تفريغ مقطع : القطبيون في المملكة العربية السعودية

وأما الخوارجُ فإنهم نصبوا العداوةَ لآل البيت -لعليٍّ رضي الله عنه ومَن كان معه من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم- استحلُّوا دماءَهم، حَكَموا عليهم بالكُفر، ثم أمكنَ اللهُ منهم حين ذاك وانتصرت الطائفةُ المؤمنةُ عليهم حتى أبادوهم أو كادوا أنْ يُبيدوهم، إلا أنهم باقونَ على وجهِ الأرضِ يتوارثون هذا المذهبَ الرديء -ولكلِّ قومٍ وارث- يتوارثون هذا المذهب الرديء وهو الخروجُ على أئمةِ المسلمين مع الحُكمِ عليهم بالكُفرِ بكبائرِ الذنوبِ، بل أحيانًا بالكذبِ والبهتان، ويعادونَ علماءَ المسلمين وهذا هو الواقع.

هُم يقولونَ عن علماءِ المسلمين؛ حتى قالوا ذلك عمن شَهِدت لهم الأمة في هذا العصرِ بالإمامةِ وقالوا في حقِّ الأئمةِ الثلاثةِ ما قالوا، فأمَّا الألبانيُّ فهو مُرجئٌ على مذهبِ الجهم بن صفوان؛ فطرحوه طرْحَ النواة، كما أَصَّلَ لذلك وأسَّسَهُ زعيمُ من زعماءِ القطبية وهو ((محمد قطب))، فعلَّمَهُ تلميذَهُ سَفَر الحوالي حتى أُشرِبَ قَلْبُهُ محبةَ العجلِ -أعني محمد قطب-، فصار يَتْبَعُهُ في كلِّ شيء فعلَّمَهُ هذا الأمر الخبيث حتى أَصَّل له في رسالته للدكتوراه وهي ((ظاهرةُ الإرجاء))؛ لأنَّ الألبانيَّ -رحمه الله تعالى- قال عن هؤلاء قديمًا؛ قال: هذه خارجيةٌ عصريةٌ، فوَصَفَهم بالخوارج، فلم يجد محمد قطب شيئًا سوى أنْ يَرميَ الألبانيَّ بالإرجاء، فصار يبحثُ ويُفَتِّشُ ويُنَقِّبُ حتى ادَّعَى أنه يقولُ بمذهبِ الجهم بن صفوان، وأما تلميذهُ الذي كان هو مُشرفًا عليه بغيرِ استحقاقٍ ولا حق.

ما هي المؤهلات الشرعيةِ العلمية التي تسمحُ لمِثْلِ محمد قطب أنْ يكونَ مُشرفًا على رسالةٍ للدكتوراه أنْ يكونَ مُدرسًا أو أستاذًا في الجامعة؟

هذا الرجل حصلَ على شهادةٍ في اللغةِ الإنجليزية من كليةِ الآداب، فهذا هو غايةُ ما حصلَ عليه، ثم يصيرُ مُشرفًا على طلبةِ الدكتوراه في أمثالِ هذه المسالكِ الدقيقةِ الخفيَّةِ ليُحْكَمَ على أئمةِ هذا العصر بأنهم من المرجئة.
وأما الشيخُ بن باز وأما الشيخ بن عثيمين وأما علماءُ أهلِ السُّنةِ؛ فهؤلاء جُهَّالٌ بالواقع؛ لا يفهمون الواقع!! وهؤلاء هم علماء الحيضِ والنِّفاسِ!! هؤلاء هم علماء دورات المياه!! فأسقطوا العلماء.

هؤلاء هم خوارجُ هذا العصر وهؤلاءِ يعادون علماءَ المسلمين حتى لا يُطاعوا وكان مِن اللافتِ أنْ تجدَ أمثالَ هؤلاءِ الدُّعاة إلى القطبيةِ في المملكةِ العربية السعودية كسَفَرِ وسَلْمان وعائض ومَنْ لَفَّ لَفَّهَم مِن الخوارجِ، هؤلاء كان مِن اللافتِ أنَّ مجالسَهم؛ أنَّ مجالسَ ضَلالِهم ووَعْظِهم كان لا يُحْصَى مَن حضرها، تُغْلَّقُ الشوارعُ وتُسَدُّ المنافذُ والطُّرقُ مِنْ كثرةِ الحاضرين، في حين يجلسُ إمامٌ عَلَم كالإمامِ العلامة بن باز لا يحضرُ مجلسه في المسجد الكبير بالرياض ما يزيدُ على عشرةِ من الطلاب، رُبما كان مِنهم مَن يَخدمهُ ويقوم على شأنِهِ.

فَنَفَّروا العوامَ المساكين مِن العلماءِ ليخلو لهم الجو وقد خلا، فأضلُّوهم وأضلُّوا الشبابَ و زرعوا فتنةً عظيمةً في المملكةِ العربية السعودية مازالت قائمةً إلى يومِ الناسِ هذا، فَهُم قائمون على كثيرٍ مِن المؤسساتِ التعليمية العلمية، وَهُم مُنْبَثُّونَ كالجربِ في كثيرٍ مِن المؤسساتِ التعليمية من المدارسِ ومن الجامعاتِ، حتى إنهم يستحوذونَ أحيانًا على بعضِ المؤسساتِ وَهُم مِن القطبيين الإخوانيين الذين يَدَّعون السلفيةَ ظاهرًا ويستعملون التَّقيَّةَ كأشياعِهم من الروافضِ، عاثوا في الأرضِ فسادًا.

و نسألُ اللهَ أنْ يُسَلِّمَ بلادَ الحرميْن مِن كلِّ مكروهٍ وسوء وأنْ يأخذَ على أيدي هؤلاء السُّفهاء وأن يَمحقَهم مَحْقًا كما قال النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((كلما خرج قرنٌ قُطِع)).

هؤلاء كان الواحدُ منهم يُستضافُ في بعض تلفازاتِ الخليج لكي يقولَ إنَّ المناهجَ التي تُدَرَّسُ في المملكةِ العربية السعودية هي التي دَعَت إلى الإرهابِ والذي دعا إليه الإمامُ الشيخ مُحمد بن عبد الوهاب هو الذي فَرَّخَ الإرهابَ في العالَم مع أنه تَرَبَّى على السلفية، ولكنَّ شأنه كشأنِ غيره من أولئك الروافض المُتسترين بالتصوفِ في داخلِ المملكةِ العربيةِ السعودية كالمالكيِّ وغيره.

فهؤلاء أيضًا يطعنونَ في المناهجِ المُؤسَّسةِ على: قال اللهُ، قال رسولُهُ، قال الصحابةُ، على الكتابِ والسُّنة بفهمِ الصحابةِ ومَن تَبِعَم بإحسان، على نَبْذِ الشِّركِ وتحقيقِ الاتباع للنبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم-، هؤلاء مازالوا يعيثونَ في الأرضِ فسادًا إلى يومِ الناسِ هذا يأكلون خيرَهم ولا ينالُهم منهم سوى الشرِّ، يأكلون خيرَهم و يخدمون غيرَهم -عَلِموا أم لم يعلموا-، يخدمون اليهود والنصارى وكُّلّ أعداءِ المسلمين من الروافض وغيرهم من الخُرافيين من أجلِ تقويضِ دعائمِ الدولةِ الوحيدةِ التي قائمةٌ هي على الكتابِ والسُّنةِ؛ على التوحيدِ ومتابعةِ النبي الرشيد -صلى الله عليه وسلم-.
ماذا يريدون؟؟

يريدون الحريةَ كما كتبَ واحدٌ منهم وهو سلمان العودة كتابًا عن ((فقهِ الثورة)) يؤصِّلُ فيه للثَّوراتِ على طريقةِ اليهود والنصارى والشيوعيين، وقد رُدَّ عليه برَدٍّ حَسَن فيما خَرَّفَهُ وأتى به، يَستشهد بالكفارِ مِن اليهود والنصارى والملاحدة والوثنيين؛ يَستشهدُ بأقوالِهم -بأقوالِ هؤلاء الذين يقول عنهم إنهم من المفكرين- في مقابل الكتاب والسُّنة وآثار السلف الصالحين.

أمورٌ تكادُ تذهبُ بالعقلِ، أيُّ شيءٍ هذا؟
أُمَّةٌ يُرادُ بها الشرُّ ويُرادُ أنْ تتقوضَ دعائمُ بُنيانها بأيدي أبنائِها، والحقُّ أنهم ليسوا من أبنائِها، هؤلاء ليسوا من أبناءِ هذه الأمة، هؤلاء حربٌ على هذه الأمة أسألُ اللهَ أنْ يستأصلَ شأفتَهم.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  الحَيَوَانَات تُقِيمُ حُدُودَ اللهِ وَيُضَيِّعُهُا الإنسان!!
  إسقاط النظام الآن يعني: الحرب الأهلية
  دَفْعُ الْبُهْتَانِ حَوْلَ قَوْلِ الْأَفَّاكِينَ فِي ادِّعَاءِ تَكْفِيرِ أَبْنَاءِ الْمُسِلِمِينَ
  رحمك الله يا أمي
  التعليق على التفجيرات التى تقع فى السعودية ومن الذى يقوم بها؟ وما الهدف منها؟
  الرد على العقلانيين -الرد على من أدخل العقل في العبادات
  لحظة تراجع الرسلان عن خطأ أخطأه
  بعض تخاريف خوارج العصر
  إياك أن تنكسر
  مات بسبب آية من كتاب الله سمعها!!
  هل الاستمناء في نهار رمضان يفسد الصيام؟
  بُشرى عظيمة للذىن يقومون مع الإمام حتى ينصرف
  يعرفون عن الممثلين والمغنيين والمشاهير كل شيء!!
  أغبياء يجاهدون ضد أوطانهم
  كلُّ حاكمٍ في دولة له أحكام الإمام الأعظم : يُبايع ويُسمع له ويُطاع
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان