ: بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى التَّعَاقُبِ، فَمَادَّةُ (الْجِيمِ وَالْهَاءِ وَالدَّالِ) حَيْثُ وُجِدَتْ فَفِيهِ مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ)) .

فَالْجِهَادُ فِي اللُّغَةِ: يَشْمَلُ كُلَّ جَهْدٍ يَبْذُلُهُ الْإِنْسَانُ، وَخُصُوصًا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمُحَارَبَةِ الْعَدُوِّ.

وَأَمَّا فِي الشَّرْعِ فَالْجِهَادُ عَلَى مَعْنَيَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا عَامٌّ وَالْآخَرُ خَاصٌّ:

فَأَمَّا الْعَامُّ: فَيَشْمَلُ الْعَمَلَ بِالْإِسْلَامِ، وَالدَّعْوَةَ إِلَيْهِ، وَالدِّفَاعَ عَنْهُ وَإِعْزَازَهُ بِكُلِّ مُمْكِنٍ.

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ -رَحِمَهُ اللهُ- : ((الْجِهَادُ هُوَ بَذْلُ الْوُسْعِ -وَهُوَ الْقُدْرَةُ- فِي حُصُولِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ وَدَفْعِ مَا يَكْرَهُهُ الْحَقُّ)).

وَقَالَ -أَيْضًا-: ((الْجِهَادُ مِنْهُ مَا هُوَ بِالْيَدِ، وَمِنْهُ مَا هُوَ بِالْقَلْبِ، وَالدَّعْوَةِ وَالْحُجَّةِ وَالْبَيَانِ وَالرَّأْيِ وَالتَّدْبِيرِ وَالصِّنَاعَةِ، وَيَجِبُ بِغَايَةِ مَا يُمْكِنُهُ، وَيَجِبُ عَلَى الْقَعَدَةِ أَنْ يَخْلُفُوا الْغُزَاةَ فِي أَهْلِيهِمْ وَمَالِهِمْ)).

وَقَالَ ابْنُ رُشْدٍ: ((الْجِهَادُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْجَهْدِ وَهُوَ التَّعَبُ؛ فَمَعْنَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ: الْمُبَالَغَةُ فِي إِتْعَابِ النَّفْسِ فِي ذَاتِ اللهِ وَإِعْلَاءِ كَلِمَتِهِ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَسَبِيلًا إِلَيْهَا، قَالَ -تَعَالَى-: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [الحج: 78])).

وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ -رَحِمَهُ اللهُ- : ((فَجَعَلَ اللهُ لِأَهْلِ مَحَبَّتِهِ عَلَامَتَيْنِ؛ اتِّبَاعَ الرَّسُولِ، وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْجِهَادَ حَقِيقَتُهُ الِاجْتِهَادُ فِي حُصُولِ مَا يُحِبُّهُ اللهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَمِنْ دَفْعِ مَا يُبْغِضُهُ اللهُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ)).

وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي تَعْرِيفِ الْجِهَادِ: ((هُوَ بَذْلُ الْجَهْدِ فِي قِتَالِ الْكُفَّارِ، وَيُطْلَقُ -أَيْضًا- عَلَى مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ وَالْفُسَّاقِ وَالشَّيْطَانِ)).

وَقَالَ ابْنُ الْمُنَاصِفِ: ((وَكَذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ -تَعَالَى- إِنَّمَا هُوَ بَذْلُ الْجُهْدِ فِي إِذْلَالِ النَّفْسِ وَتَذْلِيلِهَا فِي سُبُلِ الشَّرْعِ، وَالْحَمْلِ عَلَيْهَا بِمُخَالَفَةِ الْهَوَى وَمِنَ الرُّكُونِ إِلَى الدَّعَةِ وَاللَّذَّاتِ وَاتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ)) .

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ -أَيْ عَلَى الْمَعْنَى الْعَامِّ لِلْجِهَادِ- قَوْلُهُ -تَعَالَى-: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}.

وَقَوْلُهُ -تَعَالَى-: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6].

وَقَوْلُهُ -تَعَالَى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9].

وَقَوْلُهُ -تَعَالَى-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

وَقَوْلُ النَّبِيِّ الْأَمِينِ ﷺ -كَمَا فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ فِي ((صَحِيحَيْهِمَا)) - عِنْدَمَا سَأَلَ الرَّجُلُ النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الْجِهَادِ، فَقَالَ مُجِيبًا: ((أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟)).

قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: ((فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ)).

قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: (( ((فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ))؛ أَيْ خُصَّهُمَا بِجِهَادِ النَّفْسِ فِي رِضَاهُمَا، وَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُتْعِبُ النَّفْسَ يُسَمَّى جِهَادًا، وَفِيهِ أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ قَدْ يَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْجِهَادِ)).

فَهَذَا بِالْمَعْنَى الْعَامِّ.

وَأَمَّا الْمَعْنَى الْخَاصُّ لِلْجِهَادِ؛ فَيُرَادُ بِهِ جِهَادَ الْكُفَّارِ عَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ، وَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ عِنْدَ إِطْلَاقِ الْجِهَادِ فِي اصْطِلَاحِ الْفُقَهَاءِ.

قَالَ ابْنُ رُشْدٍ: ((فَكُلُّ مَنْ أَتْعَبَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللهِ فَقَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا أَنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِذَا أُطْلِقَ فَلَا يَقَعُ بِإِطْلَاقِهِ إِلَّا عَلَى مُجَاهَدَةِ الْكُفَّارِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ أَوْ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)).

وَقَدْ جَمَعَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ -رَحِمَهُ اللهُ- الْمَعْنَيَيْنِ الْعَامِّ وَالْخَاصِّ فَقَالَ: ((الْجِهَادُ هُوَ بَذْلُ الْوُسْعِ -وَالْوُسْعُ: الْقُدْرَةُ- فِي حُصُولِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ، وَدَفْعِ مَا يَكْرَهُهُ الْحَقُّ، وَذَلِكَ أَنَّ الْجِهَادَ حَقِيقَتُهُ الِاجْتِهَادُ فِي حُصُولِ مَا يُحِبُّهُ اللهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَمِنْ دَفْعِ مَا يُبْغِضُهُ اللهُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ)).

فَهَذَا هُوَ مَعْنَى الْجِهَادِ فِي اللُّغَةِ وَفِي الشَّرْعِ بِمَعْنَيَيْهِ الْعَامِّ وَالْخَاصِّ)).

قَالَ الْعَلَّامَةُ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- : ((قِوَامُ الدِّينِ بِالْعِلْمِ وَالْجِهَادِ، وَلِهَذَا كَانَ الْجِهَادُ نَوْعَيْنِ: جِهَادٌ بِالْيَدِ وَالسِّنَانِ؛ وَهَذَا الْمُشَارِكُ فِيهِ كَثِيرٌ.

وَالثَّانِي: الْجِهَادُ بِالْحُجَّةِ وَالْبَيَانِ؛ وَهَذَا جِهَادُ الْخَاصَّةِ مِنْ أَتْبَاعِ الرُّسُلِ، وَهُوَ جِهَادُ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ أَفْضَلُ الْجِهَادَيْنِ؛ لِعِظَمِ مَنْفَعَتِهِ، وَشِدَّةِ مَؤُونَتِهِ، وَكَثْرَةِ أَعْدَائِهِ، قَالَ -تَعَالَى- فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيرًا}، فَهَذَا جِهَادٌ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ، وَهُوَ أَكْبَرُ الْجِهَادَيْنِ)).

وَهُوَ جِهَادُ الْمُنَافِقِينَ أَيْضًا -أَيْ: جِهَادُ الْمُسْلِمِينَ لِلْمُنَافِقِينَ-؛ فَإِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَكُونُوا يُقَاتِلُونَ الْمُسْلِمِينَ، بَلْ كَانُوا مَعُهُمْ فِي الظَّاهِرِ، وَرُبَّمَا كَانُوا يُقَاتِلُونَ عَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَعَ هَذَا فَقَدْ قَالَ -تَعَالَى- لِنَبِيِّهِ ﷺ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}، وَمَعْلُومٌ أَنَّ جِهَادَ الْمُنَافِقِينَ كَانَ بِالْحُجَّةِ وَالْقُرْآنِ)).

وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي ((جَامِعِ بَيَانِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ))  قَوْلَ بَعْضِهِمْ:

(وَمِدَادُ مَا تَجْرِي بِهِ أَقْلَامُهُمْ  = أَزْكَى وَأَفْضَلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ)

(يَا طَالِبِي عِلْمَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ      =  مَا أَنْتُمُ وَسِوَاكُمُ بِسَوَاءِ)

قَالَ الْعَلَّامَةُ السَّعْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- : ((وَمِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ سُلُوكُ طَرِيقِ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ؛ فَإِنَّ الِاشْتِغَالَ بِذَلِكَ لِمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ لَا يُوَازِنُهُ عَمَلٌ مِنَ الْأَعْمَالِ، لِمَا فِيهِ مِنْ إِحْيَاءِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ، وَإِرْشَادِ الْجَاهِلِينَ، وَالدَّعْوَةِ إِلَى الْخَيْرِ وَالنَّهْيِ عَنِ الشَّرِّ، وَالْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي لَا يَسْتَغْنِي الْعِبَادُ عَنْهُ)).

وَقَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ عُثَيْمِينَ -رَحِمَهُ اللهُ- : «إِنَّ الْمُتَفَقِّهِينَ فِي دِينِ اللهِ يُوَازُونَ تَمَامًا الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ.

فَالْمُتَفَقِّهُ فِي دِينِ اللهِ وَهُوَ يَتَصَفَّحُ كُتُبَهُ، وَيَحْضُرُ إِلَى مَجَالِسِ الْعِلْمِ هُوَ كَالَّذِي يَتَفَقَّدُ قَوْسَهُ وَرُمْحَهُ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ.

وَالَّذِي يُعَرِّضُ بَصَرَهُ وَفِكْرَهُ وَقَلْبَهُ لِإِدْرَاكِ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ كَالَّذِي يُعَرِّضُ رَقَبَتَهُ لِأَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ لِيُقَاتِلَهُمْ حَتَّى تَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا.

قَالَ: وَلَسْتُ أَقُولُ ذَلِكَ مُجَازَفَةً أَوْ مُحَابَاةً لَكُمْ، وَلَكِنِّي أَقُولُ ذَلِكَ مُسْتَنِدًا إِلَى كِتَابِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَقَدْ قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].

فَتَأَمَّلْ أَخِي الطَّالِب -يَقُولُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ عُثَيْمِينَ -رَحِمَهُ اللهُ-- قَوْلَ رَبِّكَ -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}؛ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} لَيْسَتْ تَعْلِيلًا لِلْفِرْقَةِ النَّافِرَةِ، وَلَكِنَّهَا تَعْلِيلٌ لِلْفِرْقَةِ الْبَاقِيَةِ {لِيَتَفَقَّهُوا}؛ أَيْ الْقَاعِدُونَ الَّذِينَ لَمْ يَنْفِرُوا لِلْجِهَادِ، {وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.

فَأَنْتُمُ الْآنَ -يَقُولُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ عُثَيْمِينَ -رَحِمَهُ اللهُ-  لِطُلَّابِ الْعِلْمِ- فَأَنْتُمُ الْآنَ وَمَنْ فِي مَيْدَانِ الْقِتَالِ سَوَاءٌ)).

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ -رَحِمَهُ اللهُ- : ((فَلَمَّا تَغَيَّرَتْ الرَّعِيَّةُ مِنْ وَجْهِ وَالرُّعَاةِ مِنْ وَجْهٍ؛ تَنَاقَصَتْ الْأُمُورُ، فَإِذَا اجْتَهَدَ الرَّاعِي فِي إصْلَاحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ رُوِيَ: ((يَوْمٌ مِنْ إمَامٍ عَادِلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً)) .

وَفِي ((الصَّحِيحَيْنِ)) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ ﷺ ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَادِلٌ)). الْحَدِيثَ، وَفِي ((صَحِيحِ مُسْلِمٍ)) : عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٍ، وَرَجُلٌ رَحِيمُ الْقَلْبِ بِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ غَنِيٌّ عَفِيفٌ مُتَصَدِّقٌ)) )).

فَبِهَذَا كُلِّهِ تَعْلَمُ مَفْهُومَ الْجِهَادِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ، فَإِذَا جَاءَ مَنْ يُحَرِّفُ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَيَجْعَلُ النَّاسَ عَلَى غَيْرِ صِرَاطٍ فَهَذَا لَا نَقُولُ فِيهِ إِلَّا اللهُ حَسِيبُهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

المصدر:مَفْهُومُ الشَّهَادَةِ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالِادِّعَاءِ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  الْمَوْعِظَةُ السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ : ((أَحْكَامُ زَكَاةِ الْفِطْرِ))
  عَوَاقِبُ وَخِيمَةٌ لِإِهْمَالِ النَّظَافَةِ
  بِنَاءُ الْوَعْيِ لِمُوَاجَهَةِ الْإِشَاعَاتِ
  بِرُّ الْوَالِدَيْنِ مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ
  دَوْرُ الِابْتِلَاءِ فِي تَرْبِيَةِ النُّفُوسِ
  تَرْبِيَةُ الطِّفْلِ عَلَى التَّوْحِيدِ
  الدرس الثامن والعشرون : «الاسْتِغْفَــــارُ وَالتَّوْبَةُ»
  دِينُ الْعَمَلِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ
  اللهُ لَا يُخْزِي مَنْ يُسَاعِدُ النَّاسَ
  الِاتِّجَارُ فِي الْمُخَدِّرَاتِ وَالْإِدْمَانُ إِفْسَادٌ فِي الْأَرْضِ
  أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَشَرَفُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ
  دِينُ اللهِ مُحَارَبٌ، وَلَكِنَّهُ دِينٌ مَنْصُورٌ عَزِيزٌ
  حَنَانُ الْأُمِّ وَشَفَقَتُهَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ
  الْأَمَلُ وَالتَّفَاؤُلُ فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ
  ذِكْرُ الْعَبْدِ للهِ مَحْفُوفٌ بِذِكْرَينِ مِنَ اللهِ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان