احْذَرُوا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ!!


((احْذَرُوا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ!!))

أَخْرَجَ ابْنُ مَاجَه بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ ثَوْبَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي، يَأْتُوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْمَالٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بَيْضَاءَ، فَيَجْعَلُهَا هَبَاءً مَنْثُوْرًا».

قَوْمٌ مُجْتَهِدُونَ.

الَّذِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْمَالٍ كَأَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ -وَهِيَ سِلْسِلَةُ جِبَالٍ تَمْتَدُّ امْتِدَادًا طَوِيلًا، ثَقِيلَةٌ هِيَ جِدًّا لَوْ تَدَبَّرْتَ!! عَظِيمَةٌ هِيَ، جَلِيلَةٌ لَوْ تَفَكَّرْتَ!!

فَمَنْ أَتَى بِأَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْأَعْمَالِ الْعَظِيمَةِ الْبَيْضَاءِ؛ لَقَدْ أَتَى بِأَمْرٍ كَبِيرٍ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ هَبَاءً مَنْثُوْرًا.

هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ فَعَلَةِ الْخَيْرَاتِ، وَمِنْ أَهْلِ الْعُكُوفِ عَلَى الصَّالِحَاتِ؛ بِدَلِيلِ كَثْرَةِ مَا يَأْتُونَ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَأْتُوْنَ بِأَعْمَالٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بَيْضَاءَ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ هَبَاءً مَنْثُوْرًا».

قَالَ ثَوْبَانُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((يَا رَسُوْلَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، حَلِّهمْ لَنَا -مِنَ الْحِلْيَةِ، وَهِيَ الشِّيَةُ وَالسِّمَةُ وَالْعَلَامَةُ- أَلَّا نَكُوْنَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ)). 

فِيهِ خَوْفُ الصَّحَابَةِ مِنْ أَنْ يَتَطَرَّقَ إِلَى قُلُوبِهِمْ شَيْءٌ مِنَ الدَّغَلِ الْمُحْبِطِ لِلْأَعْمَالِ، الْمُفْسِدِ لِجَلِيلِ صَالِحِ الْأَقْوَالِ؛ فَيَقُولُ: «يَا رَسُوْلَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، حَلِّهمْ لَنَا؛ ألَّا نَكُوْنَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ».

وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ رُبَّمَا كَانَ سَيِّئًا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، وَهُوَ يَحْسَبُ نَفْسَهُ صَالِحًا، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:104].

قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُوْنَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُوْنَ -يُكَابِدُونَ الْقِيَامَ، وَيُعَانُونَ الْعَنَتَ وَالْمَشَقَّةَ، وَيَتَحَمَّلُونَ- وَيَأْخُذُوْنَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُوْنَ -صَلَاةً وَتِلَاوَةً وَرُكُوعًا وَسُجُودًا وَذِكْرًا-، أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُوْنَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُوْنَ؛ وَلَكِنَّهُمْ أقَواْمٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا».

هَذِهِ هِيَ الْعِلَّةُ! هَذَا هُوَ الدَّاءُ الدَّوِّيُّ الَّذِي أَفْسَدَ هَذَا الْجَسَدَ وَهُوَ يَبْدُو فِي عَافِيَةٍ وَسِتْرٍ، مُتَمَاسِكًا قَائِمًا، فَنَخَرَتْ فِيهِ هَذِهِ الْعِلَّةُ، فَتَهَاوَى مُتَصَدِّعًا، وَتَسَاقَطَ مُتَدَاعِيًا.

«إِنَهُمْ أقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا»: لَهُمْ ظَاهِرٌ يَسُرُّ، وَبَاطِنٌ مِنْ دُونِهِ يَضُرُّ؛ كَالْقَبْرِ يَرُوعُكَ مَنْظَرُهُ، وَبِدَاخِلِهِ جِيفَةٌ وَنَتَنٌ.

انْتِهَاكُ مَحَارِمِ اللهِ دَلِيلٌ عَلَى فَسَادِ الْعِبَادَةِ وَحُبُوطِ الْعَمَلِ؛ لِأَنَّ انْتِهَاكَ الْمَحَارِمِ مَعْنَاهُ: فَسَادُ النَّفْسِ، وَفِقْدَانُ الْوَرَعِ، وَعَدَمُ الْوُقُوفِ عِنْدَ حُدُودِ اللهِ، وَهُوَ يَعْنِي فَسَادَ الْإِيمَانِ.

{وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: 4].

{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229].

{وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 230].

فَإِذَا فَقَدَ الْمُنْتَهِكُونَ حُدُودَ اللهِ خِصَالَ الْعَدْلِ وَالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ؛ فَمَاذَا بَقِيَ لَهُمْ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ؟!! بَلْ مَاذَا بَقِيَ لَهُمْ مِنْ دِينٍ؟!!

«أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا». 

فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ الرِّقَابَةِ للهِ؛ بَلْ عَلَى عَدَمِهَا، وَعَلَيْهِ؛ فَتَكُونُ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ؛ لِاسْتِجْلَابِ إِعْجَابِ النَّاسِ بِهِ، وَإِقْبَالِهِمْ عَلَيْهِ، وَرَفْعِهِمْ إِيَّاهُ فَوْقَ قَدْرِهِ.

تَعَاهَدْ نَفْسَكَ فِي ثَلَاثٍ: «إِذَا عَمِلْتَ فَاذْكُرْ نَظَرَ اللهِ إِلَيْكَ، وَإِذَا تَكَلَّمْتَ فَاذْكُرْ سَمْعَ اللهِ مِنْكَ، وَإِذَا سَكَتَّ فَاذْكُرْ عِلْمَ اللهِ فِيكَ».

قَالَ سُفْيَانُ: «مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي؛ مَرَّةً عَلَيَّ، وَمَرَّةً لِي».

مَرَّةً غَالِبَةً، وَمَرَّةً مَغْلُوبَةً، وَالْحَيَاةُ عَنَاءٌ، وَالْحَيَاةُ كَدٌّ وَتَعَبٌ، عَنَاءٌ وَنَصَبٌ، مُجَاهَدَةٌ وَابْتِلَاءٌ، سَعَادَةٌ يَسِيرَةٌ وَشَقَاءٌ، وَكَذَا الْحَيَاةُ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَ لَهَا بَقَاءٌ {وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت:64].

فَالْبَاقِيَةُ هُنَاكَ؛ فَقَدِّمْ لِلَّتِي تَبْقَى، وَاحْذَرِ الَّتْي تَفْنَى!!

وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا مِنْ ذَهَبٍ يَفْنَى، وَالْآخِرَةُ مِنْ خَزَفٍ يَبْقَى؛ لَفُضِّلَتِ الْآخِرَةُ عَلَى الدُّنْيَا؛ فَكَيْفَ وَالدُّنْيَا مِنْ خَزَفٍ يَفْنَى، وَالْآخِرَةُ مِنْ ذَهَبٍ يَبْقَى؟!!

عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: «لَا يَكُونُ الرَّجُلُ تَقِيًّا حَتَّى يَكُونَ لِنَفْسِهِ أَشَدَّ مُحَاسَبَةً مِنَ الشَّرِيكِ لِشَرِيكِهِ، وَحَتَّى يَعْلَمَ مِنْ أَيْنَ مَلْبَسُهُ وَمَطْعَمُهُ وَمَشْرَبُهُ؛ فَلْيَنْظُرْ مَا يَدْخُلُ بَطْنَهُ».

فَهَذِهِ أَدَّلُ دَلَائِلِ التَّقْوَى.

وَقَدْ كَانَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي مَوْضِعٍ كَثُرَ فِيهِ أَكْلُ الْحَرَامِ؛ فَدَخَلَ مَسْجِدًا، فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ؛ تَدَافَعَ النَّاسُ إِلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ؛ فَقَالَ -مُعَلِّمًا وَمُرشِدًا-: «كُلْ مِنْ حَلَالٍ، وَصَلِّ فِي الصَّفِّ الْأَخِيرِ».

هَذَا لِرِعَايَةِ الْحَالِ، وَأَمَّا الْمُنَافَسَةُ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ؛ فَشَيْءٌ كَبِيرٌ، وَالرَّسُولُ ﷺ دَلَّ عَلَى فَضْلِ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: «وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا -أَيْ يَقْتَرِعُوا- عَلَيْهِمَا؛ لَفَعَلُوا».

وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: مَا لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ قَدْ عَكَسُوا الْأَمْرَ، فَصَارُوا يَتَدَافَعُونَ إِلَى مَا لَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ، وَتَهَاوَنُوا فِي أَوْجَبِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ، وَهُوَ رِقَابَةُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ.

لِيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَا يَدْخُلُ جَوْفَه؛ فَإِنَّ الْبَطْنَ أَوَّلُ مَا يُنْتِنُ مِنَ الْمَرْءِ بَعْدَ مَوْتِهِ.

«لَا يَكُونُ الرَّجُلُ تَقِيًّا حَتَّى يَكُونَ لِنَفْسِهِ أَشَدَّ مُحَاسَبَةً مِنَ الشَّرِيكِ لِشَرِيكِهِ».

خَصْمٌ هِيَ؛ فَلَا بُدَّ مِنْ رِعَايَةِ حَقِّ اللهِ فِيهَا، وَلَا بُدَّ مِنْ حَمْلِهَا عَلَى أَمْرِهِ، وَلَا بُدَّ مِنْ قَسْرِهَا عَلَى اجْتِنَابِ نَهْيِهِ؛ وَإِلَّا فَإِنَّهَا أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ جُمْلَةً، وَحَتَّى يَعْلَمَ مِنْ أَيْنَ مَلْبَسُهُ وَمَطْعَمُهُ وَمَشْرَبُهُ؟

وَعَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «لَا تَكُنْ وَلِيًّا للهِ فِي الْعَلَانِيَةِ، عَدُوًّا للهِ فِي السِّرِّ».

