كيـــف تعامـــل السلــف مـــع ظلــم الحكــام وجورهـــم؟؟
الامام أحمد ـرحمه الله ـ قالوا مدح أحمد بن نصر الخزاعي ـ وهو كذلك.
كان أحمد بن نصر صلبا في السنة ، يقول : القرآن كلام الله ولا يبالي . ووقف مستقتلا وقد تنور
وتطيب ، أي أزال ما هنالك مما يُزال من شعر بدنه وتطيب. يستقبل الموت بين يدي
الواثق، وكان الواثق شديدا على أهل السنة، يقتل من قرر عقيدة السلف ، وهي عقيدة أصحاب
رسول الله ، وهي عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقتل العلماء بيده ، ويحتسب
ذلك بزعمه عند الله ، ويرد المسلم إلى الروم ـ إلى الكفار ـ ولا يستبدل من الأسرى
المسلمين من قال : (القرآن كلام الله) ...
من الذي قال
إن (القرآن كلام الله) ؟؟ هو الله
(وإن أحد منالمشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله).... فإذا قال عبد القرآن كلام الله
فما ذنبه ؟؟
لقد قال ذلك
الله ، وقاله رسول الله. ولكن إذا جاء الأسير المسلم من عند الروم يُمتحن ، فإذا
سئل : ما تقول في القرآن ؟ أمخلوق هو ؟
إذا لم يقل (القرآن مخلوق) .. يُرد إلى الروم الكافرين.
عُذب العلماء ، سُجن البويطي حتى مات في محبسه. وقيوده وأغلاله في عنقه ويديه ورجليه يحامي عنها
... ادفنوها معي في قبري حتى آتي يوم القيامة لأسأل الله رب العالمين .. يا رب سل
هذا لم حبسني. ما جريرته ؟
عُذب من عُذب
نُعيم بن حماد ، وأحمد بن حنبل. والواثق يقرر عقيدة كفرية ، بحد السيف ووقع السوط ، وجاء
الفقهاء إلى الإمام أحمد ليؤامروه ـ كما ذهب من قبلهم إلى الحسن البصري رحمه الله
ليؤامروه على الخروج على الحجاج ، ترك الصلاة وسفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام
،،، إلى غير ذلك مما عددوه من مثالبه. يقول : هو عقوبة من الله. استقيموا وأصلحوا
أنفسكم حتى يرفع الله الكرب عنكم.
الإمام أحمد
ديس بالأقدام بين يدي المعتصم ، وضُرب بالسوط ، فما رأى معالجه ضربا كضربه ، قال :
لقد رأيت من ضُرب بالسوط ألف سوط ، فما رأيت ضربا كهذا الضرب وهو صائم ولم يُفطر ،
ثم حُمل وقد أغشي عليه فجُعل في محبسه ، وظل هنالك قائما على حاله لا يُعدي بذلك
لسانا ... اصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر. وانشروا الدين ، علموا الناس
الاسلام ، علموا الناس التوحيد والاتباع . دلوهم على حقيقة الدين ، علموهم العلم
وادعوهم إلى العمل الصالح ، واستقيموا على أمر الله ، والتغيير يأتي من الله : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...