((اسْتِقْبَالُ رَمَضَانَ))
الْأَحَدُ 29 مِنْ شَعْبَانَ 1440هـ | 5-5-2019م.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانَ، وَعَلَى أَهْلِهِ وَصَحْبِهِ مَا تَعَاقَبَ المَلَوَانِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَفِي ((الصَّحِيحَيْنِ)) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)).
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: ((الْمُرَادُ بِالْإِيمَانِ: الِاعْتِقَادُ بِحَقِّ فَرْضِيَّةِ الصَّوْمِ، وَبِالِاحْتِسَابِ: طَلَبُ الثَّوَابِ مِنَ اللهِ رَبِّ الْأَرْبَابِ)).
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ((احْتِسَابًا؛ أَيْ: عَزِيمَةً، وَهُوَ أَنْ يَصُومَهُ عَلَى مَعْنَى الرَّغْبَةِ فِي ثَوَابِهِ، طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِذَلِكَ، غَيْرَ مُسْتَثْقِلٍ لِصِيَامِهِ، وَلَا مُسْتَطِيلٍ لِأَيَّامِهِ)).
فَحَرِيٌّ بِنَا مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ أَنْ نَسْتَقْبِلَ هَذَا الشَّهْرَ الْكَرِيمَ بِكُلِّ فَرَحٍ وَشَوْقٍ، وَأَنْ نَعْقِدَ الْعَزْمَ عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ وَمَلْئِهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
فَإِذَا وُفِّقَ الْوَاحِدُ مِنَّا لِإِدْرَاكِ الشَّهْرِ؛ أَعَانَهُ اللهُ -تَعَالَى- عَلَى فِعْلِ مَا عَزَمَ بِهِ، وَضَاعَفَ لَهُ الْأَجْرَ وَالْمَثُوبَةَ، وَإِنْ وَافَتْهُ الْمَنِيَّةُ؛ كُتِبَ لَهُ الْأَجْرُ بِالنِّيَّةِ، قَالَ تَعَالَى: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 100].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، للهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ)). رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ لِعِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ بِقُدُومِ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَخْبَرَ الصَّحَابَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- بِقُدُومِهِ، وَلَيْسَ هَذَا إِخْبَارًا مُجَرَّدًا، بَلْ مَعْنَاهُ إِشَارَتُهُمْ بِمَوْسِمٍ عَظِيمٍ، يَقْدُرُهُ حَقَّ قَدْرِهِ الصَّالِحُونَ الْمُشَمِّرُونَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَيَّنَ فِيهِ مَا هَيَّئَ اللهُ لِعِبَادِهِ مِنْ أَسْبَابِ الْمَغْفِرَةِ وَالرِّضْوَانِ، وَهِيَ أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ، فَمَنْ فَاتَتْهُ الْمَغْفِرَةُ فِي رَمَضَانَ؛ فَهُوَ مَحْرُومٌ غَايَةَ الْحِرْمَانِ.
وَإِنَّ مِنْ فَضْلِ اللهِ -تَعَالَى- وَنِعَمِهِ الْعَظِيمَةِ عَلَى عِبَادِهِ: أَنْ هَيَّئَ لَهُمُ الْمَوَاسِمَ الْفَاضِلَةَ؛ لِتَكُونَ مَغْنَمًا لِلطَّامِعِينَ فِي رَحْمَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَيْدَانًا لِتَنَافُسِ الْمُتَنَافِسِينَ، وَإِنَّ الْمَوَاسِمَ مَوْضُوعَةٌ لِبُلُوغِ الْأَمَلِ بِالِاجْتِهَادِ فِي الطَّاعَةِ، وَرَفْعِ الْخَلَلِ، وَتَدَارُكِ النَّقْصِ بِالِاسْتِدْرَاكِ وَالتَّوْبَةِ.
وَمَا مِنْ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ الْفَاضِلَةِ مَوْسِمٌ إِلَّا وَللهِ -تَعَالَى- فِيهِ وَظِيفَةٌ مِنْ وَظَائِفِ طَاعَاتِهِ يُتَقَرَّبُ بِهَا إِلَيْهِ، وَللهِ فِيهِ لَطِيفَةٌ مِنْ لَطَائِفِ نَفَحَاتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَالسَّعِيدُ مَنِ اغْتَنَمَ مَوَاسِمَ الشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ، وَتَقَرَّبَ فِيهَا إِلَى مَوْلَاهُ بِمَا فِيهَا مِنْ وَظَائِفِ الطَّاعَاتِ؛ فَعَسَى أَنْ تُصِيبَهُ نَفْحَةٌ مِنْ تِلْكَ النَّفَحَاتِ، فَيَسْعَدَ بِهَا سَعَادَةً يَأْمَنُ بَعْدَهَا مِنَ النَّارِ وَمَا فِيهَا مِنَ اللَّفَحَاتِ.
وَإِنَّ بُلُوغَ رَمَضَانَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى مَنْ بَلَغَهُ وَقَامَ بِحَقِّهِ، فَقَامَ لَيْلَهُ، وَصَامَ نَهَارَهُ، وَرَجَعَ فِيهِ إِلَى مَوْلَاهُ مِنْ مَعْصِيَتِهِ إِلَى طَاعَتِهِ، وَمِنَ الْغَفْلَةِ عَنْهُ إِلَى ذِكْرِهِ، وَمِنَ الْبُعْدِ عَنْهُ إِلَى الْإِنَابَةِ إِلَيْهِ.
وَإِنَّ وَاجِبَ الْمُسْلِمِ اسْتِشْعَارُ هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَمَعْرِفَةُ قَدْرِهَا؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ حُرِمُوا الصِّيَامَ؛ إِمَّا بِمَوْتِهِمْ قَبْلَ بُلُوغِ رَمَضَانَ، أَوْ بَعَجْزِهِمْ عَنِ الصِّيَامِ، أَوْ بِضَلَالِهِمْ وَإِعْرَاضِهِمْ عَمَّا فَرَضَ اللهُ -تَعَالَى- عَلَيْهِمْ، فَلْيَحْمَدِ الصَّائِمُ رَبَّهُ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَلْيَسْتَقْبِلْ شَهْرَهُ بِالْفَرَحِ وَالِاغْتِبَاطِ بِمَوْسِمٍ عَظِيمٍ مِنْ مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ، وَأَنْ يَجْتَهِدَ فِي أَعْمَالِ الْخَيْرِ، وَأَنْ يَدْعُوَ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ يَرْزُقَهُ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ، وَأَنْ يَرْزُقَهُ فِيهِ الْجِدَّ وَالِاجْتِهَادَ، وَالْقُوَّةَ وَالنَّشَاطَ، وَأَنْ يُوقِظَهُ مِنْ رِقْدَةِ الْغَفْلَةِ؛ لِيَغْتَنِمَ مَوَاسِمَ الطَّاعَاتِ وَالْخَيْرَاتِ.
وَمِنَ الْمُلَاحَظِ: أَنَّ الْإِنْسَانَ يُعَانُ عَلَى الطَّاعَةِ فِي رَمَضَانَ؛ فَعَلَيْهِ أَنْ يَشْكُرَ رَبَّهُ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ وَقْتِهِ، وَمِمَّا يُؤْسَفُ عَلَيْهِ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ لِمَوَاسِمِ الْخَيْرَاتِ قِيمَةً، وَلَا يَرَوْنَ لَهَا حُرْمَةً؛ فَلَمْ يَكُنْ شَهْرُ رَمَضَانَ مَوْسِمَ طَاعَةٍ وَعِبَادَةٍ، وَتِلَاوَةِ قُرْآنٍ، وَصَدَقَةٍ، وَذِكْرٍ لِلرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ؛ بَلْ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ النَّاسِ مَوْسِمًا لِتَنْوِيعِ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ، وَإِشْغَالِ رَبَّاتِ الْبُيُوتِ بِصُنُوفِ الْأَطْعِمَةِ!!
وَبَعْضُ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنَّهُ شَهْرُ السَّهَرِ بِاللَّيْلِ وَالنَّوْمِ بِالنَّهَارِ؛ حَتَّى إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَنَامُ عَنِ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ، فَلَا يُصَلِّي مَعَ الْجَمَاعَةِ؛ بَلْ وَلَا فِي وَقْتِ الصَّلَاةِ!!
وَفِئَةٌ مِنَ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنَّهُ مَوْسِمٌ مِنْ مَوَاسِمِ الدُّنْيَا، لَا مِنْ مَوَاسِمِ الْآخِرَةِ، فَيَنْشَطُونَ فِيهِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، وَيُلَازِمُونَ الْأَسْوَاقَ، وَيَهْجُرُونَ الْمَسَاجِدَ، وَإِنْ صَلَّوْا مَعَ النَّاسِ فَهُمْ عَلَى عَجَلٍ!!
وَهَكَذَا تَغَيَّرَتِ الْأُمُورُ، وَفَسَدَتِ الْمَوَازِينُ؛ فَاللهُ -تَعَالَى- الْمُسْتَعَانُ.
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: ((إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- جَعَلَ شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَارًا لِخَلْقِهِ –أَيْ: حَلْبَةً لِلسِّبَاقِ، يَسْتَبِقُونَ فِيهِ بِطَاعَتِهِ إِلَى مَرْضَاتِهِ-، فَسَبَقَ قَوْمٌ فَفَازُوا، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا!!)).
وَمَا يَدْرِي الْإِنْسَانُ؛ لَعَلَّ هَذَا الشَّهْرَ هُوَ آخِرُ رَمَضَانَ فِي عُمُرِهِ؛ فَكَمْ صَامَ مَعَنَا الْعَامَ الْمَاضِيَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالشَّبَابِ وَهُمُ الْآنَ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرَى، مُرْتَهَنُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَقَدْ أَمَّلُوا صِيَامَ رَمَضَانَاتٍ عَدِيدَةٍ، وَنَحْنُ عَلَى دَرْبِهِمْ سَائِرُونَ.
فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَفْرَحَ بِمَوَاسِمِ الطَّاعَةِ، وَعَلَيْهِ أَلَّا يُفَرِّطَ فِيهَا، وَعَلَيْهِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِمَا يَدُومُ نَفْعُهُ وَيَبْقَى أَثَرُهُ، وَمَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ تُصَامُ تِبَاعًا، وَتَنْقَضِي سِرَاعًا.
عَنْ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: ((مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ)). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَمَعْنَي: ((مَنْ لَمْ يُجْمِعْ))؛ أَيْ: مَنْ لَمْ يَعْزِمْ وَلَمْ يَنْوِ؛ فَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الصِّيَامَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ نِيَّةٍ كَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ، وَهَذَا أَمْرٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، وَقَدِ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْعِبَادَةَ الْمَقْصُودَةَ لِنَفْسِهَا -كَالصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالْحَجِّ- لَا تَصِحُّ إِلَّا بِنِيَّةٍ؛ لِأَنَّ الصِّيَامَ تَرْكٌ مَخْتَصٌّ بِزَمَنٍ مَعْلُومٍ، وَلِأَنَّ الْإِمْسَاكَ قَدْ يَكُونُ لِمَنْفَعَةٍ بَدَنِيَّةٍ، فَاحْتَاجَ الصِّيَامُ إِلَى نِيَّةٍ.
قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)).
وَالنِّيَّةُ مَحَلُّهَا الْقَلْبُ، فَمَنْ خَطَرَ بِبَالِهِ أَنَّهُ صَائِمٌ غَدًا فَقَدْ نَوَى، وَتَصِحُّ النِّيَّةُ فِي أَيِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ اللَّيْلِ؛ لِقَوْلِهِِ: ((قَبْلَ الْفَجْرِ))، وَالْقَبْلِيَّةُ تَصْدُقُ عَلَى كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ اللَّيْلِ.
وَمِنْ دَلَائِلِ النِّيَّةِ: قِيَامُ الصَّائِمِ لِلسُّحُورِ، وَتَهْيِئَتُهُ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَقُمْ فَالنِّيَّةُ حَاضِرَةٌ وَقَائِمَةٌ لَدَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُعْتَادٍ عَلَى الصَّوْمِ، فَمَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ بِنِيَّةِ الصَّوْمِ؛ فَقَدْ أَتَى بِالنِّيَّةِ.
فَعَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي تَبْيِيتِ النِّيَّةِ فِي صِيَامِ هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَنْوِيَ نِيَّةَ خَيْرٍ فِي أَنْ يَخْرُجَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ رَمَضَانَ؛ لِكَيْ يَصِيرَ إِلَى حَالٍ هِيَ أَحْسَنُ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَعَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي الذِّكْرِ، وَالطَّاعَةِ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَالْإِكْثَارِ مِنَ الْبُعْدِ عَنْ كُلِّ مَا يُغْضِبُ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
أَسْأَلُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي بَلَّغَنَا رَمَضَانَ، وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا بِذَلِكَ الْبُلُوغِ لِرَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنَّا وَلَا قُوَّةٍ أَنْ يُؤْتِيَنَا الْقُدْرَةَ وَالْقُوَّةَ عَلَى صِيَامِ نَهَارِهِ، وَقِيَامِ لَيْلِهِ، وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَأَنْ يُحْسِنَ خِتَامَنَا أَجْمَعِينَ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.