((الصُّهْيُونِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةُ وَخُطُورَتُهَا))
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ صَلَاةً وَسَلَامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
((التَّعْرِيفُ بِالصُّهْيُونِيَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ))
فَقَدْ يَتَسَاءَلُ الْإِنْسَانُ فِي حَيْرَةٍ: مَا الَّذِي يَجْعَلُ الْأَمِرِيكِيِّينَ وَالْغَرْبِيِّينَ يَتَحَالَفُونَ مَعَ الْيَهُودِ، وَيُسَانِدُونَهُمْ هَذِهِ الْمُسَانَدَةَ، مَعَ أَنَّ الْيَهُودَ هُمُ الَّذِينَ يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُمْ، وَهَؤُلَاءِ الْمُسَانِدُونَ لَا يَتَحَصَّلُونَ مِنْ هَؤُلَاءِ عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّاحِيَةِ الِاقْتِصَادِيَّةِ، وَلَا مِنَ النَّاحِيَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ، وَلَا شَيْءَ؛ لِمَاذَا يُسَانِدُونَهُمْ هَذِهِ الْمُسَانَدَةَ، وَيَقِفُونَ مَعَهُمْ هَذِهِ الْوَقْفَاتِ الَّتِي تُحَيِّرُ اللَّبِيبَ؟!
مِنْ أَجْلِ أَنْ تَعْرِفَ ذَلِكَ؛ حَتَّى فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّهْجِيرِ؛ لِأَنَّهُ مَبْدَأٌ مِنْ مَبَادِئِ طَائِفَةٍ يُقَالُ لَهَا (الصُّهْيُونِيَّةُ النَّصْرَانِيَّةُ)؛ فَلَا بُدَّ أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ (الصُّهْيُونِيَّةُ النَّصْرَانِيَّةُ) أَوِ (الصُّهْيُونِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةُ) -كَمَا هُوَ الِاسْمُ الشَّائِعُ-.
الصُّهْيُونِيَّةُ مَا هِيَ؟
الصُّهْيُونِيَّةُ: هِيَ التَّيَّارُ أَوْ الِاتِّجَاهُ الَّذِي يَعْمَلُ مِنْ أَجْلِ إِقَامَةِ وَطَنٍ قَوْمِيٍّ لِلْيَهُودِ فِي أَرْضِ فِلِسْطِينَ وَمَا حَوْلَهَا.
وَيَهْدُفُ هَذَا الِاتِّجَاهُ إِلَى جَمْعِ الْيَهُودِ، وَلَمِّ شَمْلِهِمْ، وَتَهْجِيرِهِمْ إِلَى فِلِسْطِينَ؛ لِتَأْسِيسِ دَوْلَةٍ يَهُودِيَّةٍ فِي فِلِسْطِينَ.
هَذِهِ هِيَ الصُّهْيُونِيَّةُ.
(الصُّهْيُونِيَّةُ النَّصْرَانِيَّةُ أَوِ الْمَسِيحِيَّةُ): اتِّجَاهٌ يَضُمُّ طَوَائِفَ مِنَ النَّصَارَى -لَا مِنَ الْيَهُودِ- اسْمُهَا (الصُّهْيُونِيَّةُ النَّصْرَانِيَّةُ)، أَوِ (الصُّهْيُونِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةُ)، فَهُوَ اتِّجَاهٌ يَضُمُّ طَوَائِفَ مِنَ النَّصَارَى أَغْلَبُهُمْ مِنَ الْبُرُوتِسْتَانْت.
يَعْتَقِدُونَ ضَرُورَةَ الْعَمَلِ عَلَى جَمْعِ الْيَهُودِ مِنَ الْعَالَمِ كُلِّهِ، وَتَهْجِيرِهِمْ إِلَى فِلِسْطِينَ، وَإِقَامَةِ دَوْلَةٍ لَهُمْ هُنَاكَ.
إِذَنْ؛ يَعْتَقِدُ ذَلِكَ الِاتِّجَاهُ الصُّهْيُونِيُّ الْمَسِيحِيُّ أَنَّ إِقَامَةَ دَوْلَةٍ لِلْيَهُودِ فِي فِلِسْطِينَ شَرْطٌ لِتَحْقِيقِ الْخَلَاصِ، أَيْ: إِنَّهُ شَرْطٌ لِمَجِيءِ الْمُخَلِّصِ الْمَسِيحِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.
وَكَمَا أَنَّ (الصُّهْيُونِيَّةَ الْمَسِيحِيَّةَ) تَعْتَقِدُ أَنَّ مَجِيءَ الْمَسِيحِ مَشْرُوطٌ بِإِقَامَةِ دَوْلَةٍ لِلْيَهُودِ فِي فِلِسْطِينَ تَكُونُ الْقُدْسُ مَرْكَزًا وَعَاصِمَةً لِلدَّوْلَةِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي سَتُقِيمُ الْهَيْكَلَ رَمْزًا لَهَا، وَالَّذِي لَا بُدَّ أَنْ يُبْنَى عَلَى أَنْقَاضِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
مَفْهُومٌ أَنْ يَكُونَ هَذَا اعْتِقَادَ الْيَهُودِ، هُمْ أَصْحَابُ الشَّأْنِ فِي هَذَا، وَهُمْ أَصْحَابُ الْمَصْلَحَةِ فِيهِ، أَمَّا أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ طَوَائِفُ مِنَ النَّصَارَى تَعْتَقِدُ هَذَا الِاعْتِقَادَ، وَتَسْعَى مِنْ أَجْلِ الْوُصُولِ إِلَى هَذَا الْهَدَفِ؛ فَهَذَا هُوَ الْعَجِيبُ!
هَذَا مِنْ ثَمَرَاتِ الْكَيْدِ الْيَهُودِيِّ الصُّهْيُونِيِّ، تَغَلْغَلُوا حَتَّى وَصَلُوا إِلَى إِنْشَاءِ مِثْلِ هَذَا الِاتِّجَاهِ.
هَذِهِ الطَّوَائِفُ الْيَهُودِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةُ تَعْتَقِدُ وُجُوبَ الْإِسْرَاعِ بِطَلَبِ مَجِيءِ الْمُخَلِّصِ؛ إِذْ قَرُبَ وَقْتُ مَجِيئِهِ؛ وَبِالتَّالِي لَا بُدَّ مِنَ الْإِسْرَاعِ فِي تَحْقِيقِ إِقَامَةِ دَوْلَةٍ لِلْيَهُودِ فِي فِلِسْطِينَ، وَاتِّخَاذِ الْقُدْسِ عَاصِمَةً لَهَا، وَبِنَاءِ الْهَيْكَلِ تَمْهِيدًا لِمَجِيئِهِ وَاسْتِقْبَالِهِ.
فَهَذَا مَطْلَبٌ عَقَدِيٌّ عِنْدَهُمْ، يَعْتَقِدُونَ ذَلِكَ اعْتِقَادًا، وَيَسْعَوْنَ إِلَيْهِ بِكُلِّ سَبِيلٍ.
وَلَا يَعْنِي ذَلِكَ مَحَبَّةَ هَذَا الِاتِّجَاهِ الصُّهْيُونِيِّ الْمَسِيحِيِّ لِلْيَهُودِ، وَإِنَّمَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ مُجَرَّدُ أَدَاةٍ لِتَحْقِيقِ مَصَالِحِهِمُ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، وَالَّذِينَ بِسَبَبِ اجْتِمَاعِهِمْ -يَعْنِي: الْيَهُودَ- فِي فِلِسْطِينَ سَيَأْتِي الْمَسِيحُ، وَيَنْضَمُّ إِلَيْهِ النَّصَارَى؛ لِيَكُونَ الْوَقْتُ مُنَاسِبًا لِتَنْصِيرِ مَنْ لَمْ يُقْتَلْ مِنَ الْيَهُودِ؛ لِأَنَّهُمْ فِي النِّهَايَةِ يَتَوَعَّدُونَ الْيَهُودَ بِالْقَتْلِ عِنْدَ مَجِيءِ الْمَسِيحِ، يَقْتُلُهُمْ إِلَّا مَنْ دَخَلَ مِنْهُمْ فِي النَّصْرَانِيَّةِ فِي الْمَعْرَكَةِ الْكُبْرَى الَّتِي سَتَقَعُ، وَهِيَ (هَرْمَجِدُّون).
هَذَا هُوَ اعْتِقَادُهُمْ.
قِيلَ أَيْضًا فِي تَعْرِيفِ (الصُّهْيُونِيَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ) -وَالصَّوَابُ: النَّصْرَانِيَّةُ-: بِأَنَّهَا حَرَكَةٌ قَوْمِيَّةٌ تَعْمَلُ مِنْ أَجْلِ عَوْدَةِ الشَّعْبِ الْيَهُودِيِّ إِلَى فِلِسْطِينَ، وَسِيَادَةِ الْيَهُودِ عَلَى الْأَرْضِ؛ وَلِهَذَا فَإِنَّ الصَّهَايِنَةَ الْمَسِيحِيِّينَ يُوجِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمُ الدِّفَاعَ عَنِ الْيَهُودِ وَدَوْلَتِهِمْ -إِسْرَائِيلَ-، وَيَتَضَمَّنُ هَذَا الدِّفَاعُ دَعْمَ الْيَهُودِ بِالْمَالِ وَالسِّلَاحِ -هَذَا مَا تَفْعَلُهُ أَمِرِيكَا، وَيَفْعَلُهُ الْغَرْبُ-، وَمُعَارَضَةَ كُلِّ مَنْ يُعَادِي أَوْ يَنْتَقِدُ دَوْلَةَ الْيَهُودِ.
وَلِهَذَا قِيلَ فِي تَعْرِيفِ هَذَا الْمَذْهَبِ –أَيْضًا- تَعْرِيفٌ مُخْتَصَرٌ: (الصُّهْيُونِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةُ): هِيَ الدَّعْمُ الْمَسِيحِيُّ لِلصُّهْيُونِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ.
وَيُعَرِّفُهَا (وُالْتَر رِيغْنز) الْأَمِينُ الْعَامُّ لِلسِّفَارَةِ الْمَسِيحِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ، وَمَرْكَزُهَا الْقُدْسُ؛ يُعَرِّفُهَا بِأَنَّهَا: أَيُّ مَسِيحِيٍّ يَدْعَمُ الْهَدَفَ الصُّهْيُونِيَّ لِدَوْلَةِ إِسْرَائِيلَ، وَجَيْشِهَا، وَحُكُومَتِهَا، وَثَقَافَتِهَا؛ فَيَكُونُ مُنْضَمًّا إِلَى هَذَا الِاتِّجَاهِ.
فَـ(الصُّهْيُونِيَّةُ النَّصْرَانِيَّةُ أَوِ الْمَسِيحِيَّةُ): مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْعَقَائِدِ الَّتِي تَعْتَنِقُهَا طَوَائِفُ مِنَ النَّصَارَى تُؤَيِّدُ قِيَامَ دَوْلَةٍ قَوْمِيَّةٍ يَهُودِيَّةٍ فِي فِلِسْطِينَ بِوَصْفِهَا حَقًّا لِلْيَهُودِ.
وَأَهَمُّ تِلْكَ الْعَقَائِدِ أَوِ الْأَسَاطِيرِ: هِيَ (الشَّعْبُ الْمُخْتَارُ)، وَ(الْمِيثَاقُ الَّذِي أَعْطَاهُ الرَّبُّ لِأَبْنَاءِ يَعْقُوبَ)، وَ(الْعَصْرُ الْأَلْفِيُّ السَّعِيدُ) عِنْدَمَا يَأْتِي الْمَسِيحُ بَعْدَ بِنَاءِ الْهَيْكَلِ الثَّالِثِ، يَمُرُّ عَلَى الْعَالَمِ أَلْفُ عَامٍ مِنَ السَّعَادَةِ، فَيَقُولُونَ: الْعَصْرُ الْأَلْفِيُّ السَّعِيدُ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسَاطِيرِ.
(الصُّهْيُونِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةُ): مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْمُعْتَقَدَاتِ الصُّهْيُونِيَّةِ الْمُنْتَشِرَةِ بَيْنَ النَّصَارَى بَيْنَ مَسِيحِيِّينَ؛ بِخَاصَّةٍ بَيْنَ قِيَادَاتٍ وَأَتْبَاعِ كَنَائِسَ بُرُوتِسْتَانْتِيَّةٍ تَهْدُفُ إِلَى تَأْيِيدِ قِيَامِ دَوْلَةٍ يَهُودِيَّةٍ فِي فِلِسْطِينَ بِوَصْفِهَا حَقًّا تَارِيخِيًّا وَدِينِيًّا لِلْيَهُودِ، وَدَعْمِهَا بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ وَغَيْرِ مُبَاشِرٍ، بِاعْتِبَارِ أَنَّ عَوْدَةَ الْيَهُودِ إِلَى الْأَرْضِ الْمَوْعُودَةِ فِلِسْطِينَ بُرْهَانٌ عَلَى صِدْقِ التَّوْرَاةِ، وَعَلَى اكْتِمَالِ الزَّمَانِ، وَعَوْدَةِ الْمَسِيحِ ثَانِيَةً.
فَلَيْسَ الْيَهُودُ وَحْدَهُمُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ حَرْبًا عَقَائِدِيَّةً، بَلْ هَؤُلَاءِ النَّصَارَى -أَيْضًا- يُحَارِبُونَ حَرْبًا عَقَائِدِيَّةً؛ لِإِقَامَةِ الدَّوْلَةِ الْيَهُودِيَّةِ فِي فِلِسْطِينَ، وَبِنَاءِ الْهَيْكَلِ؛ مِنْ أَجْلِ ظُهُورِ الْمَسِيحِ.
((عَقَائِدُ الصُّهْيُونِيَّةِ النَّصْرَانِيَّةِ وَمَبَادِؤُهَا))
وَلِذَلِكَ فَأَهَمُّ التَّعَالِيمِ وَالْمَبَادِئِ الَّتِي تَقُومُ عَلَيْهَا (الصُّهْيُونِيَّةُ النَّصْرَانِيَّةُ) مَا يَلِي:
* الْيَهُودُ شَعْبٌ مُخْتَارٌ، هَذَا الشَّعْبُ الْمُخْتَارُ أَعْطَاهُ الرَّبُّ الْإِلَهُ فِلِسْطِينَ مِنْحَةً وَحَقًّا لَهُ!
* مِنْ مَبَادِئِهِمْ: عِصْمَةُ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ؛ وَبِخَاصَّةٍ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ، وَوُجُوبُ تَفْسِيرِهِ حَرْفِيًّا.
* الْمَسِيحُ سَيَأْتِي إِذَا اجْتَمَعَ الْيَهُودُ فِي فِلِسْطِينَ؛ لِيَحْكُمَ الْعَالَمَ مِنْ هُنَاكَ مُدَّةَ أَلْفِ عَامٍ، وَهُوَ الْعَصْرُ الْأَلْفِيُّ السَّعِيدُ!
فَهُمْ يُحَارِبُونَ مِنْ أَجْلِ هَذَا.
* أَيْضًا مِنْ مَبَادِئِ (الصُّهْيُونِيَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ): تَجْمِيعُ كُلِّ الْيَهُودِ فِي فِلِسْطِينَ، وَالْإِعَانَةُ عَلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ لَهُمْ فِيهَا، وَأَنَّ الْقُدْسَ عَاصِمَةٌ أَبَدِيَّةٌ لِإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ الْمَسِيحُ.
* وَبِنَاءُ هَيْكَلٍ ثَالِثٍ عَلَى أَنْقَاضِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، هَذَا مِنْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ.
* وَعَلَى جَمِيعِ الْحُكُومَاتِ أَنْ تَعْتَرِفَ بِإِسْرَائِيلَ لِتَدْعَمَهَا دَوْلِيًّا، وَعَلَيْهَا مُعَارَضَةُ أَيِّ مُقَاطَعَةٍ لَهَا.
* وَعَلَى جَمِيعِ الدُّوَلِ نَقْلُ سِفَارَاتِهَا إِلَى الْقُدْسِ.
هَذَا فِي مُعْتَقَدَاتِهِمْ، وَهَذِهِ جَمَاعَةٌ لَيْسَتْ بِنْتَ الْيَوْمِ، وَلَا الْأَمْسِ، وَلَا عَشْرِ سِنِينَ، وَلَا مِائَةٍ، لَهَا تَارِيخٌ.
* عَلَى جَمِيعِ الْحُكُومَاتِ وَالشُّعُوبِ أَنْ تَكُفَّ عَنْ تَسْلِيحِ أَعْدَاءِ إِسْرَائِيلَ.
* وَعَلَى جَمِيعِ الْحُكُومَاتِ أَنْ تَمْنَعَ أَيَّ مُعَارَضَةٍ جَادَّةٍ لِإِسْرَائِيلَ، كَمَا أَنَّ عَلَيْهَا أَلَّا تَسْتَضِيفَ أَيَّ فَرْدٍ أَوْ جَمَاعَةٍ قَدْ تُهَدِّدُ أَمْنَ إِسْرَائِيلَ، وَأَنْ تَصِفَ هَؤُلَاءِ الْمُهَدِّدِينَ بِأَنَّهُمْ إِرْهَابِيُّونَ.
* تَشْجِيعُ تَوْطِينِ اللَّاجِئِينَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي الْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ.
هَذَا الْكَلَامُ لَيْسَ مَكْتُوبًا بِالْأَمْسِ، وَلَا مُنْذُ نَشْأَةِ الْأَزْمَةِ، هَذَا كَلَامٌ لَهُ عَشَرَاتُ السِّنِينَ، وَهَذَا مِنْ مَبَادِئِ (الصُّهْيُونِيَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ)؛ تَشْجِيعُ تَوْطِينِ اللَّاجِئِينَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي الْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ.
وَهَذَا مَا يَسْعَى إِلَيْهِ الْغَرْبُ الْآنَ، أَمِرِيكَا تَسْعَى إِلَى هَذَا؛ لِأَنَّهَا عَقِيدَةٌ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الصَّهَايِنَةِ الْمَسِيحِيِّينَ.
الرَّبُّ سَيُحَاسِبُ الصَّهَايِنَةَ النَّصَارَى وَحُكُومَاتِهِمْ بِمِقْدَارِ حِمَايَتِهِمْ لِدَوْلَةِ الْيَهُودِ، وَدَعْمِهِمْ لَهَا.
هَذِهِ أَهَمُّ الْمَعَالِمِ (لِلصُّهْيُونِيَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ) قَدِيمًا وَحَدِيثًا.
((الْحَرْبُ عَلَى الْعَرَبِ وَالْمُسْلِمِينَ حَرْبٌ عَقَدِيَّةٌ))
تَأَمَّلْ كَيْفَ وَصَلَتْ هَذِهِ الشِّرْذِمَةُ مِنْ شُذَّاذِ الْآفَاقِ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى هَذَا الْمَدَى؛ حَتَّى صَارَتِ الْحُكُومَاتُ تَتْبَعُهُمْ وَكَأَنَّهَا مَطِيَّةٌ لَهُمْ، وَصَارَ الْغَرْبُ مَطِيَّةً حَقِيقِيَّةً لِلْيَهُودِ، يُصَرِّفُونَهُ كَيْفَ يَشَاءُونَ بِمِثْلِ هَذِهِ الْعَقَائِدِ الَّتِي يَتَحَرَّكُونَ عَلَى أَسَاسِهَا.
فَحَرْبُنَا حَرْبُ عَقِيدَةٍ؛ وَلَكِنَّ قَوْمِي فِي الْجُمْلَةِ -إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ- لَا يَعْلَمُونَ!
وَهَذَا خَطِيرٌ جِدًّا؛ لِأَنَّ الْعَقِيدَةَ لَا تُحَارَبُ إِلَّا بِعَقِيدَةٍ، هُمْ يُحَارِبُونَ الْعَرَبَ وَالْمُسْلِمِينَ حَرْبَ عَقِيدَةٍ، يُرِيدُونَ وَعْدَ الرَّبِّ الَّذِي وَعَدَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَبَنِيهِ بِهَذِهِ الْأَرْضِ؛ وَلِذَلِكَ كَانُوا يَحْمِلُونَ السِّلَاحَ بِيَدٍ، وَالتَّوْرَاةَ بِالْيَدِ الْأُخْرَى وَهُمْ يُحَارِبُونَ؛ وَلَكِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَا يُرِيدُونَ أَنْ يُصَدِّقُوا هَذَا أَصْلًا حَتَّى يَعْمَلُوا بِهِ، حَتَّى يَصْدُرُوا عَنْهُ.
فَنَسْأَلُ اللهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أَنْ يُبَصِّرَنَا بِحَقِيقَةِ الْأُمُورِ، وَأَنْ يَرْحَمَنَا فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
المصدر: الصُّهْيُونِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةُ وَخُطُورَتُهَا