تفريغ مقطع : لو بعث بيننا اليوم لتهكم على هيئته من لا يعرفه كانت لحيته تملأُ ما بين منكبيه صلى الله عليه وسلم

فعلى المسلمينَ أنْ يتقوا اللهَ -تبارك وتعالى-.

لا تُقَلِّدوا الأُمَم، ولَكِن عليكم أنْ تَعرفوا مَا جاءَ به نبيُّكُم، ما أنزلَهُ اللهُ -تباركَ وتعالى- مِن الوحي، وما نَطَقَ به النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم- مِن الهُدَى والخَير.

عليكم أنْ تَعرفوا ذلك، وألَّا تَخجلوا منه؛ لأنَّ المسلمَ اليوم صارَ يخجلُ مِن مظهرِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-!

النبيُّ لو بُعِثَ بيننا الآن والناسُ لا يعرفونهُ؛ لأَخَذَ كثيرٌ منهم يَتهكمُ على هيئةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، كانت لحيتُهُ -صلى الله عليه وسلم- تملأُ ما بين مَنكبيه، وكان بعيدَ ما بين المنكبين، فكانت لحيتُهُ تملأ ما بين مَنكبيْه.

وكان -صلى الله عليه وسلم- يأمرُ بعدمِ الإسْبال، ويَنْهَى عن الإسبالِ ويأمرُ بتقصيرِ الثياب.

كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يستخدمُ السِّواك، لو أنَّ هذا الهَدْي الظاهر مِن هَدْي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ظَهَرَ اليوم بين المسلمين؛ لأَوْسعوا الذي يأتي به استهزاءً وتَهَكُّمًا.

أهذا مِن دينِ اللهِ ربِّ العالمين؟

أليست هذه هيئةُ النبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم-؟

ولا تَطالبنَّ أحدًا بما فوق طاقتِهِ، كلُّ بني آدم خَطَّاء، فلا تجعل خطأ مِن يتمسكُ بالدينِ حُجَّةً على الدين، بَل الدينُ حُجَّةٌ على الجميع، كُلنا يُخْطئ، وكُلنا يقعُ في المعاصي والذنوب، وكلنا إنْ لم يُثَبِّتْنَا اللهُ -تبارك وتعالى-؛ فنحن على خَطَرٍ عظيمٍ عند الموت، أنْ يَخرجَ المُسلمُ على غيرِ المِلَّةِ.

فلا تجعلنَّ خطأ أَحَدٍ مِن الناسِ تَمَسَّكَ بدينِ اللهِ -تبارك وتعالى- مَهْمَا كان؛ لا تَجعل خطأه حُجَّةً على دينِ اللهِ -تبارك وتعالى-؛ فتقول: لو كان هذا خيرًا ما فَعَلَ ذلك -ذلك الفِعْلَ الشنيع-، إلى غيرِ ذلك مِمَّا يتواضعُ عليه الناس.

هذا خطأٌ مُريعٌ وهو يصرفُ عن كثيرٍ مِن الخيرِ.

فَعَلَى الإنسانِ أنْ يُرَتِّبَ فِكْرَهُ، وأنْ يُنَظِّمَ عَقْلَهُ، وأنْ يشرحَ اللهُ -تبارك وتعالى- بالهُدَى والخيرِ صَدْرَهُ، بأنْ يتوسلَ إلى ذلك بالأسبابِ الصحيحةِ، مِن الذِّكْرِ الصحيحِ، والإقبالِ على اللهِ -تبارك وتعالى-.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  رسالة إلى الفقراء... القاعدة الذهبية للإمام أحمد في مواجهة الفقر
  حول الصحابي المسيء في صلاته رضي الله عنه
  لَا تَغُرَّنَّكَ عِبَادَةُ عَابِدٍ, وَلَا زُهدُ زَاهِدٍ, وَلَا قِرَاءَةُ قَارِئٍ, وَلَا حِفظُ حَافِظ
  لم يحدث قط أن عم العري والتبرج ديار المسلمين كما هو في هذا العصر
  حالات إدراك الركوع..هام جدًّا
  إيَّاكَ أنْ تقولَ على اللهِ ما لا تَعْلَم
  تعظيم الأشهر الحُرُم
  عدد ركعات صلاة التراويح ــ ومتى ينصرف المأموم ــــ وهل تمنع المرأة من صلاة التراويح في المسجد؟
  استقبال القبلة _ اتخاذ السترة _ النية
  لا يجوز ضرب الطفل وهـو أقل من 10 سنين
  نصيحةٌ للموظفِ الذي يقبلُ الهدية... شبهة الراتب لا يكفي
  عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ
  اِجْتَمِعُوا عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَلَا تَتَفَرَّقُوا
  مَن عَرف ربه وعرف نفسه برِئ من الرياء والسمعة والهَوى ظاهرًا وباطنًا
  من حقوق الحاكم: توقيره وعدم سَبِّهِ وإهانتهِ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان