تفريغ مقطع : أبكيكِ
((أبكيكِ))
أبكيكِ لو نقع الغليل بكائي وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّيًا لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ
عَزائي
طورًا تكاثرني الدموعُ وتارةً آوي إلى أكرومتي وحيائي
كم عبرة موَّهتُها بأناملي وسترتُها مُتجملًا بردائي
ما كنت أذخر في فداكِ رغيبةٍ لو كان يرجع ميتٌ بفداءِ
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمُّلي ونسيت فيكِ تعززي وإبائي
وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ مما عراني من جوى البُرحاءِ
كم زفرةٍ ضعفُت فصارت أنَّةً تَممْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ
لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَةٍ مَلَكَتْ عَليَّ جَلادَتي وَغَنَائي
قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا مِمّا ألَمَّ،
فكُنتِ أنْتِ فِدائي
وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّةٍ صعبٌ؛ فكيف تفرُّق القُرباءِ
كيف السلُّو وكلُّ موقعِ لحظةٍ أثرٌ لفضلكِ خالدٌ بإزائي
فَعَلاتُ مَعرُوفٍ تُقِرُّ نَوَاظِرِي فَتَكُونُ أجْلَبَ جالِبٍ لبُكائي
فبأي كَفٍّ أستجِّنُ وأتِّقي
صَرْفَ النّوَائِبِ أمْ بِأيّ دُعَاءِ
رُزءانِ يَزْدادانِ طُولَ تَجَدُّدٍ أبَدَ الزّمَانِ: فَناؤهُ وَبَقائي
قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَها يومي وتشفقُ أنْ تكونَ ورائي
آوي إلى بَرْدِ الظِلال كأنني لِتَحَرُّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ
وأهُبُّ مِنْ طِيبِ المنامِ تَفَزُّعاً فزعَ اللديغِ نَبا عن الإغْفَاءِ
معروفكِ السامي أنيسكِ كلما وَرَدَ الظّلامُ بوَحشَةِ الغَبْرَاءِ
وضياءُ ما قدَّمتَهِ مِنْ صالحٍ لكِ في الدُجى بدلٌ مِن الأضواءِ
إنّ الذي أرْضَاهُ فِعلُكِ لا يَزَلْ تُرْضِيكِ رَحْمَتُهُ صَبَاحَ مَسَاءِ
صَلّى عَلَيكِ، وَما فَقَدْتِ صَلاتَهُ قَبلَ الرَّدَى، وَجَزاكِ خيرَ جَزَاءِ
لَوْ كَانَ يُبلِغُكِ الظلامُ رَسَائِلي أو كان يُسْمِعَكِ التُرابُ نِدَائي
لَسَمِعتِ طُولَ تَأوّهي وَتَفَجّعي وعَلمْتِ حُسْنَ رِعايتي ووفائي
التعليقات
مقاطع قد تعجبك