«أُوَلئِكَ قَوْمٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا»؛ لِأَنَّ الَّذِي يَبْلُغُ عَمَلُهُ أَنْ يَكُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ؛ هَذَا وَلِيٌّ للهِ فِي الْعَلَانِيَةِ، فَهَذَا عَمَلٌ صَالِحٌ عَظِيمٌ.

«بَيْضَاءَ»: فِي وَصْفِ الْأَعْمَالِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ؛ وَهُوَ عَدُوٌّ للهِ فِي السِّرِّ، «لَا تَكُنْ وَلِيًّا للهِ فِي الْعَلَانِيَةِ، عَدُوًّا للهِ فِي السِّرِّ».

«أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا».

إِنَّ الصِّيَامَ يُورِثُ التَّقْوَى، وَمُرَاقَبَةَ اللهِ تَعَالَى، وَصَلَاحَ الْقُلُوبِ.

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّاد: «أَدْرَكْتُهُمْ يَجْتَهِدُونَ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِذَا فَعَلُوهُ؛ وَقَعَ عَلَيْهُمُ الْهَمُّ -لِمَ وَقَدْ عَمِلُوا صَالِحًا؟! بَلْ عَمِلُوا صَالِحًا اجْتَهَدُوا فِي عَمَلِهِ-، يَقُولُ: أَدْرَكْتُهُمْ يَجْتَهِدُونَ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِذَا فَعَلُوهُ؛ وَقَعَ عَلَيْهُمُ الْهَمُّ؛ أَيُقْبَلُ مِنْهُمْ أَمْ لَا؟!!».

فَلَيْسَتِ الْعِبْرَةُ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ؛ وَإِنَّمَا الْعِبْرَةُ كُلُّ الْعِبْرَةِ فِي تَصْفِيَةِ الْعَمَلِ مِنْ شَوَائِبِهِ، مِمَّا يُحْبِطُهُ.

لَيْسَتِ الْعِبْرَةُ بِالْعَمَلِ، وَإِنَّمَا الْعِبْرَةُ بِتَصْفِيَةِ الْعَمَلِ مِنَ الشَّوَائِبِ.

مَنْ شَابَ شِيبَ لَهُ، وَمَنْ كَدَّر كُدِّرَ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَفَّى صُفِّيَ لَهُ، فَأَخْلِصْ؛ إِنَّمَا يَتَعَثَّرُ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ.

قَالَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامًا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ، أَلَمْ تَسْمَعُوا اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]» .

وَكَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه فِي ((سُنَنِهِ)): لَمَّا سَمِعَتْ عَائِشَةُ (ض1) قَوْلَ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:60].

فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! أُولَئِكَ الْعُصَاةُ السَّرَقَةُ الزُّنَاةُ! يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ؟

قَالَ: «لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ؛ بَلْ هُوَ الرَّجُلُ يَصُومُ، وَيُصَلِّي، وَيَتَصَدَّقُ، وَيَفْعَلُ الْخَيْرَ، وَيَخْشَى أَلَّا يُقْبَلَ مِنْهُ».

مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَدِّدَ دَوَافِعَهُ؟!!

مَنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَجْزِمَ بِصِدْقِ نِيَّتِهِ؟!!

وَذَلِكَ أَمْرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ؛ لِذَلِكَ يَقُولُ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامًا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ، أَلَمْ تَسْمَعُوا اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]».

المصدر:فَضْلُ الصِّيَامِ وَسُلُوكُ الصَّائِمِينَ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  بَيَانُ مَحَاسِنِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ
  مَعَانِي الْأَمَلِ
  يَوْمُ النَّحْرِ عِيدُنَا وَأَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ
  الْجِهَادُ الشَّرْعِيُّ بَيْنَ فَرْضِ الْعَيْنِ وَفَرْضِ الْكِفَايَةِ
  صَلَاحُ الْمُجْتَمَعِ يَبْدَأُ بِصَلَاحِ الْفَرْدِ وَالْأُسْرَةِ
  النَّهْيُ عَنِ الْإِسْرَافِ وَالْحَثُّ عَلَى الِاعْتِدَالِ فِي السُّنَّةِ
  إِمَامُ الْأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٍ ﷺ فِي حُسْنِ الْخُلُقِ عَلَى الْقِمَّةِ الشَّامِخَةِ
  مِنْ حُقُوقِ الطِّفْلِ فِي الْإِسْلَامِ: رِعَايَتُهُ صِحِّيًّا
  مِنْ صُوَرِ الْعَمَلِ التَّطَوُّعِيِّ النَّبِيلِ: زِيَارَةُ الْمَرْضَى، وَمُوَاسَاتُهُمْ
  اسْتِقْبَالُ الْعَشْرِ بِتَحَرِّي الْحَلَالِ
  اتِّبَاعُ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ وَالتَّحْذِيرُ مِنَ الْفَوْضَى
  تَعَلُّقُ الْخِيَانَةِ بِالضَّمِيرِ
  جُمْلَةٌ مِنْ سُنَنِ الْعِيدِ
  أَسْمَى الْآمَالِ الرَّجَاءُ فِي رَحْمَةِ اللهِ
  عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان